الجمعة، 22 نوفمبر 2024

11:40 ص

100 موقع تراثي.. إسرائيل تحارب "التاريخ" في غزة

المسجد العمرى بغزة

المسجد العمرى بغزة

خاطر عبادة

A A

واصل الاحتلال الإسرائيلي تدمير أبرز المعالم الحضرية والثقافية في عدوانه على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، بهدف طمس الهوية والتاريخ كجزء من مخطط أكبر لتهديد فلسطين بأكملها بعد تهجير سكان غزة والضفة الغربية والبقية الباقية من القدس القديمة.

المسجد العمري

بجانب تدميرها نحو 70% من مباني غزة بينها أكثر من 100 مسجد و3 كنائس، قصفت قوات الاحتلال أكثر من 100 موقع تراثي في قطاع  غزة، ووضعت المكتبات والمتاحف ضمن أهدافها.

المسجد العمري الكبير في غزة، يرجع تاريخه إلى القرون الوسطى إذ بني في عهد ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب وسمي على اسمه، وهو ثاني أقدم مسجد في فلسطين بعد المسجد الأقصى، وأكبر مساجد غزة على مساحة 4100 متر، لم يسلم من قنابل الاحتلال.

في أحدث جريمة استهدفت تاريخية، دمر الاحتلال موقع قصر الباشا في حي الدرج ضمن نطاق المركز التاريخي بقطاع غزة، والذي أنشئ في العصر المملوكي عام 1260ميلاديا، ومجموعة أخرى من المعالم الدينية القديمة مثل مسجد ابن عثمان والسيد هاشم، ومسجد الزعفران ومسجد الشهداء وتدمير الجامعة الإسلامية، أيضا المواقع الأثرية مثل تدمير تل رفح المبني في العصر الروماني، وميناء غزة القديم وكنيسة برفيريوس، والتي تعد من أقدم كنائس العالم، إضافة إلى مسجد جباليا.

ودمر الاحتلال أكثر من 70 برجا سكنيا، منها أبراج قديمة ومبنية على طراز معماري أثري مثل أبراج الزهراء التي بنيت أواخر التسعينات من القرن الماضي، وتضم أحياء سكنية مكتظة، كما قصف مبنى جامعة الأزهر بغزة، وتدمير المستشفى الأهلي المعمداني التي بنيت عام 1882.

فضلا عن تدمير جامع الشيخ سليم أبو مسلم في بيت لاهيا، وبني منذ 600 عام ودمر تدميرا كليا، ولا يمكن ترميمه، وجامع الشيخ سعد ببيت لاهيا وبنى منذ 500 عام، دمر تدمير جزئي وجامع كاتب الولاية بغزة طراز مملوكي عثماني.


تدمير الماضي والحاضر والمستقبل


وتشير أحدث إحصائية للعدوان الذي دخل يومه الـ84، ووصف بأنه الأكثر تدميرا في التاريخ الحديث، إلى استشهاد أكثر من 21 ألفا، بجانب 8 آلاف مفقود، وإصابة أكثر من 53 ألفا أخرين، حيث أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن نحو ثلثا الشهداء من الأطفال والنساء.

وقالت الخارجية الفلسطينية، اليوم، إن الاحتلال يستهدف تفريغ فلسطين من أبنائها، مضيفة أنّ إسرائيل تختبر الموقف الدولي تجاه التخلص من سكان قطاع غزة أولاً، لافتة إلى أنّه يومًا بعد يوم وبعد مرور 84 يومًا على حرب الإبادة الجماعية تتكشف أهداف الاحتلال من تلك الحرب، والتي تتلخص في استهداف المدنيين الفلسطينيين وكامل أبناء شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، سواء القتل بآلة الحرب الإسرائيلية أو ضرب جميع مقومات وجود الشعب الفلسطيني في أرض وطنه وصموده وبقائه ودفعه إلى الهجرة والرحيل بحثاً عن مكان أمن أو حياة مستقرة لأبنائه وأجياله المتعاقبة.

وخصصت سلطات الاحتلال ميزانية كبيرة للاستيلاء على آثار الضفة الغربية، كما سبق أن سيطر على المواقع الأثرية في مدينة القدس المحتلة، ودمر أكثر من 500 قرية فلسطينية، وهي سياسات ومخططات ممنهجة تستهدف أبناء الشعب ومقدراته وتاريخه وهويته وأثاره.

يوليو الماضي، صادقت حكومة الاحتلال على قانون جديد يتيح السيطرة على المواقع الأثرية في المناطق الفلسطينية بهدف زيادة عدد الزوار من المستوطنين واستمرارا لسياسة التهديد وسرقة التراث الفلسطيني، فضلا عن ضم المزيد من الّأراضي الفلسطينية المحتلة لتوسيع بناء المستوطنات في الضفة الغربية.

search