الجمعة، 22 نوفمبر 2024

03:59 م

إلى من تشير أصابع الاتهام في تفجيرات إيران؟

سيارات الإسعاف تنقل المصابين في حادث انفجار إيران إلى المستشفى

سيارات الإسعاف تنقل المصابين في حادث انفجار إيران إلى المستشفى

أحمد سعد قاسم

A A

في الذكرى الرابعة لمقتل قائد فليق القدس السابق، قاسم سليماني، في غارة أمريكية بطائرة دون طيار في العراق، قُتل أكثر من 103 أشخاص، وأُصيب 171 في تفجيرين اليوم الأربعاء، قرب قبر الجنرال الإيراني، في مدينة كرمان، جنوبي شرق إيران.

واستهدف الانفجاران موكبا كان يمر بالقرب من مسجد صاحب الزمان في مدينة كرمان الجنوبية، في طريقه إلى قبر سليماني، ضمن فعاليات إحياء ذكرى وفاته.

الباحث في العلاقات الدولية محمد علوش

غموض

وقال الباحث في العلاقات الدولية محمد علوش، “إنه حتى الآن لا يزال هناك حالة من الغموض حول الجهة الضالعة في هذا الهجوم الذي راح ضحيته عشرات المدنيين”.

وأضاف علوش لـ "تليجراف مصر": “لكن إذا أردنا وضع هذا الهجوم في السياق الإقليمي الملتهب، والتداعيات الإقليمية للحرب الإسرائيلية على غزة، والصراع بالوكالة بين تل أبيب وطهران، فيمكننا أن نفترض أن إسرائيل وراء هذا الهجوم”.

وتابع: “أعتقد أن ما حدث يعكس إلى حد كبير كيف أن حرب الظل بين إسرائيل وإيران تسلك منحنى خطير في ضوء الحرب الإسرائيلية على غزة”.

وواصل علوش، أنه “حال إذا كانت إسرائيل فعلا وراء الهجوم، فسيكون هناك تصعيدا كبيرا بين الطرفين، وسيترتب عليه رد فعل قوي من جانب إيران”.

وأكمل: “حتى الآن الخطاب الإيراني لم يتطرق بشكل صريح ومباشر إلى ضلوع إسرائيل في هذا الهجوم، لكن في حال اتهمت إيران إسرائيل بأنها ضالعة في هذا الهجوم، فهذا الأمر يشير إلى أن المواجهة بين إسرائيل وإيران يمكن أن تتطور بشكل سريع إلى مستويات بالتأكيد تجلب مخاطر كبيرة على الأمن والاستقرار في الإقليم”.

تفجير الحقيبتين

ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية عن مصادر لم تسميها، أن المنفذين استخدموا ريموت كونترول لتفجير الحقيبتين.

وأوضحت اللقطات وجود آلاف الأشخاص على الطريق، حتى سُمع صوت انفجار بعيد، مما أثار الرعب بين الحضور الذين هرعوا للهروب من المنطقة، وكان بالإمكان رؤية سحابة من الدخان ترتفع في السماء، في حين حاولت قوات الأمن إغلاق المكان.

وعرض التلفزيون الرسمي الإيراني مشاهد لسيارات الإسعاف والمسعفين الذين تواجدوا هناك. 

ونقلت وكالة “إيسنا” تصريح محافظ كرمان سعيد تبريزي، بأن الحقيبتين انفجرتا بفاصل زمني عشر دقائق.

 الخبير في الشأن الإيراني وجدي حمدان

4 سيناريوهات

قال الخبير في الشأن الإيراني وجدي حمدان، إن هناك أربعة سيناريوهات محتملة حول الجهة التي تقف وراء تفجيرات إبران.

وأضاف حمدان لـ"تليجراف مصر": “السيناريو الأول أن تكون إسرائيل المسؤولة عن الهجوم، كما تزعم إيران”، لكنه شكك في هذا الافتراض، قائلا إن “إسرائيل لا تستفيد من تفجير مكان عام ولا تستهدف المواطنين بشكل مباشر، بل تركز على شخصيات ومواقع بعينها”.

وتابع أن السيناريو الثاني هو أن تكون الجماعات التكفيرية، أو داعش، خلف الهجوم، مشيرا إلى أن الإعلان عن اعتقال شخص يحمل الجنسية الأفغانية يدعم هذه الرواية، لكنه أشار إلى أن “داعش لا تستفيد أيضا من هذا الهجوم في هذا الظرف”.

وأكمل حمدان أن “السيناريو الثالث هو أن تكون الفصائل البيلوشية خلف الهجوم، وهذا مردود حتى الآن، لأن تلك الفصائل لم تقم بأي عملية خارج المحافظة، وكانت كل عملياتها في داخل المحافظة، ولم تتم عن طريق التفجيرات، بل عن طريق استخدام السلاح المباشر واستهداف المواقع العسكرية في منطقة بلوشستان بالتحديد”.

ورجح الخبير في الشأن الإيران أن تكون “إيران نفسها وراء العملية، لأنها تريد إظهار المظلومية، وأنها معرضة للخطر من قبل العدو، وكسب ود الشارع، خاصة أن البلاد مقبلة على انتخابات تشريعية ومجالس الفقهاء، أو أن طهران تحاول أن تبعد نفسها من المعركة بشكل مباشر مع إسرائيل وأن تختصر الموضوع فقط في الداخل الإيراني”.

تفجيرات سابقة

وكانت طهران قد اتهمت إسرائيل بقتل رضي موسوي، القيادي في الحرس الثوري، في ضربة جوية بالقرب من دمشق، حيث كان يقوم بمهمة استشارية ضمن محور المقاومة في سوريا، قبل أيام من الهجوم. كما تزامن التفجيران مع مقتل صالح العاروري، قيادي في حماس، في ضربة يُعتقد أنها إسرائيلية في ضواحي بيروت.

في حين أن إيران قد تعرضت لحوادث وتفجيرات سابقة راح ضحيتها العشرات، وأعلنت معظمها تنظيمات انفصالية أو جماعات تعتبرها الجمهورية الإسلامية إرهابية.

 الخبير في الشأن الإيراني عبد الستار الشميري

مجموعات مسلحة مناوئة

وبدوره، قال الخبير في الشأن الإيراني عبد الستار الشميري، إن “إيران التي تبدو قوية، هي على العكس تماما من الداخل، فالنظام الإيراني يواجه تحديات أمنية وسياسية كبيرة”.

وأوضح الشميري لـ “تليجراف مصر”، أن “الداخل الإيراني هش على الصعيد الأمني، وهناك مجموعات مسلحة مناوئة، وأقليات مضطهدة تنشط في البلاد”، لافتا إلى أن “الموساد الإسرائيلي والاستخبارات العالمية لدول مختلفة تعمل في الداخل الإيراني، وتمكنت بالفعل من اغتيال علماء نوويين وسياسيين وقيادات من القاعدة في شوارع إيران”.

وتابع أن “التفجير الذي حدث اليوم قد يكون عملية لأحد هذه الجهات المناوئة للنظام الخميني، أو قد يكون جزءا من التجاذبات التي تتبادلها إسرائيل وإيران على مستوى نسبي، وهناك تبادل للاشتباك بينهما في مناطق بسيطة في جنوب لبنان والبحر الأحمر والعراق”.

search