الجمعة، 22 نوفمبر 2024

03:43 م

عارضة برايزيلية استخدمت السحر للاتجار في البشر.. كيف أوقعت بضحاياها؟

كات توريس في وثائقي بي بي سي

كات توريس في وثائقي بي بي سي

أحمد سعد قاسم

A A

انهارت الواجهة الساحرة لعارضة الأزياء البرازيلية السابقة ومؤثرة الصحة كات توريس عندما حُكم عليها بالسجن لدة ثماني سنوات بتهمة الاتجار بالبشر والعبودية.

جاء ذلك بعدما كشف تحقيق لمكتب التحقيقات الفيدرالي، الذي أثاره اختفاء شابتين برازيليتين تعيشان مع “توريس” في 2022، عن شبكة مزعجة من الاستغلال وراء تواجد توريس المنسق بعناية على وسائل التواصل الاجتماعي.

سجن انفلونسر برازيلية

وكانت توريس مصدر إلهام للنساء في جميع أنحاء العالم، فقد تابع أكثر من مليون شخص عبر إنستجرام مسيرتها المهنية غير العادية من الفقر المدقع في البرازيل إلى مهنة عرض الأزياء في أوروبا وحياة الرفاهية في الولايات المتحدة.

فريق من الصحفيين من قسم التحقيقات في بي بي سي التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية وقناة بي بي سي نيوز برازيل كشف أن وراء المنشورات التي تم تنظيمها بعناية قصة عن السحر والاستغلال الجنسي والاتجار بالبشر.

ويقود الفيلم الوثائقي الذي بثته هيئة الإذاعة البريطانية إلى مقابلة كات توريس خلف جدران سجن برازيلي، التي قالت "أنت تختار أن تؤمن بما تختار أن تؤمن به. أستطيع أن أخبرك أنني يسوع. ويمكنك أن ترى يسوع، أو يمكنك أن ترى الشيطان، هذا كل شيء.. إنه اختيارك.. إنه عقلك".

 

كات توريس في وثائقي بي بي سي

حيلة توريس للإيقاع بضحاياها

ووعدت توريس، التي اشتهرت بوجود أكثر من مليون متابع على إنستجرام، أتباعها "بالحب والمال واحترام الذات" من خلال موقعها الإلكتروني وخدمة الاشتراك، وعرضت مقاطع فيديو للمساعدة الذاتية واستشارات حصرية فردية، مدعية أنها تحل أي مشكلة مقابل ثمن، ومع ذلك، كشف تحقيق أجرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) حقيقة أكثر قتامة تتعلق بالسحر والاستغلال الجنسي والاتجار بالبشر.

وصف العملاء والأتباع السابقون إغرائهم بقصة توريس الملهمة حول الارتقاء من الفقر في البرازيل إلى حياة الرفاهية في الولايات المتحدة، وقد دفعت العديد من هؤلاء النساء ثمنًا باهظًا، حيث تقدمت أكثر من 20 ضحية لمشاركة تجاربهم المروعة.

 انتقلت إحدى الضحايا، آنا، إلى نيويورك في عام 2019 للعمل كمساعدة توريس، لتجد نفسها تعيش في حالة بائسة وتتعرض لمطالب لا هوادة فيها دون أجر.

أدوية الهلوسة

التحقيق كشف أيضًا أن توريس استخدمت أدوية الهلوسة، التي قدمها لها أصدقاء هوليود، لإعادة اكتشاف نفسها كمدربة حياة ومنومة مغناطيسية.

وفقًا لزميلة توريس السابقة في السكن في نيويورك، قدم لها أصدقاء في هوليوود عقار الأياهواسكا، وهو عقار مهلوس، وباستخدام هذا العقار، أعادت توريس اختراع نفسها كمدربة حياة ومنومة مغناطيسية، حيث أنشأت موقعًا إلكترونيًا وخدمة اشتراك تعد العملاء "بالحب والمال واحترام الذات الذي طالما حلموا به".

في محاولة يائسة للهروب من اهتمام وسائل الإعلام وإنفاذ القانون، نقلت توريس عمليتها من تكساس إلى ولاية ماين، ما أجبر أسراها على نشر مقاطع فيديو ينكرون أسرهم، وعلى الرغم من هذه الجهود، ظهرت الحقيقة في النهاية، ما أدى إلى إدانتها.

كات توريس مع إحدي ضحاياها

في عام 2017، اختفت “آنا” بعد أن عثرت على صفحة كات توريس على Instagram واستلهمت على الفور من قصتها.

اختفاء ضحايا توريس

“آنا” ليست واحدة من النساء اللاتي اختفين في عام 2022، تعرضت للإكراه أثناء إقامتها وعملها لدى توريس. وقالت آنا وفق الفيلم الوثائقي "لقد ظهرت على أغلفة المجلات وشوهدت مع مشاهير مثل ليوناردو دي كابريو. .كل ما رأيته بدا ذا مصداقية لكن الحقيقة عكس ذلك".

وفي عام 2019، تقول “آنا” أن توريس دعتها للانتقال إلى شقتها في نيويورك للعمل كمساعدة لها، الوظيفة التي كان من المفترض أن تدفع لها 1540 جنيهًا إسترلينيًا شهريًا، تتضمن الطبخ والتنظيف ورعاية الحيوانات الأليفة وغسل ملابسها.

ومع ذلك، وجدت “آنا” نفسها تنام على أريكة مبللة ببول القطط وتظل تحت الطلب على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع دون تلقي أي أجر، غالبًا ما كانت تذهب إلى صالة الألعاب الرياضية للحصول على بضع ساعات من النوم. بعد ثلاثة أشهر، تمكنت آنا من الفرار بالانتقال للعيش مع صديق جديد، حيث شعرت بأنها واحدة من "حالات الاتجار الأولى" التي قام بها توريس.

وفي وقت لاحق، استهدفت توريس اثنين آخرين من متابعيها على Instagram " ديزيريه فريتاس" وهي برازيلية تعيش في ألمانيا، و "ليتيسيا مايا" للعمل معها في منزلها الجديد المكون من خمس غرف نوم في تكساس، حيث تعيش مع صديقها زاك البالغ من العمر 21 عامًا. وأثار اختفاء هاتين المرأتين في عام 2022 عملية بحث بقيادة مكتب التحقيقات الفيدرالي.

كات توريس

امرأة أخرى، أشارت إليها بي بي سي باسم سول، تم تجنيدها أيضًا من قبل توريس. وعلى الرغم من إقناع توريس لأربع نساء أخريات بالعيش معها، إلا أنهن غادرن في النهاية، نشرت توريس صورة على إنستجرام مع ديزيريه وليتيسيا، مشيرة إليهما بـ "عشيرة الساحرة".

مقابلة توريس

وحصلت بي بي سي على أمر من المحكمة لإجراء مقابلة مع توريس في سجنها في ريو دي جانيرو في أبريل، حيث نفت وجود أي امرأة تعيش معها أو إكراههن. وتقدمت عشرون امرأة إلى بي بي سي بروايات عن تعرضهن للاحتيال أو الاستغلال من قبل توريس، ولا تزال العديد منهن يتلقين علاجًا نفسيًا بسبب تجاربهن.

في المقابل استأنفت توريس الحكم الصادر بحقها وأصرت على براءتها، لكن التحقيقات في ادعاءات نساء أخريات في البرازيل مستمرة.

كات توريس

ونفت توريس جميع الاتهامات، وقال محاميها إنها تصر على براءتها واستأنفت الحكم الصادر بإدانتها، وفي الوقت نفسه، يواصل ضحاياها طلب العلاج للتعافي من التجارب المؤلمة التي تعرض لها شخص رأوه ذات يوم كمنارة للأمل.

تسلط هذه القضية الضوء على الجانب المظلم من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي ومخاطر وضع الثقة في الأشخاص عبر الإنترنت دون التدقيق في الواقع وراء وعودهم.

search