الإثنين، 23 سبتمبر 2024

01:23 م

نزلات أسوان المعوية.. أين ضرب "شبح المرض" في مصر من قبل؟

حالات التسمم الجماعي

حالات التسمم الجماعي

عبدالمجيد عبدالله - هدير يوسف

A A

أثار  “المرمض الغامض” في محافظة أسوان جدلا واسعا مع غياب نتيجة أكيدة عن أسبابه أو طبيعته، مع روايات مروجة بأن وصول أكثر من 100 شخص إلى المستشفيات في وقت متزامن بأعراض إسهال، وغثيان، وقيئ، هو بداية تفش بوياء الكوليرا، وهو ما تنفيه الحكومة مؤكدة أن فحوصاتها وتحالياها خرجت بأنها لا تتخطى نزلات معوية عن مصدر ملوث، ربما الماء أو الطعام. 

الأزمة أعادت إلى الأذهان عدد من الوقائع المرتبطة بظهور حالات إعياء جماعي في مصر، جرى تداولها مع اسم أسوان طوال أسبوع على  على مواقع التواصل الاجتماعي، أبرزها كانت في المنوفية والقليوبية وقنا، وسجلت عشرات حالات إعياء جماعي مع سبب مجهول كأنه “شبح”.

 تسمم قرية كاملة

في عام 2012، حدث تسمم لقرية كاملة بالمنوفية تتبع مركز منوف وقرى مجاورة بالمنوفية، وتحولت المدارس وقتها إلى مستشفيات ميدانية لاستقبال مرضى يعانون من أعراض نزلات المعوية.

تعامل الطبي الوقائي بوزارة الصحة مع الأزمة، وخرجت نتائجه بأن السبب ليست فيروسا غامضا، وإنما تلوث بوحدات الفلاتر الأهلية للمياه التي يستخدمها سكان القرية والقرى المجاورة، كان وراء التسمم.

تكرار المشهد

في القليوبية، تحديدا شبرا الخيمة في 2017، عندما عانت أسرتان من أعراض مرضية وارتباطهما بشائعات حول وجود الفيروس الغامض، ونفت وزارة الصحة حينها انتشار وباء داخل المنطقة، وجاءت نتيجة العينات التي المسحوبة من المرضى سلبية لأي فيروسات.

قال رئيس قطاع الطب الوقائي، آنذاك، الدكتور عمرو قنديل، إنه تم فحص وسحب عينات أكثر من ألفي شخص في عشرات المنازل المجاورة لمنزلي الأسرتين في شبرا الخيمة، مع سحب عينات مياه وأغذية، وجاءت جميع النتائج سلبية.

إلى قنا، ونجع سندل بقرية “العليقات”، عشرات الحالات حجزت في مستشفيات الحميات، مع أعراض مرضية تبين أنها من ناتجة عن نوع من البعوض يطلق عليه “الزاعجة”.

حمى الضنك بالقصير 

تكرر ذلك المشهد في مدينة القصير بالبحر الأحمر مع "حمى الضنك"، قالت وزارة الصحة والسكان آنذاك إنها لم تسجل أي حالات وفيات بسببها، مشيرةً إلى أن الحالات التي أصيبت بالحمى كانت بسبب عدوى فيروسية تنتقل عن طريق لدغة بعوضة مصابة، وكان هناك تكثيف للإجراءات الوقائية للقضاء تمامًا على انتشارها.

بالعودة إلى أسوان، فبدأت أزمته الأربعاء الماضي، عندما استقبل مستشفى أسوان العام حوالي 200 حالة مرضية، عانت من أعراض مؤلمة تضمنت آلامًا شديدة في المعدة وصداعًا وإسهالًا،.

دفعت وزارة الصحة والسكان، فريقا مركزيا من قطاع الطب الوقائي إلى المحافظة، وقالت في بيان حول الدلائل الأولية التي رصدها الفريق، إنها لم تجد أي ارتباط وبائي بين جميع الحالات، كون غالبيتهم من منطقتين مختلفتين هما “أبو الريش بحري” و"دراو"، ولكل منها محطة مياه منفصلة.

أكدت الوزارة أنه بمراجعة سجلات المستشفيات التي ترددت عليها الحالات المرضية (المسلة، الصداقة، أسوان الجامعي، دارو المركزي)، تلاحظ ظهور أعراض نزلات معوية على حوالي 128 شخصا، وجرى حجز 63 منهم في المستشفيات.

من جهته، عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، مؤتمرًا صحفيًا لتوضيح ما يحدث في أسوان، مرجحًا أن سبب انتشار الأعراض المرضية سالفة الذكر، هي تلوث مياه الشرب، إلا أنه كلف بنزول فرق متخصصة للوقوف على حقيقة الأمر، وتم أخذ عينات من شركات المياه بأسوان وكذا عينات من المنازل، وجاءت النتيجة أنها مطابقة للمواصفات وليست هي السبب في ذلك.

رجح رئيس الوزراء، خلال مؤتمره الصحفي يوم الخميس الماضي، أن السبب وراء انتشار حالات النزلة المعوية، هو تناول الأطعمة الفاسدة، لذا هناك فرق تجول على الباعة الجائلين والمطاعم للتأكد من سلامة الغذاء، لأنه من الوارد أن تكون الأعراض ناتجة عن طعام ملوث.

قال مدبولي، إن العدد الأولي للحالات التي تظهر أعراض النزلة المعوية، والتي دخلت مستفشات أسوان لتلقي الرعاية، وصلت لـ 200 حالة غادرها أغلبهم بعد العلاج، ومتبقي 43 حالة.

تداول أهالي أسوان على مواقع التواصل الاجتماعي، أن تزايد حالات الإصابة بالنزلات المعوية جاء نتيجة تسمم في المياه، بينما جاءت بعض التعليقات الأخرى تقول إن السبب صب أحد مصانع الكيماوي المواد الخاصة به داخل مياه النيل، بينما أرجع البعض الأعراض المنتشرة إلى مرض “الكوليرا”.

search