الجمعة، 22 نوفمبر 2024

05:20 م

“اشتباكات واعتقالات”.. ما قصة أنفاق معبد اليهود بنيويورك؟

خروج اليهود بالقوة من النفق السري

خروج اليهود بالقوة من النفق السري

أحمد سعد قاسم

A A

ضجة كبيرة أُثيرت مؤخرًا بولاية نيويورك الأمريكية، بعد الكشف عن أنفاق سرية حفرها اليهود تحت معبد يهودي بحي كراون هايتس في بروكلين، وحدثت اشتباكات واعتقالات عند محاولة إغلاق تلك الأنفاق.. ما القصة؟

هروب أحد اليهود من الأنفاق

اشتباكات مع الشرطة

اشتباكات كبيرة جرت بين اليهود في المعبد، وعمال بناء حاولوا إغلاق الأنفاق التي حُفرت سرًا تحت المبنى، ما دفع إدارة شرطة نيويورك للتدخل في الأمر، فاشتبك اليهود مع قوات الشرطة، وأُعتقل 10 أشخاص متورطين في الأحداث.

وقالت صحيفة ديلي ميل اليوم الثلاثاء، إن النفق قد أُكتشف في ديسمبر الماضي تحت المقر الرئيسي لحركة “حاباد” - أكبر منظمة يهودية في العالم - وهو مبنى معروف في منطقة كراون هايتس بمدينة بروكلين بولاية نيويورك الأمريكية، وطلب قادة المعبد من مهندسين مختصين تقدير الضرر.

وأظهرت فيديوهات - انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي - مكانًا يبدو كمخبأ سري قوامه من الخرسانة بعرض نحو 20 قدمًا تحت قسم النساء في مبنى الحركة.

وبحسب التحقيقات، فقد أقام بعض شباب “حاباد” النفق خلال الأشهر الستة الماضية، ويُعتقد أن ذلك جاء نتيجة لخلاف وصراع قديم بين شباب الحركة وقيادة المعبد، بشأن من يمتلك المقر الذي يبلغ من العمر 100 عام قانونيًا.

الشرطة الأمريكية تعتقل أحد اليهود

انتقادات حادة

وأصدر رئيس المقر الحاخام يهودا كرينسكي، بيانًا عقب الحادث، قال فيه: إن مجتمع حاباد - لوبافيتش يشعر بالألم من الأعمال التدميرية التي ارتكبتها مجموعة من الشبان المثيرين للفتن الذين تسببوا في أضرار بالمعبد اليهودي تحت مقر حاباد.

وتابع البيان: سنحقق في هذه الأعمال البشعة، وسنعيد القداسة للمعبد، نشكر شرطة نيويورك على مهنيتهم وتفهمهم، ونقدر التفاعل والمساندة التي تقدمها”.

فيما انتقد الحاخام يوسف براون، الذي يشرف على المعبد، سلوك الشبان الذين وصفه بالـ"مرعب" والمخزي للمكان المقدس.

تاريخ النزاع

وتعود أصول النزاع إلى خلاف قديم داخل حاباد، وهي واحدة من أكبر فصائل اليهود الحسيديين في العالم، حول من يملك قانونيًا المنزل العتيق الذي يعتبر المقر الرئيسي لحاباد-لوبافيتش.

وبلغ التوتر ذروته عندما وصلت فرق البناء لملء الأنفاق بالأسمنت لغلقها، وفي الوقت الذي بدأت فيه ماكينات الأسمنت في إغلاق الممرات السرية، عارض الشبان اليهود الأرثوذكس هذه الخطوة، وهدموا اللوحات الخشبية داخل المعبد للوصول إلى مدخل النفق ومنع أعمال البناء.

مناوشات بين الشرطة واليهود داخل المعبد

السبب غامض

ولا يزال الهدف من الأنفاق غامضًا، حيث تقول التقارير إنها ترتبط بمكان مخصص للنساء أو بتوسيع المعبد.

وأدى الوضع إلى تفاقم الصراعات الداخلية في مجتمع حاباد، وكانت ردة فعل شرطة نيويورك تهدف إلى إخلاء الأشخاص من الأنفاق لتيسير أعمال البناء. 

وأدت المواجهات إلى عدة اعتقالات وأبرزت التوترات الدائمة داخل المجتمع حول ملكية واستعمال المعبد، وأبدى الحاخام براون غضبه من التدمير الذي لحق بالمعبد، مؤكدًا على ضرورة محاسبة المسؤولين عن ذلك الأمر، وتبرز الحادثة تعقيد الخلاف الذي ينطوي على جوانب دينية وقانونية وطائفية.

نشأة الحركة

يعود تاريخ تأسيس الحركة التي بدأت في بيلاروسيا عام 1788 كفرع من اليهودية الأرثوذكسية، إلى الحاخام شنيور ملادي، ثم انتشرت في لاتفيا وبولندا والولايات المتحدة الأميركية عام 1940.

 وبعد الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، أصبحت الحركة بقيادة الحاخام يوسف يتسحاق شنيرسون وخلفه الحاخام مناحيم شنيرسون “حركة عالمية، تسعى لتلبية الاحتياجات الروحية والمادية لكل اليهود حيثما كانوا.

ويقع المقر الرئيسي للحركة في بروكلين بولاية نيويورك، ولها أكثر من 3500 مؤسسة في أكثر من 85 دولة، بما في ذلك جنوب أفريقيا وأمريكا الجنوبية وروسيا وأستراليا وآسيا والمملكة المتحدة ومناطق عديدة من الولايات المتحدة الأمريكية.

وتلتزم الحركة بالتقاليد اليهودية العامة، وتقدم منازل في جميع أنحاء العالم لليهود السكان والزوار، وتزودهم بالطعام والمكان للصلاة، وخدمات دينية أخرى.

وتعتقد الحركة أن إسرائيل ينبغي أن تسيطر على كل أرض إسرائيل التوراتية، وترى الحركة أن الاحتفاظ بالضفة الغربية وغزة والجولان ضروري لأمن “أرض إسرائيل”.

search