الجمعة، 22 نوفمبر 2024

03:08 م

بعد العفو الرئاسي.. "ولاد العم" يروون تفاصيل 6 سنوات في السجن

سجناء مفرج عنهم - أرشيفية

سجناء مفرج عنهم - أرشيفية

داليا أشرف

A A

في عام 2018 خرج قدري، الذي كان عمره وقتذاك 68 عامًا من منزله، قاصدًا مطعم "فول وطعمية" قُرب مكان عمله لشراء وجبة إفطار، فهو عامل بسيط في الحي، وفي طريقه قابل ابن عمه "أحمد" الذي كان يتواجد في مصر لفترة قصيرة قبل عودته إلى الكويت، إذ اعتاد زيارة أهله وقت إجازة العمل من هناك.

عفو رئاسي

“ولاد عم على باب الله”، حكوا لـ"تليجراف مصر"، كيف كانت الصدفة سببًا في دخولهما السجن معًا وكذلك الخروج منه بعفو رئاسي عن باقي مدة العقوبة، ففي نفس اليوم اشتدت مشاجرة بين عائلتين ارتبطا بواحدة منهما، حتى تطورت إلى استخدام الأسلحة، وأُصيب "قدري" برصاصة في قدمه، بينما قُتل شخص آخر.

وفقًا لرواية الحاج قدري، فإن الرصاصة كانت سببًا في إعاقة قدمه بعدما خضع لعملية جراحية، واضطر لتركيب جهاز حديدي وتثبيت شرائح ومسامير في العظام، وبعد ثلاثة أيام فقط، وجد نفسه أمام العدالة هو وابن عمه و23 شخصًا آخرين وصدر ضده حُكم.

بين جدران السجن، قضى قدري وأحمد سنوات طويلة من التعب والمرض، فكان الاثنان يقتربان من سن الـ70، ومن وقت لآخر يطمئن الأول على قدمه، بينما الثاني يعاني الضغط والسكري.

أصعب ما قابله قدري خلال مدة العقوبة، هو تكرار الترحيل من سجن لآخر، فقد كان السجينان أولًا في مسقط رأسهما بسجن سوهاج ثم جرى نقلهما إلى المنيا وأخيرًا أسيوط، ولم ينس قدري طريقه المعتاد إلى المستشفيات، حيث خضع لجراحة أخرى في قدمه التي تدمرت - بحسب وصفه - لكن أكد أنه لم يواجه أي تقصير في علاجه.

"أول ما سمعنا عفو رئاسي مصدقناش نفسنا".. هكذا عبّر أولاد العم عن سعادتهما لحظة سماعهما نبأ أنهما ضمن المعفو عنهم رئاسيًا، ولم يظهرا الفرحة خشية أن لا يكون الخبر صحيحًا، إلا عندما شاهدا أسرتهما أمامهما.

اختتم الحاج قدري حديثه بقوله: "كنت حاطط حاجتي جنبي مستني بس يقولوا لي يالا أخرج.. الفرحة مكانتش سايعاني وحاسس إني بتولد من جديد.. ولاقينا حتى المسجون والحُر فرحان لفرحتنا". 

شروط العفو الرئاسي

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أصدر قرارًا بالعفو عن باقي مدة العقوبة لـ605 نزلاء من المحكوم عليهم من كبار السن وذوي الحالات الصحية المتراجعة، ممن انطبقت عليهم شروط العفو الرئاسي من نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل.

search