الأربعاء، 18 سبتمبر 2024

11:04 م

صرخة أم رحيم: "أنا استسلمت".. وتدخل عاجل من الحكومة

الأم هيام

الأم هيام

داليا أشرف

A A

من قلب أم ينفطر على فلذة كبدها تراه يتألم كل يوم، ولا تستطيع أن تقدم له أي شيء ليخفف عنه آلامه الناتجة عن إصابته بمرض السرطان، إذ ظهرت "هيام" وهي ممسكة بيديها "رحيم" البالغ من العمر عامًا واحدًا، يعاني من المرض الذي افترس جسده وهو لم يحبو بعد.

الأم لم تجد بيدها حيلة سوى توثيق ما تعانيه مع ابنها عبر مقاطع مختلفة، لـ تبثها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ ظهرت ودموعها تسبق كلماتها صارخة على مستشفى 57 ومعهد الأورام، اللذان رفضا استقبال طفلها “رحيم” الذي يحتاج لتدخل جراحي فورا قبل تفاقم الوضع الصحي.

مستشفى 57 ترفض استقبال طفل

"مفيش دكاترة كلهم نايمين في بيوتهم وسايبينا بنموت برا".. بقلب يحترق خرجت تلك العبارة من فاه الأم هيام، التي كانت تمشي بابنها في الشارع ليلًا حائرة لا تعرف وجهه تذهب إليها، بعد أن رفض مستشفى 57، دخولها وكذلك معهد الأورام، إلا بعد حذف "لايف" تحدثت فيه عبر صفحتها عن رفضهم حالة ابنها.

لم تجد هيام سبيلًا سوى الخضوع لشرط الأطباء، وحذفت البث المباشر من صفحتها عبر فيسبوك، لكن يبقى الحال كما هو عليه، ظلت الأم تحمل صغيرها دون أن يدخل أي مستشفى، كل ذلك وبكائه متواصل لم يتحمل الألم وكذلك الإرهاق الجسدي المستمر منذ ثلاثة أيام.

تضيف هيام: "أنا دلوقتي مرمية في الشارع بابني بالورم بتاعه من طبيب لطبيب.. قالولي هاتيه يوم التلات بس هيكون مات مني.. ابني اتمرمط حرام عليكم".

ظلت هيام على تلك الحالة حتى اليوم التالي، إذ خرجت في بث مباشر آخر لتعلن استسلامها وعودتها إلى محافظتها السويس لأنها لم تجد حلًا ولم تنجح في إدخال ابنها لأي مستشفى، قائلة: "انا عند نقطة الصفر وتعبت والولد تعب جدًا وخلاص أنا راجعة السويس".

فحص حالة الطفل رحيم

ومن جانبه، أكد مصدر بوزارة الصحة، أنه تم التواصل مع والدة الطفل رحيم وجار فحصه بمعهد الأورام بالقاهرة تمهيدًا لعمل اللازم، في نفس اللحظة التي أعلنت فيها دخولها المعهد بالفعل.

وأوضح المصدر لـ"تليجراف مصر"، أن قسم العناية الحرجة بالوزارة، تواصل صباح اليوم مع والدة الطفل ورصد تفاصيل الواقعة وجار العمل على حلها، مشيرًا إلى أن معهد الأورام حدد موعدا لاستقبال الطفل الثلاثاء المقبل، لكن أسرته تطمح في علاجه بمستشفى 57.

وخرجت منظومة الشكاوى الحكومية بمجلس الوزراء لتمنح للأم هيام، أمل جديد بعد حالة الاستسلام التي وصلت إليها، موضحة أنها تتعامل مع استغاثتها لحجز ابنها رحيم بمعهد الأورام مع المسؤولين؛ لتقديم كافة الخدمات الطبية المطلوبة، وفقًا للدكتور طارق الرفاعي مدير منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة.

ورم بالجسم

ورصدت المنظومة مقطع مصور بثته الأم المكلومة القادمة من محافظة السويس لإنقاذ ابنها البالغ من العمر عاما واحدا ويعاني من ورم بالجسم.

وعن الإجراءات التي تم اتخاذها مع طفل السويس رحيم، أوضح الرفاعي في هذا الصدد، أنه تم التواصل مع الدكتور محمد عبدالمعطي، مدير المعهد القومي للأورام، إذ وجه بسرعة التعامل مع الطفل بالمعهد وإجراء كافة الفحوصات الطبية اللازمة.

بينما أفاد الدكتور حسام فريد نائب مدير المعهد، بأنه تم استقبال “رحيم” بقسم الطوارئ بالمعهد وتم حجزه للبدء في إجراءات التحضير للجراحة المطلوبة، فور صدور قرار اللجنة المختصة بمتابعة حالات أورام المسالك.

عيب خلقي للمريض

وأكد مدير منظومة الشكاوى الحكومية، أن التاريخ المرضي للحالة بدأ عقب الولادة مباشرة، عندما اكتشف الأطباء عيبًا خلقيًا للمريض يُخفي العضو الذكري، كما تبيّن عدم وجود الخصيتين بمكانهما الطبيعي بكيس الصفن، وذلك بأحد المستشفيات في محافظة السويس.

وبعد استشارة الأطباء، تم طلب إجراء بعض التحاليل من ضمنها تلك الخاصة بنوع المولود، وبعد التأكد من نوعه “ذكر” تمت المتابعة، ثم تم إجراء عملية جراحية بالمنظار لإنزال الخصية عند طبيب خاص بالسويس، حيث تم إبلاغ أهل الطفل أن المريض مولود بخصية واحدة فقط، تم إنزالها إلى مكانها الطبيعي، وأنه لا يوجد لدى الطفل خصية أخرى، مشيرًا إلى أن هذه الإجراءات تمت منذ 3 أشهر.

انتفاخ غريب ببطن الطفل

لاحظت الأم منذ فترة وجود انتفاخ غريب ببطن الطفل، فتوجهت مباشرة إلى المجمع الطبي 24 أكتوبر بالسويس في أغسطس الماضي، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة تبين وجود ورم بالكُلى، وبناء على ذلك تم تحويل الطفل إلى مستشفى أورام الأطفال 57357 بالقاهرة، ونظرا لوجود قائمة انتظار طويلة، ومع معاناة الطفل، تم تحويله من مستشفى 57357 إلى معهد الأورام.

ووفقًا لـ الرفاعي، تم توجيه الطفل إلى معهد الأورام يوم الخميس 12 سبتمبر 2024، حيث تم فتح ملفه بعد الكشف عليه، وطلب الأطباء إجراء أشعة "صبغة" على الكلى والبطن والحوض لتحديد مدى انتشار الورم، حيث تم إجراء جميع الاشعة المطلوبة.

وبرجوع الأم مرة أخرى إلى معهد الأورام لعرض الأشعة، تم عرضها على نائب مدير المستشفى، الذي طلب عرض الحالة على استشاري أطفال أيضًا للبت في إمكانية تلقي الطفل العلاج الكيماوي أم لا.

وقال استشاري الأطفال إنه يفضل إجراء عملية جراحية أولاً، حتى حضرت الأم وطفلها المريض إلى المعهد القومي للأورام اليوم الأحد 15 سبتمبر 2024، بقسم الطوارئ؛ وحُجز بالمعهد مع البدء في إجراءات التجهيز للعملية الجراحية في انتظار الرأي النهائي للجنة المختصة بمتابعة حالات أورام المسالك.

وتم التأكيد على متابعة منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة لحالة الطفل، مع مسئولي المعهد أولا بأول، لتقديم كل الخدمات الطبية المطلوبة.

search