الخميس، 19 سبتمبر 2024

07:41 م

صحف بريطانية: جنود الاحتلال يستخدمون أطفال غزة كدروع بشرية

طفل فلسطيني بين الانقاض

طفل فلسطيني بين الانقاض

خاطر عبادة

A A

نقلت صحيفة الإندبندنت البريطانية، في تحقيق لها، اليوم، عن تلميذ فلسطيني عمره 12 عامًا، وهو في حالة ذعر ورعب، قوله إن جنودًا إسرائيليين أمروه وأبناء عمومته بخلع ملابسهم إلى الملابس الداخلية فقط، قبل إجبارهم تحت تهديد السلاح على العمل كـ "دروع بشرية".

وفي تقرير آخر لصحيفة الجارديان البريطانية اليوم، قالت إن جنود الاحتلال الإسرائيلي يلجأون إلى استخدام الأطفال الفلسطينيين كدروع بشرية خلال حملات مداهمة المنازل بحثا عن مناضلين فلسطينيين في الضفة الغربية.

وفي تقريرها بعنوان "لم تكن هناك رحمة حتى مع الأطفال"، أشارت الجارديان إلى اتهام إسرائيل باستخدام طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات كدرع بشري أثناء تنفيذها هجومها المدمر على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وروت الصحيفة أنه عندما وصل جنود الاحتلال الإسرائيلي إلى المنزل المتواضع الواقع في زقاق مخيم نور شمس مساء الأربعاء، احتجزوا ملك شهاب، الفتاة النحيفة البالغة من العمر 10 سنوات وشتموها، وكانت الفتاة مرعوبة وتوسلت أن تكون مع والدتها، لكن الجنود بدا أنهم لم ينطقوا سوى بعبارة واحدة باللغة العربية: "افتحوا الأبواب".

وبحسب رواية ملاك، دفعها أفراد الفصيلة إلى كل باب من أبواب منزل عمتها، بينما ظلوا مرابطين خلفها على أهبة الاستعداد لإطلاق النار على من قد يكون بالداخل. ولم يفتح أحد الأبواب، وفي يأسها من الامتثال، تتذكر الفتاة أنها طرقت الباب برأسها.

وقالت يوم السبت، برفقة والديها وهي تتذكر ما حدث لها في الليلة الأولى من الاجتياح الإسرائيلي: "تم فتح الباب بالقوة باستخدام مؤخرة البندقية مما ترك ثقبًا فوق المقبض، ولكن لم يكن هناك أحد على الجانب الآخر وتحرك الجنود.

وكانت اتهامات مماثلة قد وجهت خلال توغل سابق في نور شمس في أبريل الماضي.

تحقيق الإندبندنت 

وأشار تحقيق الإندبندنت إلى أنه في أواخر شهر ديسمبر 2023 في حي التفاح بمدينة غزة ، الذي أصبح مركزاً للهجوم الشرس الذي شنته إسرائيل على القطاع، بعد أن أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي أمراً بإخلاء المنطقة، غادر أفراد الأسر الذكور الذين كانوا يعيشون في نفس المبنى تحت نيران كثيفة، بحثاً عن مأوى.

ولم يتبق سوى النساء والأطفال، يختبئون في منازلهم عندما داهمت مجموعة من عشرة جنود المبنى، حسبما قال شادي، الذي تم تغيير اسمه لحماية هويته، لصحيفة الإندبندنت .

وقال "كنا خائفين للغاية عندما دخلوا، كنا نصرخ بينما كنا نحاول الركض من غرفة إلى أخرى للاختباء"، كما يقول الطالب في الصف السابع، والذي يبلغ من العمر الآن 13 عامًا، والذي لا يزال يعاني من كوابيس حية بأن الجنود سيأخذونه، وغالبًا ما يكون خائفًا جدًا من الذهاب إلى المرحاض بمفرده.

وتابع "أخذونا أنا وأبناء عمي، وعصبوا أعيننا وقيدوا أيدينا، كنت مرعوبًا. كنت أرتجف من الخوف. كانت والدتي تبكي لكنها لم تستطع فعل أي شيء. كانوا يقفون فوقنا بأسلحتهم".

وتحدثت صحيفة "ذا إندبندنت" عبر الهاتف مع اثنين من الصبية، الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و16 عاما، ووالديهما، اللذين قالا إنهما تعرضا للضرب والتهديد بالكلاب، وتم تجريدهما من ملابسهما رغم ظروف الشتاء القارس.

ويقول أحد الصبية، أحمد "أخذونا ووضعونا على الطريق أمام سياراتهم ثم سألونا إذا كنا نعرف أيًا من المقاتلين الفلسطينيين لنخبرهم أننا هنا".

ويقول أحمد، ابن عم شادي البالغ من العمر 16 عاما، إن الأطفال تعرضوا للضرب عدة مرات وهاجمهم الجنود بالكلاب قبل أن يجبروا على السير أمام الجنود، وتفتيش المنازل بحثا عن مسلحين من الفصائل المسلحة في غزة.

 وأضاف شادي "كنا معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي خلف ظهورنا. كانوا يدفعوننا للذهاب إلى هنا، قائلين: اذهبوا يمينًا، اذهبوا يسارًا، افتحوا هذا الباب، وادخلوا إلى هناك".

"كنا خائفين للغاية من أن نتعرض للقتل في أي لحظة. كانوا يضربوننا بأسلحتهم ويطلبون منا الاستمرار في الحركة".

ووصف مدني ثالث أجرت صحيفة الإندبندنت مقابلة معه، وهو رجل يبلغ من العمر 20 عاماً من النازحين داخلياً من شمال غزة، يصف كيف تم اعتقاله تعسفياً إلى جانب أكثر من 12 فلسطينياً في يونيو، وقال إنه أُجبر على تفتيش المنازل والطرق على مدار 15 "مهمة" خلال فترة أسبوعين.

وأضاف أنه كاد أن يُقتل لأنه أُجبر على ارتداء زي عسكري إسرائيلي وكاميرا على صدره، وبالتالي نجا بأعجوبة من إطلاق النار عليه من قبل الجانب الفلسطيني.

ويصف كيف كان المدنيون الفلسطينيون يضطرون في مجموعات مكونة من اثنين أو ثلاثة إلى تطهير المنازل والطرق بحثاً عن أنفاق على مسافة 100 متر أمام الجنود الذين كانوا يوجهونهم عبر ميكروفونات طائرات رباعية المراوح عسكرية.

يحدث في كل مكان

إن استخدام المدنيين كدروع بشرية من قبل القوات العسكرية محظور في اتفاقيات جنيف ويعتبر جريمة حرب.

وتوضح بلقيس ويلي، من هيومن رايتس ووتش، أن "استخدام الدروع البشرية يشير إلى الاستخدام المتعمد لوجود المدنيين لجعل القوات أو المناطق العسكرية محصنة من الهجوم".

“تحظر قوانين الحرب استخدام المدنيين لحماية الأهداف العسكرية، بما في ذلك المقاتلين الأفراد، من الهجوم.”

وأفادت الأمم المتحدة بأن إسرائيل احتجزت بشكل تعسفي آلاف الفلسطينيين ، بما في ذلك الطاقم الطبي والمرضى والسكان الفارين من الصراع، فضلاً عن المقاتلين الأسرى. وقد تعرض العديد منهم للتعذيب وسوء المعاملة.

وتتطابق المقابلات التي أجرتها صحيفة الإندبندنت مع شهادات قدمها قدامى المحاربين في الحرب لمنظمة "كسر الصمت"، وهي منظمة غير حكومية إسرائيلية مكونة من جنود سابقين تعمل على توثيق الانتهاكات العسكرية.

وتقول منظمة كسر الصمت إن أبحاثها تظهر أن استخدام الدروع البشرية لا يقتصر على حوادث معزولة قليلة أو قائد يتصرف وفقاً لهوى. وجاء في بيان صدر مؤخراً: "تؤكد الشهادات أن هذا الاستخدام منهجي ومنهجي في طريقة قتال جيش الدفاع الإسرائيلي في غزة".

وقال ناداف فايمان، وهو جندي إسرائيلي سابق ونائب مدير منظمة كسر الصمت: "أفاد شاهدنا الأول أنهم استخدموا إجراء الدروع البشرية في ديسمبرــ وكان آخرها قبل أسبوعين، وهو يحدث في كل مكان بين وحدات المشاة العادية، وليس فقط بين القوات الخاصة".

ووصف ذلك بأنه "إجراء واسع الاستخدام"، وأن الشهادات التي لديهم تشير إلى نمط من تجميع الفلسطينيين عند نقاط التفتيش في الممرات الإنسانية أو أثناء تنقلهم هرباً من المناطق.

search