الخميس، 19 سبتمبر 2024

04:49 ص

شبح يطارد سفاح التجمع.. "رحمة" في عالم مليء بالقسوة

رحمة ضحية سفاح التجمع

رحمة ضحية سفاح التجمع

"لكل إنسان من اسمه نصيب" إلا رحمة، لم تجد في حياتها إلا القسوة، قسوة مفرطة جعلتها تتنقل من بيت إلى بيت، بعد طلاق والديها، وتلقي نفسها في أحضان كل من يستطيع أن يسد جوعها، وتجد لديه 4 جدران وسقف لتنام، لكن سفاح التجمع قرر أن يضاعف القسوة وهو يقتلها بطريقة بشعة، ويضاجعها بعد الموت، ويلقي بجثتها العارية في الصحراء في الوقت الذي رفضت فيه أسرتها استلام الجثمان.

رحمة التي لم تجد ما تدافع به عن نفسها وهي حية، تحولت بعد الموت إلى شبح يطارد قاتلها، ويحرمه من النوم، قادت جثتها الشرطة للقبض على سفاح التجمع، ومن بين قصص ضحاياه، برزت قصتها ليتحدث الجميع عنها، على أمل الدعاء لها بالـ"رحمة" 

البداية 

تعرف كريم سفاح التجمع على "رحمة" عن طريق "ديلر" اسمه زياد، بعد أن طلب منه أن يأتي له بفتيات يقيم معهن علاقة، وعده زياد بتنفيذ طلبه، وجاء إليه ببنتين، وهو يقول له إن واحدة منهما (لوزة) تخصه، فكان كريم يجلس مع رحمة في حجرة بمفردهما، وزياد مع "لوزة" في حجرة أخرى.  

وفي سهرة من الشهرات، استأذن زياد وخرج للقيام بمهمة عمل، ليجد كريم نفسه مع الفتاتين، وبعد أن شرب ثلاثتهم العديد من زجاجات البيرة، تحدثت الفتاتان إلى زياد على الهاتف، بكلام مخلوط بالسكر، ما جعل زياد يتحدث إلى كريم ويتهمه بالخيانة مع حبيبته لوزة، ويهدده بالانتقام منه. 

في اليوم التالي حصل كريم على 2000 دولار أرباح من التيك توك، حوّلهم إلى عملة مصرية، ليعود إلى شقته بـ100 ألف جنيه، ومع الفجر فوجئ بحبطات عنيفة على شقته، وزياد يصطحب أخيه "عبده بلحة" لينفذ انتقامه.

نصيحة

نصحته رحمة بألا يفتح باب الشقة وهي تقول له: "طالما جايب عبده معاه يبقى ناووين يسرقوك"، وفي المقابل ذهبت لوزة لتفتح الباب ولكن كريم أنقذ الموقف وشدها من يدها، واتواصل مع أمن الكمبوند الذين وصلوا بسرعة وقاموا بإلقاء زياد وشقيقه خارج التجمع السكني، وبعدها اتصل كريم بـ "أوبر" الذي قام بتوصيل البنتين إلى حيث يرغبان.

اكتشف كريم من كابتن أوبر أن البنتين "خدوهم شباب أول ماطلعوا من باب الكمباوند"، اختفت رحمة بعدها،  وتواصلت معه لوزة، حضرت إليه مرة أخرى، وعاشت معه يومين، وأقام معها علاقة، لكنه سرعان ما نفر منها لأن " ريحتها وحشة" على حسب تعبيره.  

عودة رحمة

رجعت رحمة مرة أخرى إلى كريم، تشكو له من معاملة زياد السيئة معها، لكنها عادت ومعها أختها وابن اختها، واستقرت معه في الشقة لمدة أربعة أيام، بعدها أخبرها كريم أنه مستعد لاستضافتها، ولكن بمفردها، لتخرج الاخت وابنها من الشقة وتبقى رحمة مع كريم. 

تطور العلاقة 

تطورت العلاقة بينهما سريعا، لتتحول إلى حالة غرام، وتدخل الغيرة طرفا في العلاقة، غضبت لأنه يراسل فتاة غيرها، وأخبرها أنها مجرد رسالة عمل، وفي المقابل قام بتفتيش هاتفها، ليكتشف أنها ما تزال تتحدث مع زياد، والمفاجأة أنها تتفق معه على خطف ابن كريم.

بواسطة صورة مفبركة أقنعهما كريم أن أقربائه ضباط مباحث، ما جعلهما يتوقفان عن تهديده، لكنه فوجئ برحمة من جديد تعود إليه، وهي تبكي، وتطلب منه أن يسامحها، وحصلت بالفعل على ما تريد، ليس لأنه يحبها فقط، ولكن لأنها كانت تذكره بزوجته، “الشبه بينهم جامد، ونفس المواصفات الجسمانية ليهم هما الاتنين، بس رحمة كانت مليانة من تحت عن مراتي، ومراتي كانت دايماً (حامية)، وكل لما تشوفني هي اللي تقلعني هدومي، ولكن رحمة مكنتش زي مراتي في قدراتها في العلاقة ولا استحمالها في قدرتها عليها”

ذات يوم بدأ كريم يخلط بينها وبين زوجته، ناولها حبتين منوم على أساس أنه علاج للصداع، وحين استغرقت في النوم، مارس معها العلاقة، وكلما نظر في وجهها كان يرى صورة زوجته " رحت ماسك رقبتها جامد ومسبتهاش إلا بعد ما هي سلّمت روحها وماتت".

المشهد الأسوأ 

لم تكن هذه هي النهاية، المشهد الأسوأ كان بعد وفاة رحمة، ضاجعها ميتة، وقام بتصوير 3 فيديوهات، وحين شعر بالاكتفاء، وضعها في حقيبة سفر، ووضع ملابسها في كيس بلاستيك، وألقى بهما في "شنطة" السيارة، في الطريق ألقى الكيس البلاستيك، وقبل أن 30 كيلو من بورسعيد، ألقى جثة رحمة العارية التي لا يسترها إلا ملاءة فوشيا، ليعود بعدها إلى شقته يغسل الحقيبة من الدماء ويتناول جرعة مخدر ونام. 

رحلت رحمة، وبقيت فيديوهاتها تذكره بها، وتشعره بالنشوة كلما شاهدها، كانت تجعله يصل إلى الذروة في أقل من 20 ثانية، وكانت تشعره بأنه أحد أبطال الأفلام الإباحية، ولكن من هي رحمة؟

هي فتاة لم تجد لها مأوى، انفصل والدها عن والدتها، وكل منهما لا يرغب في استضافتها هي وأختها، ما جعلها تقبل بأي شيء في سبيل أن تجد اللقمة وأربعة جدران وسقف، وعدها كريم بالزواج (حسب أقوال أختها في النيابة).

حين ظنت أنها قاب قوسين أو أدنى من تحقيق طموحها بتكوين أسرة جديدة مثل بقية البنات، أجهز عليها سفاح التجمع، ولم يرحم فقرها “عرفت كل حاجة عنها وعرفت ظروفها وخليتها تقاطع كل أهلها وبقت معايا باستمرار ومفيش حد بيسأل عليها خالص، وأنا كنت بحبها أوي وبحب جسمها ونفسي أعاشرها براحتي”

شبح رحمة

لكن شبح رحمة ظل يطارد سفاح التجمع، كان يريد الحصول عليها مرة أخرى من خلال أي فتاة ويفشل في ذلك "كنت عايز أجرّب معاها نفس الإحساس اللي جربته مع رحمة".

لم تجد رحمة من يرحمها حتى بعد موتها، رفضت أسرتها استلام حثتها، نفس الجثة التي قادت الشرطة للقبض على قاتلها، لتبدأ قصتها في التداول، ويعرف الناس أنها مظلومة حية وميتة. 

search