الجمعة، 22 نوفمبر 2024

01:58 ص

استدعاء 350 ألف إسرائيلي للحرب.. تل أبيب تكافح لتعبئة المزيد

جنود الاحتلال الإسرائيلي

جنود الاحتلال الإسرائيلي

خاطر عبادة

A A

يواجه نحو 350 ألف من مدني إسرائيلي الاستدعاء العسكري وتأجيل التزاماتهم العائلية وأعمالهم ودراساتهم للمشاركة في الحملة الوحشية على قطاع غزة، أو صد الهجمات الجوية من تنظيم حزب الله في لبنان.

ووفقا لتقرير وكالة بلومبرج الأمريكية، فإن إسرائيل تكافح لتعزيز صفوف القوات المسلحة، وفي نفس الوقت تسعى لتفادي تأثير نقص العمال على الإضرار بالاقتصاد، وبجانب ذلك، يتصاعد الاستياء بسبب رفض اليهود المتشددين -الحريديم- للاستجابة لدعوة الخدمة الوطنية.

ويبلغ عدد أفراد جيش الاحتلال الإسرائيلي نحو 170 ألف فرد، وهو رقم يعتبر ضخماً وفقاً للمعايير العالمية، بالنسبة لجيش كيان صغير- مقارنة بتعداد سكانه الذي يبلغ 10 ملايين نسمة. ولكنه لا يزال صغيراً للغاية بحيث لا يستطيع التعامل مع التهديدات التي تواجهها إسرائيل اليوم.

وأشار التقرير إلى أنه لأول مرة يتبدد شعار الشعار العسكري "صغير وذكي" الذي كان يفتخر به جيش الاحتلال ذات يوم ــ مع تفضيل التقدم التكنولوجي العالي على القوة البشرية ــ ليصبح هذا الشعار قديما أو عفى عليه الزمن، بعد أن خاضت إسرائيل حربا مطولة على جبهات عديدة بعد مرور ما يقرب من عام. 

وأدى نقص القوات الإسرائيلية إلى تركيز الاهتمام على أعضاء المجتمع اليهودي المتطرف- حريديم، الذين يشكلون حوالي 13% من السكان ولا يقاتلون إلى حد كبير. 

وقضت المحكمة العليا الإسرائيلية في يونيو بإلغاء الإعفاء الطويل الأمد حتى يتمكنوا من المساعدة في حل الموقف، وهي قضية مثيرة للانقسام أدت إلى الاحتجاجات.

وكشف التقرير أن الدعم الشعبي الإسرائيلي للحرب لا يزال قوياً، في وقت تتزايد الرغبة إلى التعزيزات العسكرية لمواصلة الحرب، بعد تعثر الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة وقطر ومصر لإقناع إدارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقيادة حماس بالموافقة على وقف إطلاق النار لعدة أشهر. 

قلق أصحاب الأعمال 

ويشعر أصحاب الأعمال وكذلك جنود الاحتياط أنفسهم بهذا العبء، حيث تضطر الشركات إلى الاستعانة بقوة عاملة أصغر حجما، وأثر ذلك على انخفاض النمو الاقتصادي إلى 2% ــ وهو ما يقرب من نصف المعدل الذي توقعته وزارة المالية قبل اندلاع الحرب ــ مع توقع المزيد من التباطؤ إلى 1.1% بحلول عام 2024.

وكان من بين نماذج أصحاب الأعمال الذين يعانون من نقصةالعمالة "مناشيه تمير" صاحب شركة "إيشيت إيلون إندستريز"، وهي شركة تطوير معدات زراعية في كيبوتس إيلون، الذي يكافح من أجل سد الفجوات عندما تم استدعاء الموظفين من بينهم، مديريه الرئيسيين، إلى قوات الاحتياطي عندما اندلعت الحرب، وخدم كلاهما ما يقرب من 180 يومًا.

وبدأت السياسة الإسرائيلية فيما يتصل بالقوى البشرية العسكرية كمسعى لإنشاء "جيش شعبي"، حيث يمكن دمج المهاجرين اليهود من أوروبا ومن مختلف أنحاء الشرق الأوسط في هوية واحدة.

وكان يتم تجنيد المواطنين في سن 18 عامًا لمدة تصل إلى ثلاث سنوات قبل الانضمام إلى جيش الاحتياطي، ويتم استدعاؤهم لعدة أسابيع في السنة للتدريب أو لأعمال الحراسة والدوريات.

ومع تحسن التكنولوجيا العسكرية ونمو عدد السكان، أصبحت الحاجة إلى التجنيد الإجباري أقل إلحاحاً، وتم تخفيف معايير الخدمة، حيث تضخم الإنفاق الدفاعي إلى ما يزيد على 20% من الناتج المحلي الإجمالي في سبعينيات وأوائل ثمانينيات القرن العشرين، الأمر الذي فرض ضغوطاً هائلة على الاقتصاد وأدى إلى تفاقم التضخم.

وعندما تأسست إسرائيل في عام 1948، تم إعفاء الرجال المتدينين المتشددين الذين درسوا في المعاهد الدينية، والذين بلغ عددهم بضع مئات، من الخدمة العسكرية. ومنذ ذلك الحين، نمت المجموعة، وهناك ما يقدر بنحو 60 ألف رجل متدين متشدد في سن التجنيد لم يخدموا في الجيش.

ويطالب المجتمع العلماني، فضلاً عن العديد من الإسرائيليين العاديين، الآن بصوت عال بأن يتحمل الحريديم، العبء، كما تأججت مشاعر الاستياء بسبب مئات القتلى وآلاف الجرحى بين الجنود المقاتلين الذين يخدمون في غزة.

search