الخميس، 19 سبتمبر 2024

08:09 م

"فألهمها فجورها".. إسراء ضحية مجرمة جدا

إسراء الضحية والجانية

إسراء الضحية والجانية

هيثم البرعي

A A

فتاة بملابس ممزقة وكدمات في جسدها تهرب من شقيقها، تستنجد بالجيران والمارة، بدأوا في تهدئتها وطمأنتها بأنها في أمان، قبل أن تسرد قصتها بعنوان عريض شائع “الميراث”. 

وبعد 15 شهرًا، وكمسرحية من فصول عدة، رُفع الستار عن قضية جديدة كانت فيها الفتاة ذاتها "البطل الشرير"، وابنها الضحية، من واقع تحقيقات النيابة وحيثيات حكم محكمة جنايات المنصورة. 

الفصل الأول: الميراث 

باحثة جامعية "محطمة الجسد والفؤاد"، استعان شقيقها بصديقه في تعريتها والاعتداء عليها وتصويرها في أوضاع مخلة، تكون أداته للضغط عليها وإجبارها للتنازل عن حقها في ميراثها.

أحكم الأخ وثاق شقيقته وقدمها "وجبة سهلة" لصديقه، إلا أنه أغفل فمها، وكانت صرخاتها طوق نجاتها.

الفصل الثاني: "شقيق وصديق في الكلبش"

بعد قرابة ساعة من الحادث، جمع الصديق الهارب وشقيق المجني "كلبش" الأجهزة الأمنية بالدقهلية، وأُحيلا إلى النيابة العامة، التي استمعت لأقوال "إسراء"، وحققت معهما، ونسبت إليهما تهم الخطف وهتك العرض والاحتجاز دون حق.

 في نوفمبر 2021، أُحيل المتهمون إلى المحاكمة الجنائية أمام القاضي بهاء الدين المري، والذي طرح القضية على بساط البحث، واستمع لأقوال المجني عليها والمحامي الحاضر معها، كما استمع لأقوال المتهمين ومرافعة دفاعهما، فضلًا عن شهود الإثبات من المواطنين والضابطين القائمين على الضبط وإجراء التحريات.

في جلسة حكم 29 ديسمبر 2021، قال القاضي "المري" موجهًا حديثه لشقيق المجني عليها: "لقد جئت شيئًا فريًا"، منددًا ببشاعة فعلته، وبعدها أصدر حكمه بمعاقبته بالسجن 10 سنوات، و5 سنوات لصديقه المتهم الثاني.

من واقعة الاعتداء

الفصل الثالث: ضحية مجرمة جدًا

 بعد 15 شهرًا فقط من قضية شقيقها، رُفع الستار على فصل جديد من عمل بطلته "الباحثة الجامعية إسراء"، تلك المرة كانت "مجرمة" بملابس السجن البيضاء في قفص المحاكمة بتهمة "تعذيب ابنها" لإجباره على التسوّل.

تحولت إسراء من ضحية شقيقها إلى جانية على ابنها، وفصلتها 15 شهرًا فقط عن الوقوف مكان أخيها في قفص محكمة جنايات المنصورة، وأمام القاضي نفسه، مُتهمة بتعذيب طفلها 9 سنوات، وإجباره على التسول. 

الفصل الرابع: شاش على رأسه 

التحقيقات التي جرت في القضية الثانية، كشفت أن الجانية "إسراء"، استعملت القوة والعنف مع طفلها "محمد"، لإجباره على التسول في الطرق العامة، بالتعذيب البدني وإحداث عاهة مستديمة له، عامي 2020 و2021.

واستمعت النيابة العامة لجيرانها، الذين أكدوا اعتيادها الاعتداء عليه، فضلًا عن ظهوره المعتاد بملابس بالية ومتسخة، وإصابته في رأسه يحاول إخفاءها بقطعة شاش "دائمة"، بدت كعلامة مميزة له.

خلال المحاكمة

الفصل الأخير: من لا يرحم لا يُرحم 

بعد إحالة إسراء إلى المحاكمة الجنائية، وقفت أمام القاضي بهاء الدين المري مجددًا، وسألها كمتهمة عن فعلتها، في جلسة حكم بتاريخ 1 مارس 2023، قبل أن يصدر حكمه بمعاقبتها بالسجن المشدد 13 سنة، عن تهمتي الاتجار في البشر (استغلال الطفل)، والتسبب في عاهة مستديمة له، ووجه القاضي حديثه لها بقوله "لم تعرف الرحمة سبيلًا إلى قلبك، ومن لا يرحم لا يُرحم". 

search