الجمعة، 22 نوفمبر 2024

03:43 ص

أزمة الديون في تونس.. بين الحبس ودعوات تغيير القوانين

الحبس في تونس بسبب الديون

الحبس في تونس بسبب الديون

حبيبة وائل

A A

في تونس، يعاني أكثر من 600 شخص في السجون بسبب تراكم الديون، حيث تورطوا في إصدار شيكات لم يستطيعوا سداد قيمتها المالية. 

هذا الوضع دفع آلاف الأشخاص إلى الهروب داخل وخارج البلاد خوفاً من العقوبات.


دعوات لتغيير القانون

تزامناً مع هذه الأزمة، أطلقت منظمات حقوقية، بما في ذلك "هيومن رايتس ووتش"، دعوات لتغيير قوانين حبس المدين. 

حذرت المنظمة في تقريرها من أن حبس الأشخاص بسبب شيكات لم يتمكنوا من سدادها يُعتبر انتهاكاً للقانون الدولي لحقوق الإنسان، مؤكدة أن هذه السياسات تدمر الأسر والشركات.

وطالبت "هيومن رايتس" الحكومة التونسية بإيجاد بدائل تسمح للمدينين بسداد ديونهم وفق خطط محددة بدلاً من السجن، مشيرة إلى ضرورة تعديل التشريعات القديمة التي تتعلق بالشيكات بدون رصيد.

وأشارت المنظمة إلى أن هذه السياسات أدت إلى دمار حياة الكثيرين في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد.

تمثل الشيكات في تونس آلية للحصول على الائتمان، ولم تعد مجرد أداة للدفع حيث يستخدمها أصحاب المشاريع التجارية للحصول على سلع أو خدمات وتأمينها بشيكات يتم صرفها في وقت لاحق.

تأتي هذه الأزمة وسط انتشار واسع للشيكات بدون رصيد، حيث تعالج المحاكم التونسية أكثر من 11 ألف قضية شيك من دون رصيد، مما يعكس الأعباء الكبيرة التي تواجهها العائلات المتضررة.

الآثار النفسية

وبالنظر إلى الآثار الاجتماعية والنفسية، يواجه أصحاب الشيكات العديد من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك الوصم الاجتماعي والرفض بعد سجنهم بسبب الديون والإفلاس.

وعلى الصعيد القانوني، يُعتبر إصدار الشيك دون رصيد في تونس جريمة جنائية تحمل عقوبة السجن حتى خمس سنوات، مما يزيد من تعقيدات الوضع للمتورطين.

تجاوباً مع الضغوط الدولية والداخلية، قدمت الحكومة التونسية مشروع قانون لتعديل الأحكام القانونية المتعلقة بالشيكات دون رصيد، مقترحة تقليص عقوبة السجن إلى سنتين فقط بدلاً من خمس سنوات، وفقا لما نشرته شبكة سكاي نيوز.


دعم المؤسسات الصغرى والمتوسطة

يرى الكثير من الخبراء الاقتصاديين أن الحل ليس فقط في التغييرات القانونية، بل في دعم البنوك للمؤسسات الصغرى والمتوسطة لتجنيبها المشاكل المالية، وتمكينها من استعادة استقرارها الاقتصادي.

search