الأحد، 30 يونيو 2024

01:00 م

انتخابات الرئاسة بإيران.. الدفع بـ"جراح قلب" لتحسين العلاقات مع العالم

مسعود بزشكيان

مسعود بزشكيان

تحليل - محمد خيري

A A
سفاح التجمع

يستعد الناخبون الإيرانيون للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، اليوم الجمعة، حيث أعلن مجلس صيانة الدستور  إنشاء 59 ألف مركز اقتراع في عموم المحافظات الإيرانية.

وهناك لجان اقتراع في 95 دولة حول العالم تنتشر فيها سفارات وقنصليات إيرانية، لاختيار الرئيس الـ 14 لإيران.
 

المرشحون لرئاسة إيران

ويتنافس في تلك الانتخابات، كل من سعيد جليلي ممثل المرشد في مجلس الأمن القومي، ومسعود بزشكيان وزير الصحة الإصلاحي في حكومة روحاني، ومحمد باقر قاليباف رئيس مجلس الشورى الإسلامي "البرلمان"، ومصطفى بور محمدي، رجل الدين الوحيد المرشح في تلك الانتخابات والذي كان عضوًا فيما يعرف بـ"لجنة الموت" التي حكمت بالإعدام على آلاف المعارضين في إيران خلال تولي إبراهيم رئيسي رئاسة تلك اللجنة في الثمانينيات من القرن الماضي.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن من أبرز المرشحين الذين يحظون بفرص كبيرة في الوصول إلى السلطة هما سعيد جليلي وهو ممثل المرشد الأعلى الإيراني في مجلس الأمن القومي ومحمد باقر قاليباف رئيس مجلس الشورى الإسلامي، وهما بالطبع محسوبان على التيار المحافظ، وقد انسحب عدد من المرشحين المحافظين ودعوا المرشحين المحافظين إلى تغليب صوت العقل والدفع بشخص واحد ودعمه بشكل كبير لتحقيق أهداف الثورة.

وعلى الجانب الآخر، دفع التيار الإصلاحي بـ مسعود بزشكيان وهو جراح قلب معروف في إيران وتولى وزارة الصحة في فترة حكومة حسن روحاني الأولى، ويحظى بدعم واسع من التيار الإصلاحي، إذ دعا كل من الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي والرئيس السابق حسن روحاني الناخبين لانتخاب المرشح الذي سيعمل على إحداث تغيير وهو بزشكيان.

جراح قلب مرشح للرئاسة

ويسعى بزشكيان بصفته أحد أقطاب التيار الإصلاحي الذي يعمل على كسر الجمود في علاقات إيران مع العالم إلى إخراج إيران من عزلتها السياسية والاقتصادية نتيجة العقوبات المفروضة على إيران، وإكمال نهج الرئيس الأسبق حسن روحاني الذي يعد أحد أبرز الرؤساء الإيرانيين الذين نجحوا في إعادة العلاقات مع دول الجوار والعالم على حد سواء.

وكشف الدعم الكبير الذي حظي به بزشكيان من خاتمي وروحاني ومحمد جواد ظريف وزير الخارجية السابق عن رغبة جامحة لدى الأوساط السياسية الإيرانية الشبابية والمعتدلين لإحداث نوع من التغيير السياسي في شكل العلاقات الإيرانية مع دول الجوار والعالم، في ظل فرض عقوبات اقتصادية وسياسية كبيرة فرضت على إيران بعد الانسحاب الأمريكي من خطة العمل الشاملة المشتركة، وهي المحاولة التي فشل فيها التيار المحافظ والذي دفع بالرئيس الراحل إبراهيم رئيسي لسدة الحكم ولم ينجح في إعادة واشنطن للاتفاق النووي مرة أخرى.

سياسات إيران الخارجية

يعد رسم سياسات إيران تجاه الخارج سواء مع دول الجوار أو مصر من أساسيات عمل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية وليس من سياسات رئيس الجمهورية الذي يعد منفذًا لسياسات المرشد بشكل عام، وهو ما يشير إلى أن رغبة المرشد في تحسين العلاقات مع العالم ومنها مصر هي ما تحدد وترسم تلك السياسة سواء كان على سدة الحكم رئيسًا محافظًا أو إصلاحيًا، خاصة وأن الدستور يعطي صلاحيات مطلقة للمرشد في رسم السياسات العامة للدولة الإيرانية.

وبالتالي يمكن القول أن وجود رئيس إصلاحي أو محافظ في سدة الحكم في إيران لا يشكل أهمية كبيرة إذا ما قورن برغبة المرشد في إتاحة الفرصة للرئيس وإعطائه الضوء الأخضر لتنفيذ سياسات من شأنها إعادة إيران إلى محيطها الجغرافي من جانب وتحسين علاقاتها مع العالم العربي ومصر من جانب أخر، إلا أنه من الممكن أن يمثل الضغط من التيار الإصلاحي على بيت المرشد محاولة لتحسين العلاقات مع العالم العربي لأن ثقافة الإصلاحيين بشكل عام تميل إلى تحسين العلاقات مع دول العالم العربي والعالمي.
 

search