الإثنين، 14 أكتوبر 2024

12:11 ص

بوصاية حكومية.. جيش من الببغاوات يحتل بلدة أرجنتينية

غزو الببغاوات

غزو الببغاوات

ياسمين محمد النجار

A A

كل عام في نفس التوقيت، تتعرض إحدى البلدات الأرجنتينية إلى غزو موحش من قِبل أسراب هائلة من طيور الببغاوات، ما يخلف خسائر فادحة تقدر بملايين الدولارات.

اعتاد سكان بلدة “هيلاريو أسكاسوبي” الأرجنتينية على زيارة عشرات الآلاف من الببغاوات كل عام خلال الصيف، ما تسبب في مشكلة سكانية بالبلدة الصغيرة.

تهاجر الببغاوات كل صيف إلى منحدرات “باتوغانا” من أجل إتمام موسم التكاثر، في أسراب قوامها حوالي 70 ألفًا، في البلدة التي يسكنها قرابة 5000 نسمة، مسببة زحامًا ومشاكل جمة بحياة السكان، فضلًا عن أنها تتنشر في أرجاء السماء وتجب أشعة الشمس.

تتجمع الطيور أيضا بشكل مهول على الأشجار وخطوط الكهرباء، مسببة تقييدًا للحركة، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل يمتد إلى ضوضاء مستمرة تصدرها تجمعات الطيور، وانتشار فضلاتهم على الأرصفة والشوارع والمنشآت، حتى أضحت الحياة لا تطاق بالنسبة لقاطني البلدة، إذ قدرت أعداد الببغاوات بنحو 15 طائر لكل بشري واحد، ما يسفر عن استحالة  العيش في ظلال تلك المشكلة الصعبة.

ببغاوات باتوغانا

احتشاد الببغاوات تسبب في خسائر مادية قدرت بنحو ملايين الدولارات، من خلال تخريب وقضم أسلاك الكهرباء والإنترنت بالبلدة، إضافة لتخريب المنشآت العامة وتعطيل حركة الأعمال وتعكير صفو الحياة الطبيعية.

على الرغم من كل ذلك، رفضت السلطات المحلية الحلول الجذرية للمشكلة، واتجهوا نحو حلول بسيطة لم تسفر عن أي نهاية للمعضلة، إذ تكمن المشكلة الأساسية في أن الببغاوات من نوع “الجرف” الواجب حمايتها وعدم الاعتداء عليها في أرجاء الأرجنتين، ولذا يحرم تمامًا التعامل معها بصرامة ومحاولة التدخل في دورة معيشتها، إذ لم يتركوا لدى السكان حلًا متاحًا إلا محاولة التعايش مع المشكلة وتقبلها.

النمو البشري

ببغاوات “باتوغانا” غادرت منذ سنوات طويلة موطنها الأصلي، بسبب التوسع البشري في بقاع الأراضي الزراعية، ما دفعها للبحث عن موطن جديد للتكاثر والغذاء والمعيشة، ووقع الاختيار على بلدة هيلاريو أسكاسوبي، لوفرة مصادر الماء والطعام بها، وتوفر المعيشة المناسبة لطيور الببغاوات.

search