أحمد المحمدي.. "الفلاح" المبهج يودّع سنوات الخجل

"انتقل من كونه أعزب وخجولًا، لا يستطيع التحدث بكلمة واحدة باللغة الإنجليزية، إلى أن أصبح متزوجًا ولديه طفلان، لقد رأيته يكبر، إنه مصدر بهجة، وحلم أي مدرب"، ستيف بروس، أسطورة مانشستر يونايتد ومدرب أستون فيلا السابق، متحدثا عن أحمد المحمدي.

أحمد المحمدي الذي بدأ مداعبة كرة القدم صغيرًا في قرية شبراطو بمحافظة الغربية قبل أن يتألق في الدوري المصري مع غزل المحلة وإنبي ليجذب أنظار أندية الدوري الإنجليزي دون أن يلعب لأندية القمة الأهلي والزمالك.

وتميز المحمدي بقدرته الرائعة على تسجيل الأهداف على الرغم من كونه ظهير أيمن، كما يجيد ضربات الرأس بشكل مذهل.

ويتم اليوم أحمد المحمدي نجم منتخب مصر السابق 37 عامًا، ويستعرض "تليجراف مصر" قصة نجم الدوري الإنجليزي السابق كالتالي:

بدايات رائعة

ولد اللاعب أحمد المحمدي في 9 سبتمبر عام 1987 في قرية شبراطو بمركز بسيون التابع لمحافظة الغربية. 

بدأ مسيرته مع عالم كرة القدم في مركز شباب شبراطو قبل أن ينتقل إلى نادي غزل المحلة عام 2003، وصعد إلى الفريق الأول وهو لم يتعد السابعة عشر من عمره.

 وعلى الرغم من أنه بدأ مسيرته الكروية باللعب في مركز رأس الحربة، لكنه شارك مع “زعيم الفلاحين” في مركز الظهير الأيمن، وخلال موسم 2003-2004 نجح في تسجيل هدفين خلال 12 مباراة.

وسجل المحمدي في مرمى الأهلي بالتعادل 2-2، كما سجّل هدف الفوز أمام الإسماعيلي، ليجذب أنظار نادي إنبي ليتوصل لاتفاق مع زعيم الفلاحين ويتعاقد مع اللاعب مقابل 2.5 مليون جنيه.

وبعد تألقه مع نادي إنبي، إذ لعب 70 مباراة نجح في تسجيل 12 هدفًا وقدم 18 تمريرة حاسمة.

وجذب المحمدي انتباه العديد من الأندية الأوروبية، ومع ذلك، كان إنبي مترددًا في السماح له بالرحيل عن النادي، وفي صيف عام 2007، رفض النادي البترولي عرضًا من هيرتا برلين، كما رفض عرضًا آخر من رابيد بوخارست الروماني.

في نوفمبر 2008، أكمل المحمدي فترة تجريبية لمدة 5 أيام مع نادي بلاكبيرن روفرز في الدوري الإنجليزي الممتاز بناءً على طلب مدرب روفرز بول إينس.

وبعد إسناد المسؤولية الفنية لـ سام ألارديس في يناير 2009، صرف النظر عن إتمام الصفقة.

إلى الدوري الأقوى في العالم

حصل المحمدي على عرض تجربة جديدة هذه المرة من سندرلاند بقيادة مدربه ستيف بروس في أغسطس 2009، كما أبدى كلوب بروج البلجيكي اهتمامه باللاعب.

وتلقى النادي البترولي عروضا للإعارة من كل من وست بروميتش ألبيون وسندرلاند، وبينما كان عرض وست بروم أكبر، لكن اختار المحمدي الذهاب إلى سندرلاند، بعد أن كان في فترة تجربة.

وانضم المحمدي إلى سندرلاند على سبيل الإعارة مقابل نصف مليون إسترليني، مع خيار الشراء مقابل 2 مليون جنيه إسترليني.

وشارك المحمدي لأول مرة مع سندرلاند في المباراة التي انتهت بالتعادل 2-2 مع برمنجهام سيتي في 14 أغسطس 2010، ولاحقا فاز بجائزة رجل المباراة لأدائه ضد آرسنال ومانشستر سيتي.

 وبسبب بدايته الرائعة في سندرلاند، أعرب المدير ستيف بروس عن اهتمامه بالتعاقد مع المحمدي بشكل دائم في فترة الانتقالات في يناير 2011.

"كان أداء أحمد المحمودي جيدًا في موسمه الأول مع النادي وأظهر الكثير من الإمكانات، نتطلع إلى مساعدته على النمو كلاعب، وأعتقد أن هناك الكثير ليأتي منه" ستيف بروس مدرب ساندرلاند.

سجل هدفه الأول من ضربة رأس لصالح سندرلاند في تعادل 2-2 ضد وست بروميتش ألبيون في موسم 2011-212، لكنه سقط من حسابات المدرب الجديد مارتن أونيل بعد رحيل بروس في ديسمبر 2011، ولم يبدأ أي مباراة تحت قيادة بديله مارتن أونيل حتى نهاية الموسم.

ولعب المحمدي 61 مباراة مع ساندرلاند، سجل هدفًا وقدم 4 تمريرات حاسمة.

مع الأب الروحي

انتقل المحمدي إلى هال سيتي على سبيل الإعارة لمدة موسم في صيف 2012، ليتم إعادة الشمل مرة أخرى مع مدرب سندرلاند السابق ستيف بروس.

وفي 1 سبتمبر، ظهر لأول مرة مع النادي في ملعب كيه سي ضد بولتون واندررز، وفي 18 سبتمبر 2012، سجل هدفه الأول للنادي، مسجلاً أول أهداف فريقه في فوز 3-2 على ليدز يونايتد في ملعب إيلاند رود، كما قدم تمريرتين حاسمتين.

وفي 16 يناير 2013، عاد اللاعب مرة أخرى إلى سندرلاند، قبل أن يعود في اليوم الأخير من انتقالات يناير إلى هال سيتي على سبيل الإعارة لبقية موسم 2012-2013.

في حفل توزيع الجوائز السنوي بالنادي في 20 أبريل 2013، تم التصويت على المحمدي كأفضل لاعب في العام، وانتقل بشكل نهائي إلى النادي.

قدّم المحمدي موسمًا رائعًا مع النادي، ولعب نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي الذي خسره هال 3-2 أمام آرسنال.

وفي يونيو 2016، وقّع المحمدي على تمديد لمدة 3 سنوات لعقده مع هال سيتي.

ومع هال سيتي، لعب المحمدي 217 مباراة نجح في تسجيل 11 هدفًا وقدم 27 تمريرة حاسمة.

"لن نفترق أبدًا"

"انتقل من كونه أعزب وخجولًا، لا يستطيع التحدث بكلمة واحدة باللغة الإنجليزية، إلى أن أصبح متزوجًا ولديه طفلان، لقد رأيته يكبر، إنه مصدر بهجة، وحلم أي مدرب".

 "كما تعلم، لا أتذكر أنه غاب عن مباراة واحدة خلال سبع سنوات، إنه يتدرب كل يوم كما لو كان آخر يوم له. وهو موجود كل يوم، دائمًا".

 "لقد أحضرته عندما كان عمره 22 عامًا، وهو الآن في الثلاثين من عمره، في كل ذلك الوقت يمكنني أن أعد على أصابع اليد عدد الأيام التي غاب فيها عن التدريب".

 "الشيء الوحيد الذي يريد القيام به هو وضع الكرة في منطقة الجزاء وتمريرها، أتوقع أشياء كبيرة من المحمدي، إنه يعرف ذلك إنه متحمس للتحدي القادم".

كلمات ستيف بروس مدرب أستون فيلا بعد انتقال المحمدي إلى ملعب فيلا بارك في صيف 2017.

وظهر المحمدي لأول مرة مع فيلا في اليوم الافتتاحي لموسم 2017-2018، بالتعادل 1-1 على أرضه ضد ناديه السابق هال سيتي، وقدم أداءً جيدًا مع الفريق بذلك الموسم.

وسجل هدفه الأول لأستون فيلا في المباراة الأولى من الموسم التالي في 6 أغسطس 2018، أيضًا ضد هال سيتي.

ساهم المحمدي في فوز أستون فيلا 2-1 على ديربي كاونتي في نهائي بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز 2019 "التشامبيونشيب" بعدما قدم التمريرة الحاسمة لهدف أنور الغازي الافتتاحي، ليصعد الفريق إلى الدوري الإنجليزي.

وخاص المحمدي 129 مباراة، نجح في تسجيل 4 أهداف وقدم 17 تمريرة حاسمة مع الفريق.

وفي مايو 2021، أُعلن أن المحمدي سيغادر أستون فيلا في نهاية عقده، في يوليو 2022، عاد المحمدي إلى أستون فيلا في دور غير لاعب كسفير خلال جولة ما قبل الموسم في أستراليا وأمريكا.

جيل لن يتكرر

لعب المحمدي عدة مرات مع منتخب مصر تحت 21 سنة وكان مشاركًا في بطولة أفريقيا للشباب 2007 التي أقيمت في جمهورية الكونغو، وكان اللاعب الصاعد حينها أحد نجوم البطولة، إذ شارك كمهاجم.

وظهر لأول مرة على المستوى الدولي مع منتخب مصر في أغسطس 2007 في سن 19 عامًا في مباراة ودية ضد ساحل العاج في باريس. 

وانضم إلى قائمة مصر لكأس الأمم الأفريقية 2008 التي أقيمت البطولة في غانا ليفوز الفراعنة بالبطولة في جيل ذهبي لن يتكرر للكرة المصرية.

وتألق المحمدي خلال البطولة رغم مشاركته كبديل، ليشارك أساسيًا في مباريات الفراعنة في الجولة الحاسمة من تصفيات كأس العالم 2010.

في كأس القارات 2009، طُرد في مباراة مصر الافتتاحية ضد البرازيل لتعمده إبعاد تسديدة لوسيو المتجهة نحو المرمى باليد في الدقيقة الأخيرة، وسجلت البرازيل ركلة الجزاء وفازت 4-3.

المحمدي كان أيضًا أحد أفراد منتخب مصر في كأس أمم أفريقيا 2010، وحقق الفراعنة الأميرة الأفريقية للمرة الثاثة على التوالي.

 ولعب المحمدي بشكل عام 16 مباراة مع مصر في البطولة نجح في تسجيل 3 أهداف، وفاز ببطولتي 2008 و2010.

وإجمالا، شارك المحمدي في 91 مباراة مع المنتخب المصري، نجح في تسجيل 6 أهداف وقدم 10 تمريرة حاسمة، ليكون أحد أهم لاعبي الجيل الذهبي بين 2005-2011 تحت قيادة الأسطوري حسن شحاتة.