الإثنين، 25 نوفمبر 2024

06:15 ص

غزو صيني افتراضي.. "الساعة صفر" يثير الجدل في تايوان

مشهد من المسلسل

مشهد من المسلسل

تيمور السيد

A A

أمام القصر الرئاسي في العاصمة التايوانية، تايبيه، تحولت فوضى الافتراضات إلى واقع أمام عدسات الكاميرات، بتمثيل “أسوأ كابوس” قد تواجهه البلد الأسيوي، احتجاج يتحول إلى عنف وسفك دماء ضمن سيناريوهات الغزو الصيني المحتمل.

ما القصة؟

المشهد كان جزءًا من مسلسل درامي تايواني جديد بعنوان "اليوم صفر"، يتناول قصة المساعي الصينية للسيطرة على جزيرة تايوان التي تعتبرها بكين جزءًا لا يتجزأ من أراضيها. 

من المقرر أن يبث مسلسل "يوم الصفر" العام المقبل، إلا أن إطلاق المقطع الدعائي له أثار نقاشات حادة في تايوان. 

يرى المؤيدون أن المسلسل يفتح الباب لحوار ضروري حول التهديد الصيني، بينما انتقده آخرون باعتباره مثير للذعر.

مبررات صناع المسلسل

وقالت منتجة المسلسل، تشنج هسين مي، إنها تهدف من خلاله إلى إيقاظ الشعب التايواني من حالة الرضا عن الذات والتردد في مواجهة احتمال اندلاع الحرب. 

وأوضحت قائلة، "أريد أن أثير النقاش حول كيفية استعداد الجميع لمواجهة الحرب، وكيفية التعامل مع هذا الاحتمال المخيف الذي يسكن في قلب كل تايواني".

تفاصيل المسلسل

يتألف المسلسل من 10 حلقات، ويصور كيف يمكن للصين فرض حصار على تايوان ومحاولة اجتياحها، وهو سيناريو يعتقد العديد من الخبراء أنه أصبح أكثر واقعية.

وتدور أحداثه حول شخصيات مختلفة، منها مذيعة تلفزيونية وشخصية شهيرة على الإنترنت ورئيس خيالي، جميعهم يواجهون تحديات الحصار الصيني، بما في ذلك نقص الغذاء والنهب والانهيار المالي، في ظل حالة من الفوضى تتزايد مع تقدم القوات الصينية نحو الجزيرة.

جانيت هسيه، التي تؤدي دور رئيسة تايوان المنتخبة في المسلسل، قالت "إنه يسلط الضوء على تعقيد المواقف والأسر والتحديات السياسية، ولا يوجد شيء واضح كالأبيض والأسود".

جدل سياسي في تايوان

على الرغم من البحوث السياسية المستمرة حول خطر غزو تايوان، لم يتم حتى الآن إنتاج فيلم أو دراما تلفزيونية قادرة على استكشاف هذه الأسئلة بشكل واسع للجمهور، وهو ما يعود إلى حساسية الموضوع والجدل السياسي المحيط به.

ومع ذلك، واجه المسلسل تحديات إنتاجية، حيث رفض بعض الممثلين التايوانيين المشاركة خشية من القائمة السوداء الصينية، بينما تراجع بعض مالكي المواقع عن استضافة تصوير المشاهد خشية من إثارة الجدل.

منتقدو المسلسل، ومعظمهم من المعارضة التايوانية، اعتبروه أداة دعائية للحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم، الذي يعارض بشدة مزاعم بكين. 

وأشار سياسيون من الحزب الوطني المعارض إلى أن وزارة الثقافة التايوانية وصندوقًا حكوميًا استثمرا في الإنتاج، وأن تصوير بعض المشاهد تم في مواقع عسكرية وتحديدًا داخل القصر الرئاسي.

تدخل من مُخرج المسلسل

ودافع لو جينج زيم، أحد مخرجي المسلسل، عن المشروع، مشيرًا إلى أن الدعم الحكومي للأعمال التلفزيونية والسينمائية أمر شائع، مؤكدًا أن الحكومة لم تسعَ إلى التأثير على توجه المسلسل.

أضاف أن فكرة المشاركة في مشروع "يوم الصفر" جاءته بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، مشيرًا إلى أن المسلسل يعكس الإجراءات التي قد تستخدمها الصين لزعزعة استقرار تايوان، مثل نشر المعلومات المضللة عبر الإنترنت.

وظهر ذلك بوضوح في المقطع الدعائي، إذ انتشرت شائعات على وسائل التواصل الاجتماعي تفيد بهروب رئيسة تايوان مع بدء الحصار الصيني.

تسليم تايوان للصين

المشهد الذي تم تصويره مؤخرًا أمام القصر الرئاسي يظهر أحد هذه السيناريوهات، حيث يطالب المتظاهرون التايوانيون بتسوية سلمية مع بكين، بينما يقوم مؤيدو الصين بإثارة الانقسامات، ما يؤدي إلى اندلاع مواجهات عنيفة تستدعي تدخل الشرطة.

أكد المخرج “وو زي إن”، الذي أخرج إحدى حلقات المسلسل، أن المسلسل يسعى لتقديم رؤية واقعية بعيدًا عن البطولات الخيالية، ما يجعله أكثر تأثيرًا وقربًا من الواقع.

search