الخميس، 19 سبتمبر 2024

05:44 م

من التكفير للاعتذار.. تفاصيل هجوم واعظ مسيحي على شيرين عبد الوهاب

الواعظ المسيحي ماهر صمؤيل

الواعظ المسيحي ماهر صمؤيل

محمد لطفي أبوعقيل

A A

في خضم الجدل الذي أثارته تصريحات الواعظ الدكتور ماهر صموئيل، حول أغنية الفنانة شيرين عبد الوهاب "كلي ملكك"، والتي وصفها بالكفر والهرطقة، جاء اعتذاره كرد فعل إيجابي يبرز قيمة الحوار والاعتراف بالخطأ. 

وقد تلقى الدكتور خالد منتصر، الكاتب والطبيب، هذا الاعتذار بعد أن عبر عن استيائه من تصريح الواعظ في إحدى محاضراته.

الكفر والهرطقة

"سلوك محترم" هكذا كان رد الدكتور خالد منتصر، على اعتذار الواعظ المسيحي، بعد مهاجمته أغنية "كلي ملكك"، واصفًا كلماتها بالكفر والهرطقة.

الدكتور خالد منتصر

وقال الدكتور خالد منتصر، في منشور على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: "وصلني هذا الاعتذار من الواعظ المسيحي، واستشاري الطب النفسي ماهر صموئيل عما بدر منه في إحدى العظات، وعاتبته عليه وكتبت طالبًا أن يقدم اعتذاره عما قاله".

وتابع هذا الاعتذار من انسان محترم، يعرف أن ثقافة الاعتذار ليست سبة أو عارًا، ولكنها من شيم الكبار، والمثقفين، ممن يملكون الوعي والبصيرة وكان العتاب على قدر المحبة، وكانت الصدمة على قدر القامة، كل الحب والتقدير.

وكان منتصر، هاجم الواعظ في منشور سابق له على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك قائلًا: ”واعظ مسيحي يكفر المطربة شيرين، ويعتبر أغنيتها هرطقة! لابد من الاعتذار عن تلك السقطة، الشيخ كشك أسلوب حياة، والسلفية عابرة للأديان".

اعتذار واجب

وأوضح منتصر، اعتذار الواعظ ماهر صموئيل، خلال آخر منشور له، قائلًا الاعتذار الذي كتبه د. ماهر وخص شخصي المتواضع به جاء كالتالي:

"اعتذار واجب.. أخي العزيز د. خالد الذي احترمه وأقدره. أشكرك لأنك تسمح لي أن أقدم اعتذاري، وأشرح مقصدي.. أود قبل أن أشرح موضوع هذا الفيديو أن أؤكد على أمرين، وأعتذر عن خطأين:

أولا: أؤكد على احترامي الشديد للفن عامة، وللغناء الذي يرتقي بوعي وكيان الإنسان شعورا وفكرا وخلقا.

ثانيا: أؤكد على أني أقدس الحب الرومانسي، وأراه نعمة من نعم الحياة، بشرط أن يوضع في مكانه الصحيح.

زلة لسان

أما الاعتذار الأول، فهو خطأي في استعمالي لكلمة "كُفر"، وعلى الرغم من صحتها لغويا في هذا السياق، فالكفر هو تغطية الحق بالباطل وتعني في هذا السياق تغطية الحق، وهو الاحتياج للإله ليعطي معنى الحياة، بباطل هو كفاية المحبوب لذلك، لكن بلا شك قد جانبني الصواب في استعمالها بسبب دلالتها عند المستمع العربي اذ ارتبطت بالعنف والخروج عن الدين وهذا ما لا أقصده قط (زلة لسان خجلت من نفسي بسببها).

والاعتذار الثاني، هو أني اخطأت اذ استطردت في التأكيد على فشل هذا النوع من الحب الكارثي، وتعميم انتهائه بطلاق من يتغنون به، مما يسيء للمغنية، والإساءة لإنسان هي خطية في حقه، وفي حق الله، (سقطة غير مقصودة، أرجو من المُساء إليه العفو، ومن ربي المغفرة).

هذا الفيديو مقتطع من محاضرة لي بعنوان "الإنسان كائن عابد ضل الطريق".. كنت اتكلم عما يسمى حاليا الحب الكارثي، وهو نوع من الحب يجعلنا نتوقع من الجنس والرومانسية أن يمنحانا التسامي والمعنى اللذين كان البشر يستسقيانهم قديما من الإيمان بالله".

"كلي ملكك"

وكان الواعظ المسيحي، علق علي بعض كلمات أغنية "كلي ملكك" للمطربة شيرين عبد الوهاب في أحد محاضراته قائلًا: “الأغنية كلامها ميتقالش لإنسان ده ميتقالش غير لربنا” مستشهدًا ببعض كلمات الأغنية التي تقول “أنا كل حاجة حبيبي فيا بتناديك، أنا مش بحبك، الحب كلمة قليلة بالنسبة ليك، أنا كلي ملكك، أنا كل حاجة حبيبي فيا بتناديك”.

وتابع" هذا هو الكفر، هذه هي الوثنية، بس على فكرة ده اللي إحنا بندور عليه من خلال الحب الرومانسي".

وواصل: “بوعدك يا حبيبي عمري شوقي ليك ما في يوم يقل، هذا الكلام لا يقال إلا لله للمعبود الحقيقي الذي بعبادته تتطور إنسانيتي وتكتمل، لكن بغباء البشر استبدلوا، وعبدوا المخلوق دون الخالق”.

search