الإثنين، 25 نوفمبر 2024

12:00 ص

ميريت صلاح السعدني تكشف تفاصيل أيامه الأخيرة وسر زيارة عادل إمام

الفنان صلاح السعدني

الفنان صلاح السعدني

منى الصاوي

A A

رحل جسدًا وبقي فكرة، عمدة الدراما المصرية الفنان صلاح السعدني، الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم الأربعاء، سيظل تنهيدة حبيسة في قلب كل محبيه.
ميريت ابنة صلاح السعدني، فتحت خزائن أسرارها لـ"تليجراف مصر"، وأخرجت ما في صندوق ذكرياتها العائلية، في ذكرى ميلاد أبيها، لتكشف النقاب عن جوانب خفية من حياة الفنان الكبير.

الحفيد الأول في حياة صلاح السعدني

استرجعت ميريت أحداثًا لا تنسى جمعت والدها بأحفاده، "أدهم ويوسف وعبد الله وياسين"، مستعيدة لحظات عائلية دافئة، حيث تقول: "استقبل والدي حفيده الأول (أدهم) بفرحة غامرة، فقد كان مرافقا لي في المستشفى، وهو أول من حمله بعد الولادة مباشرة".
وأضافت أن والدها عكف على ترتيب المنزل بنفسه، واشترى العديد من الألعاب وملابس الأطفال، فكانت الولادة بمثابة "مهرجان".
وكشفت عن أمنية راودته بشأن حفيده الأول، حيث كان يأمل أن يطلق عليه اسم "صلاح" تيمنًا باسمه، واسم والد زوجها، لافتة إلى أنه كان يمضي أوقات فراغه رفقة حفيده "أدهم"، ولم يكتف بذلك، بل اشترى كاميرا فيديو خصصها لتصويره، كما استعان بفريق مونتاج ومخرجين محترفين لإجراء التعديلات على الفيديوهات، وإنتاج محتويات مرئية تجمعهما معًا، ليخلد هذه الذكريات العائلية الدافئة.

صلاح السعدني وحفيده

عيد الميلاد الأول

ميريت عن ذكريات عيد ميلاد "أدهم" الأول، قالت: “صلاح السعدني أقام حفلاً ضخمًا في مرسى النادي الأهلي بالجزيرة، بحضور كوكبة من الفنانين والإعلاميين والأصدقاء”.
وكشفت عن أول هدية أهداها والدها، الفنان الراحل، لحفيده في عيد ميلاده، وهي "عربية لعبة" كان ابنها يلهو بها ويلعب في حديقة المنزل.
وأشارت ميريت إلى مكانة خاصة حظي بها حفيده "عبد الله"، ابن شقيقها أحمد، فهو أول حفيد يحمل اسم عائلة السعدني، ما زاد من فرحة الجد وتعلقه به.
وأضافت أن والدها كان يحرص على زيارة أحفاده في مدارسهم، ويتابع مستواهم الدراسي عن كثب، ويحفزهم دائمًا على مواصلة النجاح والتفوق.

صلاح السعدني رفقة أسرته وأحفاده

قصة حب رومانسية

تطرقت ميريت صلاح السعدني إلى قصة الحب التي جمعت والديها، قائلةً: "نشأت قصة حب جميلة بين والدي ووالدتي، فقد كان من أصدقاء شقيقها المقربين، ومن هنا بدأت علاقة التعارف التي تطورت إلى قصة حب رائعة".

ووصفت علاقة والدها الراحل بزوجته بـ“الرومانسية"، مؤكدةً أنه كان شخصًا لطيفًا وجابرًا للخواطر، وكان بمثابة طفل كبير، إلا أن والدتها (منى) كانت أكثر رومانسيةً منه، مُضيفة: "ماما كانت بتدلع بابا كتير".
ميريت قالت إنه على الرغم من طيبة القلب التي عرف بها الفنان الراحل صلاح السعدني، فإنه كان شخصًا صارمًا وحازمًا جدًا في بعض الأمور التي تستدعي ذلك، خصوصًا فيما يتعلق بتربية أبنائه، حيث كان يتابع تصرفاتهم بدقة، ويحرص على تنشئتهم تنشئةً محافظة.

صلاح السعدني وزوجته السيدة منى

شائعة دارجة

كشفت ميريت عن معلومة غير دقيقة شاعت حول نشأة والدها الفنان الراحل، حيث أكدت أنه "ولد ونشأ في منطقة الجيزة، على عكس ما يُشاع من أنه عاش وترعرع في محافظة المنوفية".

طقوس الأيام الأخيرة

تحدثت أيضًا عن طقوس والدها في المنزل خلال أيامه الأخيرة، حيث أوضحت أنه كان يميل إلى الحياة الهادئة، ويقضي معظم وقته في متابعة الأخبار ومشاهدة الأعمال الفنية القديمة، لا سيما مسلسلي "أرابيسك وليالي الحلمية".

وكشفت أن والدها لم يشاهد أي عمل درامي خلال موسم رمضان الماضي، لكنه كان يتابع باهتمام مسلسل "سره الباتع" بطولة نجله أحمد السعدني، وإخراج خالد يوسف.
وبسؤالها عن رأي صلاح السعدني في نجوم الجيل الحالي، فقد أكدت أنه كان يُثني على مواهبهم، ويرى فيهم إضافةً قويةً لعالم الفن، لافتةً إلى أنه كان يُعجب بأداء أحمد السقا، وأحمد رزق، وفتحي عبد الوهاب، ويحبهم على المستويين الفني والإنساني.

صلاح السعدني وابنه أحمد

لماذا كان يحب صلاح السعدني الفنانة منى زكي؟

وحول رأيه في الفنانات أكدت ميريت أن والدها كان متابعًا جيدًا لأعمال عددٍ منهن، مثل الفنانة حنان ترك قبل اعتزالها، والفنانة منى زكي، وحلا شيحة، ومنة شلبي، معبرًا عن إعجابه بأدائهن وموهبتهن.

وكشفت ابنة صلاح السعدني عن نمط حياة والدها في أيامه الأخيرة، حيث اتبع نظامًا صحيًا هادئًا، كان ينام ويستيقظ مبكرًا، ويُمارس بعض التمارين البسيطة، ويتجّول في المنزل، ويجلس في الحديقة الخاصة به.
وأشارت إلى أنه كان يقلل الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى، ويفضل قضاء معظم أوقاته مع أحفاده.

كواليس زيارة عادل إمام الأخيرة

وكشفت ميريت عن الأصدقاء المقربين الذين حرصوا على التواصل مع والدها قبيل وفاته، وذكرت منهم المخرج الدكتور عصام الشماع، والفنان عادل إمام، اللذين ظلا على تواصلٍ دائمٍ معه.
في لمسة وفاء، زار الفنان عادل إمام صديقه الراحل صلاح السعدني في منزله قبل فترةٍ من وفاته، حيث استعادا معًا ذكرياتهما الطويلة، والمواقف الكوميدية والدرامية التي شكلت هويتهما وشخصياتهما.
وكشفت ميريت أن "الزعيم" كان دائم الاطمئنان على والدها وعلى أحواله الصحية، وكان يحرص في الأعياد والمناسبات على تهنئته، ليستعيدا معًا ذكرياتهما الجميلة.

الفنان صلاح السعدني والفنان عادل إمام 

أصدقاء مقربون

وحول أصدقاء والدها المقربين من الجيل الذهبي للفن، ذكرت ميريت كوكبةً من النجوم الذين ارتبط بهم بعلاقة صداقة وثيقة، منهم: الفنانين الراحل أبو بكر عزت، ونبيل الحلفاوي، والفنان الراحل محمد وفيق، ونور الشريف، والمخرج عمر عبد العزيز، والكاتب والروائي الراحل أسامة أنور عكاشة، والمخرج إسماعيل عبد الحافظ، والشاعر الراحل سيد حجاب، والموسيقار عمار الشريعي.

الفنان صلاح السعدني والفنان عادل إمام 

صلاح السعدني والاكتئاب

توفي الفنان نور الشريف عام 2015، وكان لرحيله أثر بالغ على صديقه المقرب صلاح السعدني، حيث دخل في حالة من الحزن والاكتئاب الشديد، وكان ذلك من أهم أسباب اعتزاله الناس والابتعاد عن الأضواء في آخر أيام حياته، بحسب ما أكدته ميريت.
كشفت أيضًا عن تعلق والدها بسماع القرآن الكريم بصوت بعض المشايخ، حيث كان يفضل الاستماع إلى المشايخ محمد رفعت، وعبد الباسط عبد الصمد، ومصطفى إسماعيل، عبر إذاعة القرآن الكريم.

ورغم من حبه لسماع القرآن الكريم،  فإن الفنان الراحل صلاح السعدني كان  من  عشاق  الطرب  الأصيل  أيضًا،  حيث  أكدت  ابنته  ميريت  أن  كوكب الشرق أم كلثوم والفنانة  ليلى مراد  كانتا الصوتين  الأقرب إلى قلبه، إلى  جانب إعجابه بأغاني فيروز وعبد الحليم حافظ.

الفنان صلاح السعدني رفقة أصدقائه

مشجع لنادي ليفربول

على الصعيد الرياضي، كشفت ميريت عن انتماء والدها للفريق الأحمر، حيث كان عاشقًا للنادي الأهلي، إلا أن ذلك لم يمنعه من تكوين علاقات صداقة قوية مع نجوم النادي الزمالك، مثل الكابتن حمادة إمام، والكابتن علاء الحامولي.

وأضافت أن رئيس النادي الأهلي الكابتن محمود الخطيب، والكابتن عدلي القيعي، والكابتن صالح سليم كانوا من أبرز أصدقاء والدها من الوسط الرياضي.
وأشارت إلى أن والدها كان يتابع الأحداث الرياضية باهتمام في أيامه الأخيرة، وإن كان ذلك بمزيد من الهدوء عما كان عليه سابقًا، مضيفةً: "زمان كان أهلاويا متعصبا".

الفنان صلاح السعدني داخل النادي الأهلي

وذكرت أن من أبرز اللاعبين الذين لفتوا انتباه والدها الكابتن خالد بيبو، والكابتن وائل جمعة، نجمي النادي الأهلي السابقين.
سعد الفنان الراحل صلاح السعدني بعودة العلاقات الطيبة بين الناديين الأهلي والزمالك في الآونة الأخيرة، حيث أكدت ابنته ميريت أنه كان يؤمن بضرورة سيادة الروح الرياضية داخل الملاعب وخارجها.

صلاح السعدني ومحمد صلاح

أما على صعيد الدوري الأوروبي، كشفت ميريت أن والدها كان يشجع نادي ليفربول الإنجليزي، دعمًا للنجم المصري محمد صلاح.

وعن رأيه في محمد صلاح، أكدت أن "السعدني" كان يراه فخرًا حقيقيًا لكل المصريين، ونجاحه هو نجاح للشعب المصري أجمع.

صلاح السعدني رفقه ابنه أحمد والفنان شيكو ورموز النادي الأهلي

صلاح السعدني واللون الأحمر

بعيدًا عن الأضواء والشهرة، كان الفنان الراحل صلاح السعدني شخصًا مبهجًا يحب الألوان الزاهية، ويمقت الألوان القاتمة، وكان "الأحمر" هو لونه المفضل.
أما عن أكلته المفضلة، أكدت ابنته ميريت أنه كان يعشق "الملوخية" التي تطهى في المنزل على يد والدتها.

حقيقة إصابته بآلزهايمر

وفيما يخص ما أشيع حول إصابة "السعدني" بمرض آلزهايمر قبيل وفاته، نفت ميريت إصابته بفقدان الذاكرة، مؤكدة أنه كان يتذكر بعض المواقف القديمة دون معاناة، لكنه كان يمر بحالة نفسية سيئة بعد فقدان عدد من أصدقائه المقربين.
وأوضحت أن الحالة الصحية لوالدها كانت تحول دون سفره لتكريمه في المحافل الدولية، لا سيما السعودية ضمن فعاليات موسم الرياض، إلا أنه تم تكريمه مؤخرًا في مصر خلال مهرجان القاهرة للدراما، حيث تم تسليم الجائزة له في منزله نظرًا لظروفه الصحية.

الصورة الأخيرة للفنان صلاح السعدني

مصر في عيون صلاح السعدني

وكشفت ميريت عن جانب وطني في شخصية والدها الفنان الراحل، حيث كان عاشقًا للوطن، ودائمًا ما يردد القول: "مصر فرعونية إسلامية"، مُعبّرًا عن اعتزازه بحضارة بلاده وتاريخها العريق، وقد تجلى ذلك في اختياره اسم "ميريت" و"أحمد" لتسمية أبنائه.
استعادت ميريت صلاح السعدني، ذكريات والدها في شهر رمضان، حيث كان يحرص على اصطحاب أبنائه في جولة بسيارته في شوارع القاهرة القديمة قبل الإفطار، معبرًا عن تعلقه بمصر وتفاصيلها وتاريخها.

صلاح السعدني وأسرته

حماة زملكاوية

كما كان يحرص "عمدة الحلمية" على جمع العائلة في منزل حماته "والدة زوجته" عبلة أحمد حسن، حيث كان يكن لها كل التقدير والاحترام، ويعتبرها بمثابة والدته، وكانا يخرجان معًا بمفردهما في كثيرٍ من الأحيان، وأضافت ميريت بشيءٍ من الطرافة: "كانت زملكاوية وبقت أهلاوية عشانه".

ذكريات الأيام الأخيرة

وحول طقوس صلاح السعدني في الأعياد، قالت ميريت إنه كان يُفضل السفر في الأعياد والمناسبات، وكان يحرص دائمًا على منح "العيدية" لأحفاده وأبنائه.

وأشارت إلى أن الحالة الصحية لوالدها منعته من أداء صلاة العيد في المسجد خلال السنوات الأخيرة، إلى أن تُوفي في 19 أبريل الماضي عن عمرٍ ناهز 81 عامًا، إثر تعرضه لهبوط حاد في الدورة الدموية.

search