الجمعة، 22 نوفمبر 2024

07:41 م

50 عاما في صحبة الفخار.. عم رجب يحوّل الطين لـ"ذهب"

عم رجب صانع الفخار  بالمنيا

عم رجب صانع الفخار بالمنيا

زينه الهلالي

A A

"طين، وعجلة دوارة متهالكة، وفرن بدائي يعمل بأعواد البوص"، 3 أشياء قام عليها عمل "رجب الفخراني"، أقدم صانع فخار بالمنيا، خلال 50 عامًا من رحلته مع المهنة.

في قرية صغيرة بمحافظة المنيا، يعيش عم رجب، صاحب الـ63 عاماً، ينحت الطين بيده، ويحوله إلى تحف فنية غاية في الجمال والدقة، مهنة تعلمها في الثالثة عشر من عمره، على يد والده ثم جده، ومنذ ذلك الحين، وهو يعمل في مهنة عشقها، وصار واحداً من أمهر في مصر.

يقول عم رجب: "أنا عاشق للطين، أجد فيه متعة كبيرة، وأستطيع أن أبدع فيه ما أشاء، وأجعل منه أي شيء أريد". ويضيف: "أريد أن أستمر في هذه المهنة حتى آخر يوم في حياتي".

 

أدوات الصناعة

عن أدواته، يحكي عم رجب، أنه يعتمد في عمله على استخدام أدوات بسيطة منها الدولاب بالعجلة الدوارة، والذي يستخدم لتجسيم الأشكال المختلفة من الفخار، بالإضافة إلى "الطين"، وهو المادة الأساسية التي يصنع منها الفخار، ويستعين بالتبن الأبيض.

تبدأ العملية بجمع الطين المناسب، ثم خلطه بالماء والرمل والحصى، ثم عجنه حتى يصبح ناعماً وطيعاً، ثم تشكيل الطين على عجلة دوارة، أو باليد، ثم تركه ليجف في الهواء الطلق.

 

أنواع وأشكال
وعن الأشكال التي يتم إنتاجها، يشير صانع الفخار: "أكثر الأنواع إنتاجًا هو الزير، وهو المخصص لوضع الجبن الحامض التي تستخدمه كافة ربات البيوت بالقرية، إضافة المواجير لحفظ منتجات الألبان، و"المنقد"  يستخدمها البعض في تسخين الأكل، و"القدرة" يتم وضع المياه بها ويستخدمها عدد كبير من أهالي القرى، وبلاطة الفرن التي يتم إشعال النار أسفلها لصناعة الخبز الفلاحي من الذرة الشامية والمعروف "بالعيش البتاو".

 

تراث أصيل
استكمل "عم رجب" حديثه قائلا: أولادي كانوا يساعدونني في صنع الفخار، منذ نعومة أظافرهم، تعلموا هذه المهنة على يدي مثلما تعلمت أنا على أيدي والدي وأجدادي، وأصبحوا بارعين فيها، كنت أشعر بالفخر عندما أرى أولادي يعملون معي في مهنة الفخار، وأعلم أنني قد نقلت إليهم هذه المهنة التراثية العريقة.

"ولكن مع مرور الوقت، بدأ أولادي يبحثون عن وظائف أخرى، وهجروا الفخار، ولم ألومهم على ذلك، فقد كانت الظروف صعبة، ولم يكن هناك مستقبل لهذه المهنة في نظرهم، ورغم ذلك ما زلت أواصل العمل في صناعة الفخار، فهي مهنتي التي أعشقها، وأريد أن أواصلها حتى آخر يوم في حياتي".

ويشير صانع الفخار: "صناعة الفخار مهنة تراثية عريقة، ونحن نحرص على أن نحافظ عليها ونقلها إلى الأجيال القادمة". ويضيف: "رغم التحديات التي نواجهها، إلا أننا واصل العمل في هذه المهنة التي نعشقها".

search