الجمعة، 22 نوفمبر 2024

10:10 ص

10 ملايين لاجئ.. الإيكونوميست: حرب السودان كارثة للعالم

نازحون في السودان

نازحون في السودان

خاطر عبادة

A A

قالت مجلة الإيكونوميست البريطانية، إن الحرب في السودان تمثل كارثة إنسانية قد تتجاوز الحدود، وقد تؤدي إلى مقتل أكثر من مليونين في نهاية العام، ونشر الفوضى في جميع أنحاء أفريقيا والشرق الأوسط.

مشكلة عالمية 

وفي تقريرها بعنوان "لماذا تشكل الحرب الكارثية في السودان مشكلة عالمية؟"، قالت المجلة البريطانية إن الحرب في السودان رغم أنها تحظى بجزء ضئيل من اهتمام العالم بحربي غزة وأوكرانيا، إلا أنها مع ذلك قد تكون أكثر فتكاً من كلا الصراعين.

وأوضحت الإيكونوميست أن الحرب المشتعلة في ثالث أكبر دولة في أفريقيا دمرت عاصمتها، وربما قُتِل 150 ألف شخص، وتتراكم الجثث في مقابر مؤقتة يمكن رؤيتها من الفضاء، في إشارة إلى كثرتها.

وأُجبِر القتال أكثر من 10 ملايين شخص، أي خمس السكان، على الفرار من منازلهم، وتلوح في الأفق مجاعة قد تكون أشد فتكاً من المجاعة التي شهدتها إثيوبيا في ثمانينيات القرن العشرين: ويقدر البعض أن 2.5 مليون مدني قد يموتون بحلول نهاية العام الجاري.

وحذر التقرير من أن حرب السودان قد تتحول إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وأيضًا قنبلة جيوسياسية موقوتة، لافتة أن حجم السودان وموقعه يؤثران على امتداد الفوضى خارج حدوده، كما سيؤدي العنف اإلى زعزعة استقرار الجيران وتدفقات اللاجئين إلى أوروبا، حيث يبلغ طول ساحل السودان على البحر الأحمر حوالي 800 كيلومتر، لذا فإن انفجاره يهدد قناة السويس، الشريان الرئيسي للتجارة العالمية. 

وقد عانى السودان من حرب أهلية متقطعة منذ استقلاله عام 1956. وانتهى أحد الصراعات الدموية بانفصال جنوب السودان في عام 2011، وقبل عشرين عامًا، لفتت حرب إبادة جماعية في دارفور انتباه العالم، ولكن حتى وفقًا لهذه المعايير المروعة، فإن الصراع الحالي صادم.

وأشار التقرير إلى أن الخرطوم، المدينة التي كانت صاخبة ذات يوم، أصبحت في حالة خراب، يقصف كلا الجانبين المدنيين ويجندان الأطفال ويتسببان في المجاعة، وتُتهم قوات الدعم السريع  بشكل موثوق بالاغتصاب الجماعي والإبادة الجماعية. 

وتزداد المذابح سوءا،  حيث تظهر الأقمار الصناعية والصور الحرارية أن  البلاد مغطاة بالحرائق، فقد احترقت المزارع والمحاصيل، وأُجبر الناس على أكل العشب وأوراق الشجر، وإذا استمر ندرة الغذاء، فقد يموت ما بين 6 إلى 10 ملايين شخص من الجوع بحلول عام 2027، وفقا لمركز أبحاث هولندي يعمل على وضع نماذج للأزمة. 

وشهدت أفريقيا حرباً أخرى مماثلة في الرعب خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية، في الكونغو. وما يجعل السودان مختلفاً هو مدى انتشار الفوضى خارج أراضيه. فالسودان له حدود مسامية مع سبع دول، تمثل 21% من مساحة أفريقيا، ويسكنها 280 مليون نسمة، بما في ذلك تشاد ومصر وإثيوبيا وليبيا، وتواجه هذه البلدان تدفقات مزعزعة للاستقرار من اللاجئين والأسلحة والمرتزقة. 

وبعيداً عن أفريقيا، من المتوقع أن تشهد أوروبا موجة جديدة من تدفق اللاجئين، في أعقاب الحروب في سوريا وليبيا، في وقت أصبحت فيه الهجرة قضية ساخنة في فرنسا  وألمانيا  وأماكن أخرى، وبالفعل، فإن 60% من الأشخاص في المخيمات في كاليه، على الجانب الجنوبي من القنال الإنجليزي، هم من السودانيين.  

أخبار متعلقة

search