السبت، 05 أكتوبر 2024

07:25 م

الموت لأجل صلاح

محمد صلاح يحلم بالتتويج بأمم أفريقيا

محمد صلاح يحلم بالتتويج بأمم أفريقيا

سعيد علي

A A

في حواره مع الصقر أحمد حسن ببرنامج "الكابتن"، الذي شهد انطلاقة قوية عبر فضائية "دي إم سي"، يقول محمد مجدي قفشة نجم النادي الأهلي: "أتمنى فوز منتخب مصر بأمم أفريقيا، من أجل صلاح، ولأجل تتويجه بالكرة الذهبية".

كلمات أخذتني مباشرة إلى تحليل كتبته قبل انطلاق المونديال الأخير عن أسباب تدفعنا لرؤية ميسي متوجًا بكأس العالم في الختام، على رأسها تواجده وسط مجموعة من اللاعبين يؤمنون بتجربته الملهمة، ويقاتلون لأجل رؤية قدوتهم سعيدًا وهو يحقق حلمه.

كان حلم ميسي التتويج بالمونديال، وما زال حلم حياة صلاح، هو التتويج بأمم أفريقيا، مثلما صرح عقب مباراته الأخيرة مع ليفربول ضد نيوكاسل.

قبل المونديال الأخير عبر إيمليانو مارتينيز حارس مرمى أستون فيلا ومنتخب التانجو، عن استعداده للموت من أجل رؤية ميسي على منصة التتويج، وجسد مقولته في واحدة من أبرز مشاهد المونديال عبر تاريخه، حينما قدم أهم تصدي لحارس مرمى ومنع فرنسا من تسجيل الهدف القاتل قبل الختام بثوانٍ قليلة.

تصدي إيمليانو الإعجازي لهجمة مواني بنهائي مونديال 2022

بينما أصيب ملعب لوسيل بصمت مريب كنت شاهدًا عليه، وتوقفت دقات قلب ميسي ومعه ما يزيد عن 70 ألف مشجع أرجنتيني حضروا في ملعب النهائي، ودخلت دكة الديوك الملعب للاحتفال بهدف كولو مواني، ألقى حارس الأرجنتين بروحه قبل جسده، ليصد كرة المهاجم الفرنسي، ويؤكد للعالم بأنه حين قال سأموت لأجل ليو، لم يكن مجرد قول للاستهلاك، لقد منح إيمليانو لميسي في 2022 ما حرمه منه هيجوايين في 2014 أمام ألمانيا.

مع تقدم سن ميسي، وتراجع مردوده البدني، لم يعد قادرًا على الركض كثيرًا، احتاج لتوليفة خاصة تحاوطه.

مهاجم شاب مثل ألفاريز يعود للدفاع والضغط بشكل مضاعف لتعويض قصور ليو، ومحور وسط يحمي ظهره، مثل رودريجو دي بول.

الأخير قبل المونديال قال:" مستعد للحرب من أجل ميسي".

دي بول رفقة ميسي بعد التتويج بمونديال 2022

وقبل المباراة النهائية بساعات طلب المشاركة أساسيًا رغم إصابته، فرد عليه ليونيل سكالوني المدير الفني لمنتخب التانجو:" رودري ستبدأ، لكن لو طلبت التغيير بعد الانطلاقة سأقتلك".

واصل دي بول بعدها حماية ميسي والقتال خلفه متحاملًا على نفسه حتى الثلث الأخير من المباراة، ولما خرج تعرى التانجو كثيرًا، وحدث الفراغ.

وفي الأمام كان ألفاريز اكتشاف البطولة، منحة الله إلى ميسي، مهاجم يقوم بكل الأدوار الهجومية، وإلى جانب ذلك يقاتل ويدافع ويضغط بروحين لا روح واحدة ليسد الضعف البدني للبرغوث.

كان ميسي بعد سوء توفيق رافق رحلته، محظوظا أخيرًا بفتية آمنوا باستحقاقيته، شباب واعد قاتلوا بأرواحهم، تحاملوا على أنفسهم، وبذلوا جهودًا مضاعفة حتى أعانوه على اللحظة التي استحقها منذ سنوات.

ولما رفع كأس العالم، إذا عدت إلى المشهد ستجد شيئًا لافتًا لم يحدث من قبل، لا أحد طلب من ميسي الكأس، تركوه يستمتع به طويلًا حتى سلمه بنفسه.

الشائع أنه بعد أول ثوان لالتقاط القائد صورة رفع الكأس، يتزاحم الجميع ليتناقلوه بينهم، بينما لم يحدث ذلك مع ميسي، لأن الجميع أراد رد جميل "الليو"، الذي قاتل وحده لسنوات ولم يعينه الرفاق.

الحال ذاته في الكرة المصرية مع "صلاح"، منذ اللقطة التاريخية، تلك التي قبل فيها تريكة رأس "مو"  مواسيًا إياه، بعد انهيار حلم الصعود للمونديال 2014.

أبو تريكة يواسي صلاح بعد سداسية غانا

ودع تريكة وجيله الذهبي الملاعب، وتركوا "صلاح" وحيدًا يحارب منذ ذاك الحين.

عشنا سنوات مع كوبر بخطة "باصي لصلاح"، ورفقة كيروش لم يتبدل الحال كثيرًا، فاستمر منتخبنا طرفًا مستضعفا، يدافع ويترقب لقطة استثنائية لصلاح وحده.

حملنا إلى نهائي أفريقيا مرتين وخذلته المجموعة، وصعد بنا للمونديال في 2018 ، لكن ما زال كل من حوله يدينون له بالكثير.

إن رسالة مجدي قفشة، هي رسالة كل مصري، التي يجب أن يعيها لاعبو المنتخب، يستحق صلاح، أن نذهب للحرب من أجله في أبيدجان كما ذهب دي بول يحارب لميسي في "الدوحة".

يستحق صلاح أن تلعب المجموعة بأرواحها لأجله، كما تحول مارتينيز إلى مقاتل أمام ضربة مواني وعبر عن استعداده للموت لكي يفوز ميسي.

يستحق صلاح أن يتحول مصطفى محمد المهاجم إلى أقوى مدافع، مثلما فعلها جوليان ألفاريز ليخفف الجهد عن ليو.

يستحق صلاح الذي قدم لنا كل جميل، وارتقى بأحلامنا وطموحاتنا، ورسم الطريق لأجيال جديدة، أن نرد له الجميل في أبيدجان.

رابط مختصر
The.Agricultural.Bank.of.Egypt

تابعونا على

مواقيت الصلاة حسب التوقيت المحلي لمدينة القاهرة
  • 05:24 AM
    الفجْر
  • 06:51 AM
    الشروق
  • 12:43 PM
    الظُّهْر
  • 04:05 PM
    العَصر
  • 06:35 PM
    المَغرب
  • 07:52 PM
    العِشاء
search