الخميس، 19 سبتمبر 2024

05:42 م

حليم وسعاد في رواية أحدهم.. قفزة على أسوار القصر المسحور

عبد الحليم وسعاد

عبد الحليم وسعاد

ما يزال اقتران تاريخ ميلاد العندليب عبدالحليم حافظ بتاريخ وفاة سعاد حسني (21 يونيو) لغزا محيّرا، لم يتوصل أحد إلى تفسيره، فالتواريخ مثل الأقدار لا يحكمها المنطق والإدراك، ولكنها تخضع فقط للتأمل.

ما الذي يجمع بين الميلاد والوفاة؟.. لماذا ارتبطت بداية العندليب بنهاية السندريلا؟.. ما هي القوة التي يملكها تاريخ اليوم ليضع الحياة مع الموت في سلة واحدة؟.. أسئلة موءودة بدون إجابات، لكنها مع ذلك قادرة على أن تنعش الحديث من جديد حول العلاقة التي جمعت بين حليم وسعاد.

في كل قصص الحب العربية كان الزواج أمل العاشقين، إلا في قصة عبدالحليم وسعاد، كان الزواج بمثابة تهمة جاهد كلاهما على نفيها، رغم الحب الكبير الذي ربط بينهما على مدار سنوات، وشهد عليه المحيطون بهما.

هل تزوج عبد الحليم من سعاد؟.. لا توجد إجابة قاطعة، لا من أصحاب الشأن (عبدالحليم وسعاد) ولا من الأهل ولا من الأصدقاء ولا حتى من المزايدين، دائما هناك من يؤكد، وفي المقابل دائما هناك من ينكر، ليدثر الغموض هذا المشهد، وينضم بدوره إلى قائمة الألغاز في حياة العندليب والسندريلا. 

شهادة عبدالحليم

مجلة الموعد سجلت غضب عبدالحليم حافظ بعد عودته من رحلة أوروبية، حين علم بنشر خبر زواجه من سعاد حسني، قال عبدالحليم للصحفي محمد بديع سربية: "الإشاعة تصل إلى درجة إني أتجوز في الخارج، أنا هاتجنن، لازم أعمل تكذيب رسمي، اكتب على لساني أني لا أصلح للزواج".

سعاد أيضا أكدت للمجلة نفسها وللصحفي نفسه كلام العندليب وهي تقول "كل ما أشيع عن زواج تم، أو زواج سيتم بيني وبين عبدالحليم حافظ، ليس إلا مجرد شائعات، أولا الحب ليس عيبا أو حراما، إن كنت أحب عبدالحليم، ليس هناك ما يدعو لكي أنكر هذا الحب".

وأضافت سعاد: "لم أفكر مجرد التفكير في الزواج لأن فني ومستقبلي يستحوذان على كل اهتمامي وتفكيري ومشاعري، وعندما أريد الزواج، سأتزوج هنا في القاهرة، في بلدي وبين أحبابي وأهلي، الزواج عمره ما كان جبر خاطر، الزواج لا بد له من مقدمات وترتيبات وأخد ورد، ولازم يكون علني، لأنه نبأ سار يسعد جمهوري وجمهور عبدالحليم".

واختتمت في حسم: "لا معنى لأن نتزوج في السر، لأن معنى هذا أننا نعمل عملا غير مشروع، أو غير مستحب، أو لا نفخر به".

لكن سعاد نفسها عادت بعد ذلك وقالت كلاما مختلفا عام 1992 في حوار مع مفيد فوزي قالت إنها تزوجت من العندليب زواجا عرفيا استمر 6 سنوات. وفسرت سر عدم إعلان زواجهما بسبب اعتقاد عبدالحليم أن الفنان ملك للجماهير وأن زواجه سيؤثر على حياته الفنية وعمله، وقالت أيضا "مهمنيش إعلان الجواز لأن هو كان أهم من الإعلان".

الوثيقة 

وثيقة زواج سعاد بالعندليب ظهرت مرتين الأولى نشرتها شقيقة السندريلا جانجاه عبدالمنعم، في سبتمبر 2016، على الهواء خلال حوار مع الإعلامي وائل الإبراشي ببرنامج "العاشرة مساء" عبر قناة "دريم".

ووفقاً للوثيقة، فإن الزواج تم يوم 3 أبريل من العام 1960 بعقدٍ عرفي وبشهادة الفنان يوسف وهبي والإعلامي وجدي الحكيم، وعقده شيخ الأزهر الإمام حسن مأمون.

أكدت شقيقة سعاد أن أختها تزوجت من عبدالحليم زواجا شرعيا (غير مسجل) من خلال محام وكانت تبلغ 17 عامًا واستمر الزواج 7 سنوات، قائلة: "الموضوع وقتها كان مستخبي، لأن الفن كان كده في الزمن ده، هو عنده معجبين مش عايزينه يتجوز وهى ناس بتحبها فمش عايزينها تتجوز، فده كان الطبيعي عكس اللى بيحصل دلوقتى الفنانة ممكن تتجوز مرة واتنين وتلاتة وتتطلق عادي"

المرة الثانية التي ظهرت فيها الوثيقة جاءت عن طريق الإعلامية مي العيدان، عبر موقع "إنستجرام"، نشرت وثيقة زواج عرفي، حمل اسم عبد الحليم وسعاد، تحمل تاريخ أبريل 1960.

نفي 

لا يفوت محمد شبانة ابن شقيق عبدالحليم حافظ  فرصة إلا ونفى فيها صحة زواج عمه من السندريلا، من خلال العديد من التصريحات الصحفية والإعلامية، وهو يقول إنه يملك تسجيلًا لعمه يؤكد فيه أنه لم يتزوج من سعاد رغم حبه لها.

قال شبانة إن عقد الزواج مزور، وأن التوقيع الخاص بعبدالحليم حافظ تمت كتابته بالآلة الكاتبة مع بصمة لشيخ الأزهر، متسائلاً: "هو فيه شيخ أزهر بيبصم أو يجوز حد عنده 17 سنة دون والي وفى هذا التوقيت كانت مصر في حقبة الجمهورية المتحدة وليس جمهورية مصر العربية كما تمت كتابته بالعقد، وهو ما يثبت أنه مزور".

سهير البابلي أيضا أكدت في حوار مع الإبراشي أن "حليم لم يتزوج سعاد، خالص، عبدالحليم يحب أه ممكن، يستلطف حد ممكن، لكن يتجوز مش ممكن، عبدالحليم عمره ما اتجوز، وهذا كذب".

وقال الناقد طارق الشناوي الشيء نفسه: “الوثيقة غير حقيقية”، وأضاف في تصريحات لبرنامج "صباحك مصري" (يونيو 2020): “ما يثبت عدم صحة وثيقة الزواج كتابة اسم وجدي الحكيم كأحد الشهود على العقد رغم نفيه الدائم قبل وفاته زواج العندليب بسعاد حسني”، لافتًا إلى أن العقد محرر بتاريخ 1960 ومكتوب فيه اسم حسن المأمون شيخًا للأزهر، في حين أن الشيخ محمود شلتوت هو من كان شيخًا للأزهر خلال هذه الفترة. 

تأكيد 

الإعلامي مفيد فوزي، أكد أن الوثيقة صحيحة، وقال في مداخلة تلفزيونية: "أتذكر جيدًا أن المأذون طلب يتصور مع عبدالحليم، وأنا كنت واقفًا مع وجدي الحكيم، أنا شوفت ده بعينيا، الوثيقة حقيقية، وكانوا بيحبوا بعض للغاية".

بدون حسم 

ولم يستطع سمير صبري أن يحسم رأيه قال في برنامج "واحد من الناس"، على قناة "الحياة" (يناير 2021): "لا أستطيع الحسم؛ لأنني لم أر بنفسي وثيقة زواج حليم وسعاد، لكن ما رأيته أنه على مدار 3 سنوات أو أكثر كان هناك قصة حب كبيرة وعميقة جدًا، وكلها مشاحنات بسبب غيرته الفظيعة عليها".

وفي حوار للفنان حسن يوسف مع موقع مصراوي ردا على سؤال "بما أنك كنت قريبا من سعاد حسني وعبدالحليم حافظ.. هل تزوجا بالفعل؟"، قال حسن: "والله معرفش، أنا فيا خصلة، مهما كنت قريب مني لا أسألك عن حياتك الشخصية.. والشواهد بتقول إنهم كانوا بيحبوا بعض، لكن اتجوزوا أو لأ معرفش، عبدالحليم كان يضايق جدا لو حد يسأله على حياته الشخصية".

search