الأحد، 08 سبتمبر 2024

06:02 ص

تعددت الأسباب و"المعاناة" واحدة.. عطل وراء انقطاع الكهرباء هذه المرة

انقطاع التيار الكهربائي - تعبيرية

انقطاع التيار الكهربائي - تعبيرية

مصطفى العيسوي

A A

على الرغم من اتخاذ احكومة قرارًا، الأحد الماضي، بوقف تنفيذ خطة تخفيف الأحمال المنفذة منذ صيف 2023، لم تمضِ سوى ساعات قليلة، لتظهر شكاوى في الكثير من المناطق بمختلف المحافظات من قطع الكهرباء لمدد تتراوح بين ساعة واثنتين.

وذهبت وزارة الكهرباء إلى أن هذه الانقطاعات في التيار، نتيجة أعطال فنية في المحولات المغذية نتيجة تراجع كفاءة بعض المهمات الكهربائية، بالإضافة إلى انفجار بعضها بسبب زيادة الأحمال عليها، الأمر الذي يثير تساؤلًا مهمًا: هل قطع الكهرباء حاليًا نتاج أعطال فنية أم تخفيف أحمال غير معلن؟

الفرق بين الأعطال وتخفيف الأحمال

أوضح الرئيس السابق لمرفق تنظيم الكهرباء، حافظ سلماوي، أن هناك فرق بين قطع الكهرباء بسبب تخفيف الأحمال، وحدوث أعطال في الشبكة، حيث أن الأول يعمتد على قيام مركز التحكم الرئيسي بالوزارة يقوم بإرسال تعليمات إلى فروعه بمختلف المحافظات، بقطع التيار لمدة زمنية معنية وفق جدول، أما الأعطال فغالبًا ما تكون نتيجة زيادة في الأحمال.

وسجلت معدلات استهلاك الكهرباء، الأحد الماضي، بالتزامن مع أول يوم لتنفيذ قرار تخفيف الأحمال، أعلى مستوى لها، حيث بلغت 37 ألف و800 ميجاوات، بزيادة تقدر بنحو 400 ميجاوات عن يوم السبت الماضي، المسجلة 37 ألف و400 ميجاوات، وفقًا لما ذكره مصدر بوزارة الكهرباء لـ"تليجرف مصر"

وأوضح سلماوي لـ"تليجرف مصر"، أن المناطق التي تعاني من قطع الكهرباء نتيجة حدوث أعطال غالبًا نتيجة تراجع كفاءة بعض المهمات في المحولات الكهربائية بسبب زيادة الأحمال أو بسبب ارتفاع نسب سرقة التيار فيها.

وكان وزير الكهرباء محمود عصمت، عقد اجتماع في بداية شهر يوليو الحالي مع روؤساء شركات التوزيع الـ9 طالبهم بزيادة نسبة التحصيل والحد من نسبة الفقد، والتي تسببت في إقالة مدحت فودة، من رئاسة شركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء في مطلع يونيو الماضي، بعد أن وصلت نسبة الفقد نحو 40 %، أما شمال القاهرة فتصل نسبة الفقد 20%، بينما تأتي شركة الإسكندرية الأقل في نسبة الفقد إذا تبلغ 15%.

مناورة كهربائية

وحول تقارب مدة قطع التيار سواء بسبب حدوث أعطال أو تخفيف الأحمال، أشار الرئيس السابق لمرفق تنظيم الكهرباء، إلى أن بمجرد أن تتلقى شركات التوزيع بلاغًا من المواطنين، يتم عمل مناورة كهربائية عبر تحويل أحمال هذه المنطقة على محطة أخري، ولكن في ظل وقف تخفيف الأحمال يوجد صعوبة في القيام بذلك، نتيجة زيادة الاستهلاك في كافة المناطق.

وتجاوز عدد البلاغات المقدمة من المواطنين في أول أيام وقف تنفيذ خطة تخفيف الأحمال أكثر من 100 بلاغ، وفقًا لمصدر مسؤول بوحدة التحكم بالشركة القابضة للكهرباء.

مدى توافر الغاز

فيما يقول خبير الطاقة نائب رئيس هيئة المحطات النووية سابقًا، علي عبد النبي، "ربما تكون الأزمة في النهاية متعلقة بمدى توافر الغاز الطبيعي اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية، لا سيما في ظل الحديث عن أن محطة تغويز وحداة لا تكفي لتوفير الكميات المطلوبة.

وتدرس الحكومة استئجار سفينة تغويز جديدة، بخلاف التي تعاقدت معها في شهر أبريل الماضي للتخزين والتغويز بميناء العين السخنة مع إمكانية استخدام تسهيلات الإسالة الحالية بمنطقتي دمياط وإدكو بشكل عكسي، وذلك بعدما رصدت نحو 1.2 مليار دولار لوقف تخفيف الأحمال خلال الصيف الحالي.

وتُعدّ عملية التغويز ضرورية لتحويل الغاز الطبيعي المسال إلى حالته الغازية للاستخدام المباشر في توليد الكهرباء أو تشغيل المصانع، لذلك استأجرت الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية “إيجاس” سفينة هوج جاليون النرويجية، وذلك بعدما تعاقدت على 21 شحنة وصلت منها 5 شحنات بإجمالي 155 ألف متر مكعب، بموجب مناقصة عالمية أجرتها الشهر الماضي، لتوريد الغاز اللازم لتشغيل محطات الكهرباء طوال الصيف، على أن تصل باقي الشحنات المتعاقد عليها تباعًا حتى أكتوبر المقبل

وأضاف عبد النبي لـ"تليجراف مصر"، أن أزمة قطع الكهرباء سواء جراء أعطال أو تخفيف الأحمال لن يتم حلها خلال فترة قصيرة، ويجب على الحكومة أن تكون صريحة مع المواطنين حول قدرتها على حلها من عدمه.

ويشار إلى أول أيام تخفيف الأحمال، شهد تسجيل رقم قياسي في استهلاك الوقود لمحطات الكهرباء خلال أشهر الصيف من الغاز الطبيعي والوقود البترولي السائل، الذي بلغ نحو 165 مليون متر مكعب مكافئ يومي للوقود بأنواعه.

search