الخميس، 19 سبتمبر 2024

04:49 ص

دراسة: وفيات الحر في أوروبا قد تتضاعف 3 مرات بنهاية القرن

صورة أرشيفية

صورة أرشيفية

خاطر عبادة

A A

أكدت دراسة أن الوفيات الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة في أوروبا قد تتضاعف ثلاث مرات بحلول نهاية القرن، مع ارتفاع الأعداد بشكل غير متناسب في بلدان جنوب أوروبا مثل إيطاليا واليونان وإسبانيا.

يقتل البرد عددًا أكبر من الناس مقارنة بالحر في أوروبا، وزعم البعض أن تغير المناخ سيفيد المجتمع من خلال الحد من هذه الوفيات، لكن الدراسة التي نُشرت في مجلة لانسيت للصحة العامة وجدت أن عدد الوفيات سيستجيب ببطء للطقس الدافئ وقد يرتفع حتى مع تقدم الناس في السن وزيادة تعرضهم لدرجات الحرارة الخطيرة في قارة أغلب سكانها من كبار السن.

ووفقا لصحيفة الجارديان البريطانية، خلص الباحثون إلى أنه إذا وصلت درجة الحرارة العالمية إلى مستوى كارثي قدره 3 أو 4 درجات مئوية، فإن الارتفاع في الوفيات الناجمة عن الحرارة سوف يفوق إلى حد كبير الانخفاض في الوفيات الناجمة عن البرد.

وقال الباحثون إن النتائج تشير إلى أن تغير المناخ قد يشكل "تحديات غير مسبوقة" لأنظمة الصحة العامة، وخاصة خلال موجات الحر.

وقال ديفيد جارسيا ليون من مركز الأبحاث المشترك في المفوضية الأوروبية، وهو أحد المشاركين في الدراسة: "من المتوقع حدوث المزيد من الوفيات المرتبطة بالحرارة مع ارتفاع درجة حرارة المناخ وتقدم السكان في السن، في حين تنخفض الوفيات الناجمة عن البرد قليلاً فقط".

وقد تؤدي الوفيات الناجمة عن الطقس الحار إلى مقتل 129 ألف شخص سنويا إذا ارتفعت درجات الحرارة إلى 3 درجات مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة،  واليوم، يبلغ عدد الوفيات المرتبطة بالحرارة في أوروبا 44 ألف شخص.

ولكن الدراسة وجدت أن عدد الوفيات السنوية بسبب البرد والحر في أوروبا قد يرتفع من 407 آلاف شخص اليوم إلى 450 ألف شخص في عام 2100 حتى إذا حقق زعماء العالم هدفهم المتمثل في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي بمقدار 1.5 درجة مئوية.

وتأتي هذه الدراسة في أعقاب سلسلة من موجات الحر الشديد التي أحدثت دمارًا هائلاً في مختلف أنحاء القارة، وتتحدى نتائجها حجج منكري تغير المناخ القائلة بأن الانحباس الحراري العالمي مفيد للمجتمع لأن عددًا أقل من الناس سوف يموتون بسبب البرد.

وحتى في أوروبا، أبرد القارات المأهولة بالسكان، فإن الأرواح التي تزهق بسبب ارتفاع درجات الحرارة ستعوض عن الأرواح التي ستنجو من البرد المعتدل، حسبما وجدت الدراسة. وتشهد بلدان في آسيا وأفريقيا وأوقيانوسيا والأمريكتين درجات حرارة أشد فتكاً.

قام الباحثون بوضع نماذج لبيانات 854 مدينة لتقدير الوفيات الناجمة عن درجات الحرارة المرتفعة والباردة في مختلف أنحاء القارة. ووجدوا أن الحرارة ستقتل المزيد من الناس في جميع أنحاء أوروبا، لكن العبء الأثقل سيقع على دول جنوب أوروبا مثل إسبانيا وإيطاليا واليونان، فضلاً عن أجزاء من فرنسا.

وتوقع الباحثون أن يرتفع عدد الوفيات الناجمة عن درجات الحرارة غير المريحة بنسبة 13.5% إذا ارتفعت درجة حرارة الكوكب بمقدار 3 درجات مئوية ــ وهو مستوى من الانهيار المناخي أعلى قليلا من المتوقع أن تتسبب فيه السياسات ــ مما يؤدي إلى 55 ألف حالة وفاة إضافية. وسوف يكون أغلب من يموتون أكبر من 85 عاما.

search