الخميس، 21 نوفمبر 2024

08:40 م

شيكابالا وإمام عاشور مثالًا.. كيف تصنع أسطورتك الشخصية بـ"الشطشطة"؟

شيكابالا وإمام عاشور

شيكابالا وإمام عاشور

A A

لطالما سمعنا عن لاعب تمرد على فريقه، وآخر امتنع عن حضور التدريبات للضغط على ناديه لقبول عرض نظير مقابل مالي أعلى، وثالث خرج يبكي على شاشات التلفاز بسبب رحيله، جميعها مشاهد متكررة واعتدنا عليها في رياضتنا المصرية وأصبحت "عادية".

لكن غير العادي هو مصطلح اللاعب “المشطشط” الذي بات جزءًا لا يتجزأ من أسطورة عدد كبير من لاعبي الكرة المصرية، لما لا، بل أصبحت ملاعب المحروسة وشاشاتها لا تخلو من البحث عن التريند واللعب على أوتار الجماهير.

يقول الكاتب الأمريكي الشهير إرنست هيمنجواي، إن الإنسان يحتاج إلى سنتين ليتعلم الكلام، وخمسين سنةً ليتعلم الصَّمت، الذي لطالما كان محط أنظار الفلاسفة والمفكرين والشعراء.

لكن نجوم الكرة المصرية لم يقرأوا كلمات هيمنجواي، وصارت “المكايدة” فلسفة بحد ذاتها، تُفرد لها الصفحات، وتُكتب عنها النظريات.

بطل المشهد

بطل قصتنا كانت وما زالت “الشطشطة” هي فضيلته كإنسان ولاعب كرة قدم، لذا دعنا نغوص في خبايا تلك الشخصية.

كانت الأجواء مشتعلة قبل 4 سنوات في القاهرة، بسبب حركة خارجة في أرض الملعب، في واقعة بطلها محمود عبد الرازق شيكابالا.

في فبراير من عام 2020، حقق الزمالك فوزًا استثنائيًا على غريمه الأهلاوي بركلات الترجيح بنتيجة 4/3، وتوج بلقب كأس السوبر المصري، في مواجهة لم تمر أحداثها مرور الكرام، بل أشعلت نار “الفتنة” بين جماهير القطبين.

وكما جرت العادة، بطل المشهد هو قائد الزمالك محمود شيكابالا، الذي احتفل بحركة غير أخلاقية أمام جماهير خصمه، على مرأى ومسمع الجميع، في مباراة دراماتيكية، احتضنتها دولة الإمارات العربية.

حركة غير أخلاقية من شيكابالا ضد جماهير الأهلي 

لا شك في موهبة شيكابالا، ولا ينكر أحد قدراته الفنية والبدنية، لاعبًا سريعًا، يمتلك قدمًا يسرى حساسة، ولا يحب المدافعون مواجهته والكرة تحت قدمه، لكنه افتقد أهم شيئ وهو الصمت.

إمام يسير على الدرب

على خطى شيكابالا، سار إمام عاشور على الدرب، فبعدما تغنى بحب الفارس الأبيض، وهتف بقميصه، وحصد البطولات أيضًا، إلا أنه تحول في لمح البصر، لمشجع أهلاوي، يعشق صالح سليم، ووضع مبادئ الأهلي وسام على صدره.

“سبحان مغيّر الأحوال”، 3 سنوات كانت كافية بالنسبة لـ إمام عاشور، لتغيير جلده وانتماءاته، وتبديل رأيه رأسا على عقب في أسطورة القلعة الحمراء التاريخية صالح سليم.

إمام عاشور الذي سبّ الراحل صالح سليم، قبل 3 سنوات فقط، وبالتحديد خلال أبريل من عام 2021، عندما كان لاعبًا في صفوف الزمالك آنذاك، وعقب انتصار حققه شباب أبناء ميت عقبة على حساب الغريم التقليدي النادي الأهلي، عاد معتذرًا بعد 3 سنوات، وأشاد بقيم ومبادئ القلعة الحمراء التاريخية.

يعتقد هيمنجواي أن الصمت هو ذلك التحديق الطويل والتدقيق، والقراءة المُتأنية لكل ما يُشاهد ويُسمع، لكن ما رأيناه في عهد إمام عاشور وشيكابالا، خالف تلك القواعد، وأصبحت “الشطشطة” والعزف على أوتار الجماهير هما الصفات السائدة في ملاعبنا.

search