الأحد، 08 سبتمبر 2024

04:32 ص

المستشار محمد نجيب

المستشار محمد نجيب صالح   -  

A A

حمدان بن محمد .. وجه الإمارات الشاب

قوبل خبر تعيين سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم نائباً لرئيس مجلس الوزراء، وزيراً للدفاع في دولة الإمارات العربية المتحدة بقدر كبير من الحفاوة المستحقة، إذ يعد أيقونة حقيقية للشباب العربي، بما يتمتع به من كاريزما استثنائية، وسمات قيادية ظهرت بوادرها مبكراً.

من المعتاد أن ترى الشيخ حمدان بين الناس، فمرة يقود منافسات رياضية تهدف بشكل رئيس إلى تشجيع المجتمع الإماراتي بكل فئاته على ممارسة الرياضة، وأخرى يخوض تحديات ضخمة تجذب الآلاف.

وبكل أمانة، وباعتباري من سكان هذه الدولة الطيبة، يخطف المشهد دائماً قلبك، فالآلاف يشاركون في الفعاليات التي يدعو إليها بمحبة وشغف، ومن المعتاد رغم ضخامة مسؤولياته أن تجده إلى جوارك في الطريق يقود سيارته بنفسه، أو يتجول في أحد المراكز التجارية، أو يتناول الطعام في مطعم يرتاده الناس، ويتسابق الموجودون على التقاط الصور التذكارية معه بكثير من الحب والتعلق.

حمدان بن محمد هو وجه الإمارات الشاب، يمتلئ بالحيوية وحس المغامرة التي تحفز أبناء جيله على الانطلاق إلى الأمام مثل السهم، وحين تشاهده في مناسبة رسمية، يتابع مشروعاً مهما تجده يستمع بإنصات وتركيز بالغين، فالشاب الذي تحمل المسؤولية مبكراً كرئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، يدرك جيداً أنه امتداد لقائد يحترمه العالم ويقدر إمكاناته وإنجازاته الملموسة هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رائد النهضة في إمارة دبي، وجوهر عظمتها وريادتها.

درس الشيخ حمدان بن محمد راشد آل مكتوم في كلية ساند هيرست البريطانية العريقة، فغرست لديه - حسبما أكد بنفسه- قيم الانضباط والمسؤولية والالتزام، لكنه لم يقف عند هذا الحد، بل حصل على دورات متقدمة من كلية لندن للاقتصاد، وكلية دبي للإدارة الحكومية، وضعْ – عزيزي القارئ- ما سبق في كفة، وكونه تتلمذ على يد محمد بن راشد في كفة أخرى.

من المهم أن نسأل أنفسنا، لماذا تصدر تعيينه وزيراً للدفاع قائمة الموضوعات على منصة إكس، رغم أن كثيرين لا يقفون طويلاً أمام الأخبار الرسمية، والحقيقة أن الاهتمام مرتبط بشخصية حمدان بن محمد، فحساباته على وسائل التواصل الاجتماعي بالغة الجاذبية وتحظى بمتابعات مليونية، لأنه نموذج مثالي للبطل الشعبي، بما يتمتع به من وسامة وذكاء وفي كثير من المواقف روح مرحة ولطافة يحبها الناس في قاداتهم.

إنجازات كبرى ارتبطت باسم حمدان محمد بن راشد آل مكتوم رغم حداثة سنه حين تولى المسؤولية في إمارة دبي، فالشاب الذي يبلغ من العمر الآن 42 عاماً، أطلق عشرات المبادرات التي ساهمت في تحقيق نقلة نوعية للإمارة، مثل برنامج دعم تنافسية دبي في ممارسة الأعمال و«استراتيجية دبي للسياحة العلاجية»، و«استراتيجية دبي لقطاع الطيران»، و«سياسة جديدة للقطاع العقاري»، و«استراتيجية دبي الصناعية 2030»، و«مسرعات دبي المستقبل»، و«استراتيجية دبي للتجارة الإلكترونية»، و«دبي نكست»، و«دبي غلوبال»، و«استراتيجية دبي للميتافيرس»، و«برنامج قيادات دبي الاقتصادية»، و«سُحُب دبي الرقمية»، و«استراتيجية دبي للأمن الإلكتروني»، و«مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي»، و«مبادرة دبي للنمو العالمي».

ربما لا يدرك غير المتخصصين أهمية هذه المبادرات، لكن يكفي أن تكون النتيجة هي اختيار دبي كأكثر المدن جاذبية للمستثمرين ورواد الأعمال والمتخصصين، بفضل ما تمتلكه من فرص عمل كثيرة، وبنية تحتية متنامية، ورعاية صحية، وتعليم متميزين.

وبحسب بيانات "فايننشيال تايمز- إف دي آي ماركتس" تصدرت مدينة دبي قائمة أفضل الوجهات العالمية لاستقطاب مشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر في عام 2023 للسنة الثالثة على التوالي، ويكفي أن تعرف أن الإمارة سجلت 1650 مشروع استثمار أجنبياً خلال العام الماضي، بزيادة تبلغ 39% عن عام 2022، واربط كل هذه الإنجازات بجهود جبارة لفريق عمل استثنائي على رأسه هذه الرجل.

لقد وضع الجد الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم - طيب الله ثراه- أساساً لمدينة فريدة من نوعها، ثم خلفه ابن عظيم هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ليقفز بدبي إلى المستقبل برؤية تفوق الخيال، وها هو الحفيد حمدان بن محمد يواصل المسيرة بإنجازات واعدة اختير على أساسها ليتولى حقيبة وزارية تستلزم سمات قيادة غير اعتيادية.

من يعش في الإمارات يدرك جيداً أن هذا نذر يسير مما يستحقه هؤلاء الرجال، بفضل ما حققوه لبلادهم، بتحويلها إلى واحة تجذب القاصي والداني، وحلم لكل قاصد فرصة حقيقية للتطور والاستقرار، 
فهنيئاً لحمدان بن محمد منصبه الجديد، وهنيئاً لشعب الإمارات قيادة شابة أثبتت جدارة كاملة لاستكمال مشروع النهضة العظيم.

search