الأحد، 24 نوفمبر 2024

12:23 م

يُنهون أوجاعهم بالموت.. لماذا يلجأ البعض إلى الانتحار؟

محمد أبو الغيط

A A

صباح اليوم، ألقى “فرد أمن” بنفسه من برج سكني عالٍ في منطقة العجوزة، أراد أن يتخلص من حياته، لأسبابٍ يعتقد زملاؤه أنها “حالة نفسية سيئة”، ليلحق بفتاة ألقت بنفسها تحت عجلات المترو، ليلة أمس الأول، هربًا من “ضغوطات الحياة”.. حادثتان في مدينة واحدة، وفي ساعات متقاربة، يفتح الملف، ويثير التساؤل: لماذا يلجأ الإنسان للتخلص من حياته؟

بحسب الإحصاءات، فمعدلات الانتحار تزايدت بنسب كبيرة خلال السنوات الأخيرة، تنوعت الأسباب بين ضغوط نفسية، وأزمات مادية، وخوف من الأهل على خلفية قضايا ابتزاز وتشهير، لكن تبقى التساؤلات حية: هل هناك عوامل نفسية، اجتماعية، أو اقتصادية تلعب دوراً حاسماً في لجوء البعض للانتحار دون غيرهم؟ وهل يعاقب القانون من يُفكر بالانتحار؟ 

" تليجراف مصر" يسلط الضوء على هذا الموضوع الحساس، بهدف فهم العوامل الرئيسية التي تدفع الأفراد إلى التفكير في الانتحار، وكيف يمكن للمجتمعات أن تلعب دوراً أكبر في الوقاية والدعم النفسي للأفراد المتأثرين.


 أعداد المنتحرين على أرض الواقع؟

 المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان، أصدرت تقريرا يرصد حالات الانتحار فى الفترة من  أكتوبر 2022، حتى مارس 2023، وأظهر تكرار حالات الانتحار في مصر، لتصل إلى 147 حالة صنفها التقرير وفق النوع والمهنة والعمر.

وجاءت أعلى النسب في شهر ديسمبر بـ35 حالة بنسبة 23.8%، ثم شهر  فبراير بـ29 حالة بنسبة 19.72%، ثم يناير بـ26 حالة بنسبة 17.68%، بينما جاءت أكبر النسب انخفاضا في شهور (مارس، نوفمبر، أكتوبر)  بـ(18، 19، 20)) حالة على التوالي.

إجمالي حالات الإنتحار حسب النوع الإجتماعي

الانتحار في القانون 

يقول أستاذ القانون الجنائي بكلية الحقوق، نبيل مدحت، لـ"لتليجراف مصر"، إن الانتحار جريمة يُعاقب عليها البعض والبعض الآخر لا يُعاقب عليها، كونها من الجرائم الخاصة ذات الظروف والملابسات الخاصة.

يوضح مدحت أن هناك تشريعات وعقوبات وُضعت للتخويف من الانتحار، كما أن البعض يعدها جناية، والآخر يعدها جُنحة، إذ تتعرض لأسمى شيء، وهو روح الإنسان.

ولفت أستاذ القانون الجنائي إلى أن القانون المصري يحتاج إلى تعديل، كونه لا يُجرم من يقوم بالانتحار أو من يشرُع فيه، وأنه لا بد من وضع من يحاول الانتحار تحت الملاحظة والعلاج النفسي ووضع عقوبات لمن يرفض العلاج، كنوع من الحث على عدم إقدامه على الانتحار مرة أخرى.

أستاذ الطب 

الطب النفسي

ويقول استشاري الطب النفسي، نور أسامة، لـ"تليجراف مصر"  إن أسباب الانتحار تختلف من شخص لآخر، ولكن يعود أبرزها إلى ضغوط ومشكلات اجتماعية ناتجة عن اختلال النظام الأسري في التعامل مع الأبناء، بداية من الشدة في التعامل، واستخدام العنف والصرامة في إرشادهم، وممارسة أساليب الضغط عليهم، دون أخذ العامل النفسي في الاعتبار،  لافتا إلى أن تلك المعاملة تأتي بنتائج عكسية خطيرة على الأبناء، من بينها انعدام الثقة بالنفس والاكتئاب، والإحباط القاتل، الذي قد يدفعهم للانتحار.

الابتزاز الإلكتروني 

ويعتبر أسامة “الابتزاز الإلكتروني” واحدا من بين “الأسباب الرئيسية” التي تدفع للانتحار، حسب وصفه، خاصة الفتيات خلال السنوات الماضية، حيث يتم تهديد الضحية بنشر صور، أو مقاطع فيديو، أو تسريب بيانات شخصية خاصة بها، ما يدفعها إلى اليأس، ثم الهرب إلى الموت باعتباره المخرج الوحيد من هذه الأزمة.

رأي الدين

أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أحمد كريمة، يوضح لـ"تليجراف مصر "، أن الشخص المنتحر ليس كافرا، وتجب الصلاة عليه بعد وفاته، فضلا عن دفنه أيضا في مقابر المسلمين.

ولفت كريمه إلى أن “الله سبحانه وتعالى وحده هو صاحب الحكم على المنتحر كافرا أم لا، وأن العامل المادي ليس السبب وراء انتحار البعض، فالكثير ممن يملكون أموالا كثيرة يُقبلون على الانتحار، فالأمر نفسي إذن”، بنص تعبيره.

طلب الرّاحة فى الانتحار

مركز الأزهر العالمى للفتوى الالكترونية وصف طلب الرّاحة في الانتحار بأنه “وهم، وكبيرة من كبائر الذنوب”، معتبرا أن “المؤمن الحق يعلم حقيقة الابتلاء الذي قد يحمل الشَّر من وجه، ويحمل الخير من وجوه، وأن الدنيا دار اختبار ومكابدة، وأن الآخرة هي دار الجزاء والمستقر”.

وأضاف المركز أن الإسلام جعل حفظ النفس مقصدًا من" أَولى وأعلى مقاصده، حتى أباح للإنسان مواقعة المحرم في حال الاضطرار؛ ليُبقي على حياته ويحفظها من الهلاك"، مشيرا إلي أن الانتحار "حرامٌ شرعًا، لما ثبت في كتاب الله سبحانه وتعالى من قوله: “وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا”.

تليجراف مصر

ويحذر "تليجراف مصر" من الانتحار، مناشدًا من تراودهم مثل هذه الأفكار التوجه إلى طبيب نفسي في محاولة لحل مشكلاتهم، وما قد يتعرضون له والتفكير بإيجابية حول استمرارية الحياة التي منحها الله للإنسان، فلابد من الذهاب إلى الطبيب المختص، وعرض أنفسهم على المعنيين لحل المشكلة، وعدم التطرق للأفكار الانتحارية التي تراودهم والذهاب إلى الطبيب المختص، وعرض أنفسهم على المعنيين لحل المشكلة.

وتعمل الدولة على تقديم الدعم للمرضى النفسيين؛ من خلال أكثر من جهة خط ساخن، لمساعدة من لديهم مشاكل نفسية، أو رغبة في الانتحار، أبرزها الخط الساخن للأمانة العامة للصحة النفسية، بوزارة الصحة والسكان، لتلقي الاستفسارات النفسية والدعم النفسي، ومساندة الراغبين في الانتحار، من خلال رقم 08008880700، 0220816831، طول اليوم.

The.Agricultural.Bank.of.Egypt

تابعونا على

مواقيت الصلاة حسب التوقيت المحلي لمدينة القاهرة
  • 04:57 AM
    الفجْر
  • 06:28 AM
    الشروق
  • 11:41 AM
    الظُّهْر
  • 02:36 PM
    العَصر
  • 04:55 PM
    المَغرب
  • 06:17 PM
    العِشاء
الظهر
search