الثلاثاء، 29 أكتوبر 2024

12:29 ص

"شحات أون لاين".. أسرع وسيلة للكسب في زمن السوشيال ميديا

شحات أون لاين

شحات أون لاين

إسراء عبدالفتاح

A A

قديمًا عندما كنا نسمع عن "التسول"، كنا نتخيل سيدة تحمل طفلًا في أحد الشوارع وتطلب المساعدة من المارة أو في القطارات وسيارات الأجرة أو في إشارات المرور. 

ولكن بعد تعدد مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، انتشرت ظاهرة جديدة تتمثل في "التسول الإلكتروني"، فنجد حسابات وهمية على “السوشيال ميديا” تطلب المساعدة بأشكالها المختلفة، ليقع البعض فريسة لهذا الأمر. 

النصب بالمرض 

يقول محمد خليفة، الذي يعمل محاسبًا، إنه وقع ضحية التسول الإلكتروني عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طلبت إحدى السيدات مساعدته في شراء دواء لمرض السرطان، وظل يبحث عنه في كل مكان ولم يعثر عليه، وبعد أيام طلبت السيدة منه ثمن الدواء فأعطاها المبلغ، وعلى مدار 3 أشهر تكرر الأمر على فترات متقطعة حتى وصل المبلغ إلى 4 آلاف جنيه. 

وأضاف خليفة لـ"تليجراف مصر" أنه فوجئ بتواصل أحد أصدقائه معه، ليسأله عن تلك السيدة، وبالبحث وراءها اكتشف إغلاق حسابها، وأنها كررت فعلتها مع أكثر من شخص، حتى جمعت ما يقرب من 20 ألف جنيه، واختفت تمامًا. 

منشورات مساعدة على فيسبوك

في رحلة تصفحك لشبكات التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ستصادفك بعض المجموعات الخاصة بمساعدة الغير، وأبرزها مجموعة “أنا وابن عمي بنساعد الغريب”، والذي يتكاتف فيه الجميع للمساعدة، ولكن ظهرت مؤخرًا المنشورات التي تطالب رواد “الجروب” بدفع مساعدات سواء مادية أو طعام.

على سبيل المثال، نشرت إحدى عضوات المجموعة منشورا قالت فيه: "بعد إذن الأدمن ساعدوني لوجه الله تعالى أجيب أكلة حلوة للعيال نفسهم في فراخ أو لحمة الله يستر عرضكم يتامى".

ولم يكن هذا المنشور الوحيد، بل نشر أحد الحسابات المجهولة منشورا آخر: "اقبل بعد إذن حضرتك.. بالله عليكم ساعدوني أنا محتاجه اللبن ده ضروري علشان ابني.. والله ما في ما عادش عندي.. بالله عليكم ساعدوني يا أهل الخير.. بالله عليكم ساعدوني وجزاكم الله خيرًا".


كيف تكتشف الحقيقة؟

وسط ازدياد عمليات النصب والاحتيال و"التسول الإلكتروني"، نجد على الجانب الآخر بعض المجموعات الخاصة بمساعدة المواطنين المحتاجين فعليًا. يقول أحد القائمين على المجموعة: “مساء الخير.. للحالات المحتاجة التواصل بخصوص تجهيزات سواء أجهزة كهربائية أو أقساط لعدم السداد يتواصلون معايا وياريت التفاصيل كاملة لأني مش هساعد حد دون معرفة كل البيانات”.


كسب غير مشروع

تقول أستاذ علم الاجتماع المساعد بجامعة الأزهر، ابتسام مرسي، إن "التسول الإلكتروني" له أبعاد سلوكية وليس فقط نفسية، لافتةً إلى أن هذا الفعل يعتبر "كسبا غير مشروع"، حيث إن الشخص الذي يسعى للتسول الإلكتروني قادر على العمل إلا أنه لا يسعى لهذا، ودائما يكون الشخص من خلفيات اجتماعية واقتصادية بسيطة.

وأضافت مرسي لـ "تليجراف مصر"، أن الشخص الاتكالي يستسهل جلب الرزق، دون التعب فيه، مشيرة إلى أن بعض هؤلاء الأشخاص يسعون لجلب المال من خارج مصر ودول الخليج من خلال استهداف الجروبات الخاصة بالدول العربية، وليس فقط داخل مصر، ولا بد من أن يكون له رادع قانوني لوقف هذه الممارسات. 
 

عقوبة النصب الإلكتروني

يقول أستاذ القانون الدستوري، فؤاد عبدالنبي، إنه وفقًا للمادة 336 من القانون، يعاقب كل من عمل على الاستيلاء على نقود أو عروض أو سندات دين أو سندات مخالصة أو أي متاع منقول، وكان ذلك بالاحتيال لسلب كل ثروة الغير أو بعضها، إما باستعمال طرق احتيالية من شأنها إيهام الناس بوجود مشروع كاذب أو واقعة مزورة أو إحداث الأمل بحصول ربح وهمي، وإما باتخاذ اسم كاذب أو صفة غير صحيحة، أما من شرع في النصب ولم يتممه فيعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز سنة. 
 وتنص المادة 23 من القانون، على أن يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر والغرامة التي لا تقل عن ثلاثين ألف جنيه ولا تجاوز خمسين ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من استخدم الشبكة المعلوماتية أو إحدى وسائل تقنية المعلومات، في الوصول دون وجه حق إلى أرقام أو بيانات أو بطاقات البنوك والخدمات أو غيرها من أدوات الدفع الإلكترونية.

فإذا ثبت استخدامها في الحصول على أموال الغير أو ما تتيحه من خدمات، يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر وغرامة لا تقل عن خمسين ألف جنيه ولا تجاوز مائة ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.

search