الجمعة، 22 نوفمبر 2024

04:09 ص

"غير فارسي".. حملات تشكك في ولاء رئيس إيران

الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان

الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان

تيمور السيد

A A

انتصر مسعود بزشكيان في سباق الانتخابات الرئاسية الإيرانية، وصار رئيسا للبلاد، رغم حملات عنيفة شنها ضده منافسوه ورافضوه، بدعوى أنه “من عرق تركي”.

وشنت وسائل إعلام موالية لمرشحين رئاسيين هجمات عنيفة ضد بزشكيان، باعتباره المرشح “غير الفارسي” الوحيد من بين 6 مرشحين، مشككة في ولائه لإيران. 

ووفقاً لتوزيع أصوات الناخبين حسب المحافظات في الجولة الثانية من الانتخابات، تبين أن الأغلبية في المحافظات غير الفارسية صوتت لصالح بزشكيان.

فقد تقدمت محافظة الأهواز خوزستان ذات الأغلبية العربية على المحافظات التركية الأذرية بمنح بزشكيان 88.9% من الأصوات. 

وجاءت في المرتبة الثانية محافظة أردبيل ذات الأغلبية التركية الأذرية بنسبة 82.8% لبزشكيان، تلتها محافظة أذربيجان الشرقية بنسبة 81.8% لبزشكيان. 

وحصل بزشكيان على أغلبية الأصوات أيضاً في محافظات كردستان (75%)، بلوشستان، أذربيجان الغربية، عيلام، كرمانشاه، لورستان، جهار محال بختياري، وجيلان.

الجميع يريد بزشكيان

هذا لا يعني أن المحافظات الفارسية صوتت ضد بزشكيان، فقد صوت معظمها له أيضاً، باستثناء محافظات قم وخراسان الجنوبية ويزد وفارس التي منحت أغلبية أصواتها للمتشدد سعيد جليلي.

وربما ساهمت الهجمات التي تعرض لها بزشكيان بسبب أصوله منذ أن وافق مجلس صيانة الدستور على أهليته للترشح، في دفع الناخبين في المحافظات غير الفارسية إلى التصويت لصالحه. 

ولكن يرى البعض أن ذلك قد لا يكون السبب الوحيد، بل القلق من احتكار السلطة بواسطة المتشددين والأمل في التغيير لعب دوراً حاسماً في فوز بزشكيان، وليس الأسباب العرقية، خاصة أن رفع شعار “من أجل إيران”.

هجمات ضد بزشكيان

ورغم هذا الشعار، كانت الهجمات العرقية ضد بزشكيان كبيرة لدرجة أن بعض الأوساط الأصولية وحتى بعض الإصلاحيين القوميين الفرس كانوا ينوون مطالبة مجلس صيانة الدستور بإبعاده من حلبة المنافسة الرئاسية، وزعموا أن وصوله إلى المكتب الرئاسي قد يعمق الانقسامات العرقية في إيران ويمهد الأرضية لتفكك البلاد.

بحسب بعض الإحصائيات، تشكل القوميات غير الفارسية نحو 60% من السكان الإيرانيين. ويعتبر الأتراك الأذريون من أكبر القوميات في إيران، رغم الإحصائيات المتضاربة. 

فإحصائية غير رسمية تشير إلى أن الأتراك يشكلون 17% من سكان إيران حوالي 13 مليون نسمة، بينما تقدر إحصائية أخرى غير رسمية أن عددهم يبلغ 25% نحو 22 مليون نسمة.

إيران تتحدث التركية؟

وفي وقت سابق من عام 2013، قال مساعد رئيس الجمهورية ووزير خارجية إيران الأسبق علي أكبر صالحي إن 40% من الشعب الإيراني يتحدثون اللغة التركية. 

ويعيش معظم الأتراك كأغلبية في محافظات أذربيجان الشرقية والغربية، وأردبيل وزنجان، وكأقلية في محافظات قزوين وهمدان وطهران، إضافة إلى الأتراك القشقائيون في الجنوب والتركمان في الشمال الشرقي.

وبالرغم من وجود شخصيات غير فارسية في السلطات الإيرانية، فإن المعارضين لحقوق الشعوب غير الفارسية يرفضون النظر إلى إيران من الناحية العرقية، ويؤكدون أن الوطن للجميع. ولكنهم لا يعترفون بالحقوق الثقافية واللغوية لهذه الشعوب، ويؤكدون فقط على أن إيران هي ملك لجميع الإيرانيين.

وفي هذا السياق، ذكر الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان سابقاً أنه "شاكر لله لأنه خلقه تركياً"، مؤكداً على ضرورة تمكين الأتراك والمجموعات العرقية الأخرى في إيران من الكتابة والتحدث والتعلم بلغاتهم الخاصة في المدارس، وفقاً للمادة 15 من الدستور.

search