السبت، 23 نوفمبر 2024

10:45 م

وحدة الساحات الإيرانية.. استراتيجية أم خدعة لإسرائيل؟

اجتماع حلفاء إيران - أرشيفية

اجتماع حلفاء إيران - أرشيفية

أحمد سعد قاسم

A A

على مدار الأيام القليلة الماضية ضلعت تل أبيب في تنفيذ عدة عمليات في “لبنان والعراق وإيران” ورغم أنها لم تعلن مسؤليتها عن الحادث فالشبهات كلها تحوم حولها خصوصًا بعد أن أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد عملية طوفان الأقصى أنه سيكون هناك قائمة من الاغتيالات لقادات حماس وسيكون هناك رد قوي على إيران وأذرعها في الشرق الأوسط.

ولكن لماذا هذه الدول بالتحديد رغم وجود بعض قيادات حماس في دول أخرى مثل قطر؟ للإجابة على هذا السؤال نعود لتصريح سابق للمرشد الأعلى علي خامنئي قال فيه "إسرائيل جربت كل الأسلحة لكنها لم تجرب بعد سلاح توحيد الساحات” وجاء تصريح المرشد الأعلى في إيران مع بدء عملية طوفان الأقصى بعد تراشق الاتهامات بين طهران وتل أبيب وتوعد إسرائيل بالرد الحاسم.

وحدة الساحات

تزعم إيران إطلاقها استراتيجية جديدة ضد إسرائيل تحمل اسم "وحدة الساحات"، تهدف إلى تنسيق تحركات حلفائها ووكلائها الإقليميين في مواجهة شاملة مع الدولة اليهودية، وفق الخطاب الإيراني.

ترتكز حملة طهران وأعلنها المرشد الأعلى علي خامنئي في خطاب 23 سبتمبر 2023، على فرضية أن إسرائيل تواجه أزمة سياسية وأمنية حادة، وأن إيران لها اليد العليا في المنطقة.

لافتة لوحدة الساحات في فلسطين

تعزيز المقاومة

وبحسب خامنئي، فإن “حملة توحيد الساحات تتضمن "تعزيز محور المقاومة" الذي يضم إيران وسوريا ولبنان والعراق واليمن وفلسطين، وتقديم الدعم العسكري والمالي والسياسي له، ما يزيد الضغط على إسرائيل عبر وسائل مختلفة، مثل الهجمات السيبرانية والتخريب والضربات الصاروخية والحرب من عدة جبهات.

 تعبئة الرأي العام الإسلامي

“الوحدة المزعومة” تعمل أيضًا على تعبئة الرأي العام الإسلامي والدولي لصالح القضية الفلسطينية وضد الاحتلال والعدوان الإسرائيلي، بحسب معهد الشرق الأوسط للدراسات في واشنطن.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تصريحات سابقة، إن "حملة توحيد الساحات" هي رد على "عدوانية توسعية" إسرائيلة في المنطقة، و"ستغير ميزان القوى وترد النظام الصهيوني عن ارتكاب المزيد من الجرائم". 

دعايا فارغة

ومع ذلك، رفضت إسرائيل مزاعم إيران ووصفتها بأنها "خطابات ودعاية فارغة"، وتعهدت بالدفاع عن نفسها ضد أي تهديدات من إيران ووكلائها.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت، إن "حملة توحيد الساحات" التي تقوم بها إيران هي علامة على "ضعفها وعزلتها"، وأنها لن تمنع إسرائيل من متابعة "مصالحها وأمنها المشروعين" في المنطقة.

وأوضح بينيت أن إسرائيل لديها "القدرة والتصميم" لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، وأنها ستواصل التعاون مع "شركائها الإقليميين والدوليين" لمواجهة "الأنشطة الخبيثة" لإيران. 

احتفال لوحدة الساحات في جنين

جذور الفكرة

تعود جذور فكرة وحدة الساحات إلى حرب سيف القدس عام 2021، والتي تم خلالها لأول مرة تشكيل هيكل قيادة مشترك لتنسيق تبادل المعلومات والعمليات بين الجماعات الفلسطينية تحت إشراف إيران من جهة وحزب الله اللبناني.

ومن جهة أخرى، أظهرت المعركة أن طهران لن ترد بالضرورة على الأعمال الهجومية الإسرائيلية من نفس الجبهة أو من جبهة واحدة محددة، بدلًا من ذلك ستتأكد إيران من قدرتها على تحديد جغرافية المعركة وأن تكون قادرة على شن هجوم مفاجئ محتمل ضد إسرائيل.

ودخلت هذه العملية مرحلة جديدة في عام 2023 مع حادثتين بارزتين هما؛ انفجار عند مفترق مجدو وإطلاق صواريخ من جنوب لبنان ردا على الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين في المسجد الأقصى، في إشارة واضحة لإسرائيل مفادها؛ إعلان استعداد محور المقاومة للحرب على عدة جبهات إذا تجاهلت إسرائيل الخطوط الحمراء لإيران وحلفائها.

أربع ركائز

ويستند توحيد حملة الساحات إلى أربع ركائز أساسية، تشكل معا خط المواجهة ضد إسرائيل والقدرة على تطويقها، فمن الجنوب قطاع غزة وهو المحرك الرئيسي لحملة إيران الإقليمية ضد تل أبيب، ويشير إليها المرشد الأعلى آية الله خامنئي بوضوح على أنها "مركز المقاومة".

أما الضفة الغربية هي الجبهة المركزية لوجودها بالقرب من ثلاث مدن رئيسية ومراكز عسكرية اقتصادية؛ القدس وتل أبيب وحيفا.

ويشكل جنوب لبنان الجبهة الشمالية، وهو عسكريًا أقوى جزء في الحملة لمواجهة إسرائيل، وتتمحور حول حزب الله اللبناني، أهم حليف غير حكومي لإيران، بالإضافة إلى جنوب لبنان، فإن مرتفعات الجولان – الجبهة الشرقية والشمالية الشرقية للحملة – تخضع أيضا لإدارة قوات حزب الله. 

حرب أم خدعة

وتتباين آراء المحللين حول تداعيات وآفاق "حملة توحيد الساحات" التي تقوم بها إيران على المنطقة. 

ويرى البعض أن هذا تصعيد خطير ويمكن أن يؤدي إلى حرب واسعة النطاق بين إيران وإسرائيل، وأنه يمكن أن يقوض الجهود المبذولة لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى العالمية. 

ويرى آخرون أن هذه خدعة وورقة مساومة تستخدمها إيران لكسب النفوذ في المفاوضات النووية، وأنها يمكن أن تخلق فرصة للحوار وخفض للتصعيد بين إيران وإسرائيل.

search