الجمعة، 22 نوفمبر 2024

05:58 ص

"الناس لا تقرأ".. براءة طارق الشناوي في قضية "ولاد رزق"

طارق الشناوي

طارق الشناوي

قصة الناقد طارق الشناوي مع "ولاد رزق" بدأت قبل 9 أعوام، بالتحديد عام 2015 حين هاجم الشناوي الجزء الأول من الفيلم، واتهمه بـ"التقليدي في القصة والمعالجة الدرامية التي تفتقد للخيال"، واستخدام كل العناصر التجارية لنجاحه مثل "العنف والجنس والعُري والمخدرات والرقص" ويقول: بالرغم من ذلك فإنه لم يصل إلى الناس.

إلا أن الشناوي عاد هذه الأيام ليمتدح "ولاد رزق 3"، ويقول "إن تصدر الفيلم شباك التذاكر أمر متوقع قبل طرحه في السينمات، بسبب قوة العمل الفني الذي سيحصل عليه المشاهد مقارنة بباقي الأفلام، فيما أرجع عوامل نجاح الجزء الثالث، إلى قدرة المخرج طارق العريان على استغلال كافة الإمكانيات الإنتاجية التي تم توفيرها وتسخيرها لهذا الفيلم فحققت خياله.

أفيش ولاد رزق 3 

تصريحان اعتبرهما البعض متناقضين خلال فترة زمنية قصيرة للشناوي المعروف بحدته في النقد، ما جعله يتعرض لهجوم عنيف من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وصل إلى حد السخرية اللاذعة، والتجريح، باعتبار أن الجزء الثالث للفيلم من إنتاج هيئة الترفيه بالسعودية، بينما الجزء الأول إنتاج مصري!

عدو النجوم

اتهامات لا تليق بناقد مشهور بنزاهته وترفعه، وامتلاكه لأرشيف مقالات ومقابلات إعلامية يهاجم فيها بضراوة كبار المخرجين والنجوم، لا يستثني أحدا، وهو يتعامل بموضوعية تامة، تصل في كثير من الأحيان إلى الشراسة ولم تنزلق أبدا للمجاملة، وتعتمد على تحليل لا يخضع إلا للمعايير الفنية فقط، ما جعله عدو النجوم على غرار "جليل البنداري" الناقد الفني الأشهر في شارع الصحافة فترة الخمسينات والستينات.

فما الذي حدث هذه المرة؟.. وما هي مبررات المصالحة بين الناقد والفيلم؟.. وهل طارق اليوم هو طارق الأمس؟.. أم أن هناك مياه جرت في النهر، روضت "وحش النقد"، وجعلته يُؤثر السلامة بدلا من الدخول في مشاحنات لن تجلب له إلا المتاعب. 

"تليجراف مصر" تواصل مع الناقد طارق الشناوي، ليستمع إلى أقواله في قضيته مع "ولاد رزق"، خاصة أن الجمهور هو الخصم فيها هذه المرة وليس أحد صناع العمل (مخرج أو منتح أو بطل).

بمجرد أن تتصل بالشناوي يرد على الفور، وكأنه ينتظر مكالمتك، لديه خبره في معرفة ما سوف تسأله عنه، وإجابات جاهزة عن كل سؤال، ردود موثقة، وليس كلاما مرسلا، غير مهموم بالدفاع عن شخصه، ولكن بوجهة نظره الفنية التي يقاتل من أجل أن تصل للجميع بدون تحريف، لتكون الصورة واضحة من جميع الزوايا.

وثيقة 2019

"الناس لا تقرأ"، كلمتان اختار الشناوي أن يبدأ بهما تعليقه حول الفجوة بين رأيه الأول والأخير وهو يشير إلى مقال نشره في المصري اليوم عام 2019 يشيد فيه بالجزء الثاني للفيلم، إلا أن الجميع قرر عن جهل أو قصد تجاهله ليبدو الأمر وكأن الشناوي هلل فجأة للجزء الثالث باعتباره إنتاج سعودي، بالرغم من أنه امتدح الجزء الثاني وهو إنتاج مصري، وتنبأ في المقال بنجاح كبير للجزء الثالث قبل أن تتبنى هيئة الترفيه إنتاجه!

(أولاد رزق 2).. اللعب مع الجمهور شعار المرحلة!. هذا هو عنوان المقال "المنسي" لطارق الشناوي والذي يقول فيه نصّا: "الجزء الثاني من (ولاد رزق أسود الأرض) يأتي محملًا بتساؤل: هل سيتفوق رقميًّا على الأول؟ الإجابة مع الحفلات الأولى للفيلم نعم، هل هو أكثر متعة؟ نعم أيضا، خاصة لو أنك من البداية حددت ما الذي تقصده بتعريف المتعة في سينما طارق العريان، التي تتكئ في قسط وافر منها على الجذب البصري".

ويضيف: "عدد من النجوم لا تستطيع حصرهم، والكثير من التساؤلات تتوالد أمامك، وهو ما أراده طارق العريان في فيلمه، حيث جاءت مشاهد النهاية وهي تعدك بالمزيد الذي سوف تراه أيضا في الجزء الثالث الذي لم يولد بعد، حيث قدم خيطًا دراميًّا في لقطة النهاية.. وسوف يدخل في مباراة ذكاء مع المتفرج وهو يستكمل لعبته السينمائية، وأظنه لن يتأخر كثيرا هذه المرة".

يتمنى الشناوي من كل الذين يهاجمونه بضراوة أن يقتطعوا دقيقتين من وقتهم لقراءة مقال "2019" الذي سقط عمدا من القصة، ليتم تشويه صورته بتلك الطريقة على سوشيال ميديا. 

قاعدة علمية

يرى الشناوي، أنه من حق الناقد أن يعدد القصور الفنية في العمل، أو يمتدحه، ليس لأحد سلطة الحجر على رأيه، ما دام ذلك لا يتعارض مع القواعد الفنية، ولكن المطلوب أن تكون الصورة كاملة لا نطمس فيها جزء ونظهر جزء، لأغراض أخرى. 

أخيرا فإن "ولاد رزق" ليس عملا واحدا، بل ثلاثة أفلام كل عمل قائم بذاته، قد تهاجم الأول، وتنحاز للثاني، ويعجبك الثالث، وفي كل مرة يكون لديك الأسباب التي تدافع بها عن وجهة نظرك، وهذه قاعدة علمية فنية، وليس مجرد رأي، وهو ما فعله الناقد طارق الشناوي، بينما التعامل مع الأعمال الثلاثة على أنها فيلم واحد خطأ فادح، ينسف القاعدة العلمية. 

search