الخميس، 19 سبتمبر 2024

08:45 م

بعضها فوق بعض.. لا قبور تكفي أهل غزة

مقبرة جماعية في غزة. أرشيفية

مقبرة جماعية في غزة. أرشيفية

تيمور السيد

A A

تراكمت القبور على عمق متزايد تحت أرض غزة المخضبة بدماء أصحابها جراء عدوان إسرائيلي أكل الأخضر واليابس منذ 7 أكتوبر الماضي. 

وروى حفار قبور فلسطيني، سعدي بركة، الذي يواصل الأيام في حفر الأرض من أجل توفير مساحة لمزيد من الموتى في ظل استمرار الحرب، وفقا لـ “سكاي نيوز”.  

ويصف بركة الوضع قائلًا: "في بعض الأحيان نبني القبور فوق القبور". ويبدأ بركة وفريقه من حفاري القبور المتطوعين في مقبرة دير البلح عملهم عند شروق الشمس، حيث يقومون بحفر مقابر جديدة أو إعادة فتح مقابر قديمة، وفي بعض الأحيان، تصل الجثث من مناطق بعيدة في غزة، حيث دُمرت المقابر وأصبحت غير قابلة للوصول.

الدمار المستمر

منذ بداية النزاع في أكتوبر، أسفر القتال عن استشهاد ما يقرب من 2% من سكان غزة. وأفادت تقارير بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمر أكثر من 20 مقبرة، وفقًا لصور الأقمار الصناعية التي حللتها مؤسسة "بيلينجكات" الاستقصائية.

وقد أُزيلت عشرات الجثث ونُقلت إلى إسرائيل بحثًا عن الرهائن، وعندما تُعاد إلى غزة، غالبًا ما تكون متحللة ولا يمكن التعرف عليها، مما يستدعي دفنها بسرعة في مقابر جماعية.

وقالت حنين سالم، مصورة وكاتبة من شمال غزة: "لا أستطيع وصف شعوري عند رؤية جثث أحبائي ملقاة على الأرض، متناثرة بعد انتهاء الحرب، إذا بقينا على قيد الحياة، سنقوم بحفر مقبرة جديدة وننثر عليها الورود والماء لأرواحهم الطيبة".

العمل تحت الضغط

وقال أيضا عامل مشرحة في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، يدعى نواف الزريعي: "نمسح الدم عن وجوه الموتى حتى يكونوا في حالة مناسبة عندما يودعهم أحباؤهم".

معاناة الأسر

وتستمر معاناة الأسر التي تبحث عن مصير أقاربها في غزة، مثل، طبيب عظام من الضفة الغربية، يدعى “موسى جمعة”، حيث فقد 21 من أقاربه في غزة جراء النزاع. 

استشهد ابن عمه محمد في غارة جوية إسرائيلية وهو يقود سيارة إسعاف في جنوب غزة ودفن في رفح، لكن المقبرة تعرضت للهجوم ولم يُعثر على أثر لجثة محمد، واستشهدت أيضًا عمته وطفليها ميرا 8 سنوات وعمر 10 سنوات، إثر قصف إسرائيلي.

search