الثلاثاء، 17 سبتمبر 2024

05:59 ص

عمره 105 سنوات.. قصة أقدم مطحن بن بجوار "السيد البدوي"

أقدم مطحن بطنطا

أقدم مطحن بطنطا

الغربية - محمد عصر

A A

أثناء مرورك بمنطقة مسجد السيد البدوي، في طنطا بمحافظة الغربية، تجذبك رائحة البن، وتدفعك للبحث عن مصدرها، فتجد نفسك أمام أقدم مطحن بن في المنطقة، الذي بدأ عمله منذ حوالي ١٠٥ سنوات.

سر التحويجة 

 "تليجراف مصر" اقترب من مالك المطحن، أحمد شديد، الذي تجاوز عمره الأربعين عامًا، وهو آخر جيل تولى مسؤولية المطحن، المتوارث بين أجيال العائلة، للتعرف على قصته، و"سر التحويجة"، التي تجذب العشرات من أرجاء المحافظة، حتى أن بعضهم يشتري كمية تكفي لشهر كامل، لبُعد المسافة.

 يتحدث "شديد" قائلًا: " تحميص البن له اشتراطات، ومراحل يجب اتباعها لإنتاج التحويجة المطلوبة، والتي تجذب الزبائن، وهي تحتاج لشخص متمكن من المهنة".

التحميص اليدوي

ويقول شديد إنه رغم التقدم التكنولوجي، إلا أنه يفضل التحميص اليدوي، الذي يشبه أفران العيش الفلاحي، التي تُعطي للبن رائحة ومذاق عال، مشيرًا إلى أن التحميص اليدوي يستغرق من 15 لـ 25 دقيقة في حال أن الكمية المراد تحميصها قليلة، وفي حال زيادة الكميات المراد تحميصها، يزيد الوقت من 60 لـ 90 دقيقة، وتختلف مدة التحميص، حسب درجة البن المطلوبة، سواء سادة أو وسط أو غامق.

أبًا عن جد

"شديد"، يُضيف أن جده من بدأ المشروع عام 1920، وتولي من بعده والده، ثم ورثها عن والده، ومازال نظام العمل قائمًا، كما هو عليه، في بداية المشروع، لافتًا إلى أنه يتم تحميص البن أمام الزبائن، ويكون خالي تمامًا من أي إضافات كالشعير أو الذرة أو الفول السوداني أو نوى البلح.

عشاق القهوة

ويشير إلى أن المطحن بطريقة تحميص البن التقليدية، تجذب عشاق القهوة من جميع المحافظات المجاورة، مؤكدًا عدم تغيير الطريقة التقليدية في تحميص البن، أو الاستعانة بالماكينات الآلية الجديدة، من أجل الحفاظ على إرث العائلة.

للبن أذواق 

ويوضح أن للبن أذواق، ولكل نوع مذاق مختلف، ويبدأ الإقبال على البن، بداية من عمر ٢٠ عامًا فما فوق، مؤكدًا أن شرب القهوة تعود وله فوائد صحية، في حالة تناول فنجان أو اثنين، ولكن في حالة تناول كميات كبيرة يكون له أضرار.

"شديد" اختتم حديثه معنا، قائلاً: "مش كل من فتح مطحن.. يبقى صنايعي.. ولا كل من حوج شوية بن يبقى أستاذ.. دي صنعة المزاج العالي.. ولها أسرارها.. مثلها مثل العطارين.. ولا تورث إلا لحامل اللواء.. من صلب العائلة".

search