الجمعة، 22 نوفمبر 2024

03:01 م

المناظرات الرئاسية الأمريكية.. من لينكولن إلى أوباما

دونالد ترامب و جو بايدن

دونالد ترامب و جو بايدن

أحمد سعد قاسم

A A

تشكل المناظرات الرئاسية جزءًا حيويًا من العملية الديمقراطية في الولايات المتحدة، حيث توفر للناخبين فرصة ثمينة لمشاهدة المرشحين يتفاعلون ويتبادلون الأفكار بشكل مباشر. 

منذ أول مناظرة شهيرة بين أبراهام لينكولن وعضو مجلس الشيوخ ستيفن دوغلاس في عام 1858 وحتى المناظرات الحديثة التي شهدت مواجهة بين باراك أوباما وميت رومني، لعبت هذه المناظرات دورًا حاسمًا في تشكيل مواقف الناخبين وتحديد نتائج الانتخابات. 

في هذا التقرير، نستعرض أبرز محطات تاريخ المناظرات الأمريكية وأثرها على مسار الحملات الانتخابية.

أولى المناظرات البارزة

يعود مفهوم المناظرات السياسية إلى سنوات عديدة، حيث حدثت أولى المناظرات البارزة في عام 1858 بين أبراهام لنكولن والسناتور ستيفن دوغلاس أثناء سباقهما على مقعد في مجلس الشيوخ.

لم يكن لهذه المناظرات السبع وسيط واتبعت تنسيقًا منظمًا حيث ألقى كل مرشح خطابًا مدته ساعة، ثم كان لديه ساعة ونصف لتقديم الحجج، مع اختتام المتحدث الأول برد مدته نصف ساعة. 

فاز دوغلاس بمقعد مجلس الشيوخ، لكن كلا المرشحين واجها مرة أخرى في الانتخابات الرئاسية عام 1860. 

ورغم أن المناظرات لعبت دورا في تحديد مواقفهما، إلا أنهما لم يلتقيا خلال الحملة الانتخابية.

 أول مناظرة رئاسية متلفزة في أمريكا

جرت أول مناظرة رئاسية متلفزة في الولايات المتحدة في عام 1960 بين نائب الرئيس الجمهوري ريتشارد نيكسون والمرشح الديمقراطي جون كينيدي. كانت هذه لحظة محورية حيث سمح التلفزيون للجمهور الأمريكي بفهم المرشحين وبرامجهم وسياساتهم وحتى مظهرهم بشكل أفضل.

شاهد هذه المناظرة ما يقرب من 66 مليون أمريكي، أي ما يقرب من ثلث سكان الولايات المتحدة في ذلك الوقت. كينيدي، الواثق والهادئ، يتناقض بشكل حاد مع نيكسون، الذي بدا غير مرتاح. ساهم أداء كينيدي بشكل كبير في فوزه الانتخابي بفارق ضئيل.

جيرالد فورد وجيمي كارتر

وبعد توقف، استؤنفت المناظرات الرئاسية في عام 1976، وتناظر جيرالد فورد، نائب نيكسون الذي أصبح رئيسًا بعد استقالة نيكسون بسبب فضيحة ووترغيت، ضد حاكم جورجيا الديمقراطي جيمي كارتر. 

هزم كارتر فورد في الانتخابات، حيث عزا المحللون خسارة فورد جزئيًا إلى خطأ خلال المناظرة حيث أكد بشكل غير صحيح أن الاتحاد السوفيتي لم يهيمن على أوروبا الشرقية تحت رئاسته.

كارتر ورونالد ريغان

وفي انتخابات عام 1980، واجه كارتر، الذي كان يسعى لولاية ثانية، المرشح الجمهوري رونالد ريغان، وهو ممثل هوليوود سابق. 

استغل ريغان مهاراته في التمثيل وراحته أمام الكاميرات ليسأل الأميركيين: "هل أنتم أفضل حالاً مما كنتم عليه قبل أربع سنوات؟" تعثر كارتر عندما أشار إلى مناقشة مع ابنته حول سباق التسلح النووي مع روسيا، مما جعله يبدو ضعيفا في مواجهة الشيوعية.

ريغان ووالتر مونديل

في مناظرات عام 1984، واجه ريغان المرشح الديمقراطي والتر مونديل. 

حاول مونديل استخدام سن ريجان (73 عامًا) ضده، لكن ريجان رد بذكاء قائلاً: «لن أجعل من العمر قضية في هذه الحملة. لن أستغل، لأغراض سياسية، شباب خصمي وقلة خبرته”.

جورج بوش الأب وبيل كلينتون

كانت المناظرة الرئاسية عام 1992 فريدة من نوعها، حيث أنها لم تشمل فقط المرشحين الجمهوريين والديمقراطيين، جورج بوش الأب وبيل كلينتون، ولكن أيضًا المرشح المستقل روس بيرو. 

برع كلينتون بأسلوبه وتركيزه على التغيير والمستقبل، لكن وضوح بيرو ونجاحه أكسبه 19% من الأصوات، وهو رقم قياسي لمرشح مستقل.

باراك أوباما وميت رومني

في عام 2012، واجه الرئيس باراك أوباما الجمهوري ميت رومني في ثلاث مناظرات. 

لقد تفوق رومني على أوباما في المناظرة الأولى، وخاصة فيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية، لكن أوباما انتعش في المناظرات اللاحقة، وتفوق في كليهما في نهاية المطاف.

من خلال استعراض تاريخ المناظرات الرئاسية الأمريكية، يتضح أن هذه المناظرات ليست مجرد مواجهات كلامية، بل هي محطات حاسمة يمكن أن تقلب موازين الحملات الانتخابية وتؤثر بعمق على قرارات الناخبين.

search