الجمعة، 01 نوفمبر 2024

02:49 ص

هوت به "طائرة" القمار.. صعيدي "باع أرضه" في كازينوهات الإنترنت

لعبة الطيارة

لعبة الطيارة

أسامة حماد

A A

"بيتي اتخرب وما أخدتش العبرة من كل مرة وعليا ديون مش عارف هعمل فيها إيه".. تلك كانت مقدمة رواية أحد ضحايا ألعاب المراهنات مع لعبة “الطائرة”، التي خسر فيها كل ما يملك، وسحبته إلى الهاوية.

بيكسبوا فلوس

“وأنا قاعد على القهوة لقيت ناس أعرفهم بيلعبوا (الطيارة)، بيكسبوا فلوس جولات ويخسروا في غيرها، وكل ليلة بيتجمعوا”، هنا بدأ ابن الصعيد محمد رفاعي -اسم مستعار- معرفته بلعبة المراهنات، واستعان بواحد منهم لمعرفة كيفية اللعب وتحميل “اللعبة” على هاتفه.

“رفاعي” -31 عاما- موظف حكوما، يقول إلى “تليجراف مصر”، إنه كان يدخر 81 ألف جنيه جزء منها حصيلة إعارة عمل بدولة خارجية، والباقي ثمن مشغولات ذهبية لزوجته، خسرها جميعها في “الطائرة”.

لم يكتفي راوي قصته بالخسارة التي لحقت به، بل كان يغامر بقوت طفليه ووالدتهم الشهري، (راتبه الذي يتقاضاه من عمله وقدره حوالي 9000 جنيهًا شهريًا)، في هذه اللعبة المشؤومة، فيخصرها جميعًا خلال 4 أيام على الأكثر، حسب ما صرح به.

لعبة الطيارة

“الطائرة  1xbet” هي لعبة قيادة طائرة تمثل مفهوما نسبيا في ألعاب القمار المنتشرة بمصر،  وتتضمن مخاطرة عالية بالأموال، وتحتاج إلى وضع التوقعات واستخدام الاستراتيجيات.

ت لعبة الطيارة

تابع، أنه بعد خسارة راتبه كاملا في اللعبة، كان يقضي بقية شهره باقتراض ما يكفي حاجة أسرته، إضافة إلى “السلف” من الجيران والمعارف والتي كان يستخدمها في اللعب أيضا، وبطبيعة الحال يخسرها.

 مكسب يسدد به ديونه

برر “رفاعي” تمسكه بالاستمرار في اللعب، بـ"أمل زائف" في مكسب يسدد به ديونه، مدفوعا بمكاسب سابقة، إذ ربح 12 ألف جنيهًا في يوم واحد، أكثر من مرة، وأخرى 4 آلاف، وغيرها من المرات الرابحة، قبل دورة خسارة أضعاف مكاسبه في النهاية.

الشاب دفع أسرته إلى “ركوب طائرة خسائره”، كما تقول والدته إلى “تليجراف مصر”، “لجأنا لبيع نصيبه في الميراث من والده الذي ما زال حيًا لسداد الأموال التي اقترضها من بعض أبناء القرية، وطالبنا بها أصحابها”.

النصب على الأخرين

اضافت الأم، أن ابنها اقترض أموالا كبيرة من البنوك وجمعيات القروض أنفقها على “الطائرة”، وتمادى حد التحايل على أشخاص وأوهمهم بقدرته على توظيفهم وحصل منهم على مبلغ قرابة 100 ألف جنيه للواحد منهم، واضطرت الأسرة إلى تحمل هذه المبالغ ودفعها لضحايا نصب الابن.

“كنا لا نعرف السر وشككنا في سلوكه في بداية الأمر بأنه يتعاطى (مخدرات)، وطردناه خارج المنزل بعد ما ضيع شقى إخواته وخد فلوسهم ورفض يرجعها، فاكتشفنا إنه (بيلعب الطيارة)”، بهذه العبارات اختتمت الأم روايتها عن الابن.

مشاكل أسرية

والد “رفاعي” أيضا وضع قدما على “سلم الطائرة” وعرف ألعاب المراهنات من المقهى أيضًا، إلا أنه لم يكمل رحلته معها بعد ديون بسيطة من الأبناء وإخوته وأصدقائه للعب بها، عمل على ردها قبل أن تتضخم.

يقول الأب إلى “تليجراف مصر”، إنه باع هاتفه لسداد أموال خسرها في ذات اللعبة، توقف عن اللعب بعدها، متابعًا: “في إحدى المرات ربح شخص أمامي أكثر من 20 ألف جنيه من لعبة الطائرة، وحاولت التجربة لكنني أنقذت نفسي”.

ضحية جديدة

"ابن عمي كسب فلوس من لعبة الطيارة اشترى بيها موتوسيكل، فقررت ألعب زيه وخسرت 600 ألف جنيه"، كانت تلك تجربة شاب ثان مع مراهنات الإنترنت، رواها إلى “تليجراف مصر”. 

يقول الشاب حسن الليثي -اسم مستعار- إنه لجأ إلى الاقتراض من البنوك لسداد دين تخطى “نصف مليون جنيه” تراكم عليه بسبب اللعبة، والأصعب أنه سحب مواشي أسرته من المنزل دون علمهم وباعها، وكان عليه مواجهة اتهامات بالسرقة بعد اكتشافهم الأمر.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل وصل إلى أن باعت والدته مشغولاتها الذهبية لسداد ديون اقترضها من أصدقائه، لتجنب “مشاكل مع عائلات في قريتهم” بعد مطالبتها بأموال أبنائها التي اقترضها “الليثي" منهم.

الدين والمراهنات.. الطيارة قمار

الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وأستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، الدكتور عباس شومان، أفتى بحرمانية لعبة الطائرة المنتشرة على الإنترنت، وعدها “قمارى”.

منشور للدكتور عباس شومان

ونشر "شومان"، عبر حسابه الرسمي على فيسبوك، “لعبة الطائرة المنتشرة على الإنترنت Aviator قمار يأثم لاعبها، والمقهى الذي يمكن اللاعبين من ممارستها على أجهزته، ومكاسبها حرام”.

مجلس النواب

فيما استنكر عضو مجلس النواب، عبد المنعم إمام، انتشار تطبيقات المراهنات والقمار الإلكتروني، وأشهرها تطبيق (1xbet).

وقال إمام في طلب إحاطة موجه إلى وزير الاتصالات، إن الفترة الأخيرة شهدت انتشار عدد من المواقع وتطبيقات المراهنات والقمار الإلكتروني.

النائب عبدالمنعم إمام

نوه إمام بأن تطبيق “1xbet” الأكثر رواجًا بين مواقع المراهنات، وأنتجته شركة مقامرة عبر الإنترنت مسجلة بدولة قبرص، ويقدم أكثر من 30 مراهنة للحدث الواحد، سواء كان رياضي أو سياسي أو انتخابي، وتقود جميعها إلى ارتكاب الجرائم بين الشباب.

العقوبة القانونية


يؤكد المحامي بالنقض أيمن محفوظ، أن المراهنات جريمة يعاقب عليها القانون الدستور المصري، وفق عدة قوانين منها قانون القمار المصري رقم 371 لسنة 1956، والمادة 352 من قانون العقوبات.

قال محفوظ في تصريحات إلى ”تليجراف مصر"، إن العقوبات القانونية لألعاب القمار هي الحبس والغرامة مالية، بالإضافة إلى مصادرة الأموال والأمتعة الموجودة في المكان، وتزداد تلك العقوبات إذا كانت المراهنات بهدف الحصول على أموال الغير.

المحامي أيمن محفوظ

تابع، أنه قد تصل العقوبة من 5 سنوات إلى السجن المؤبد في بعض الحالات، مطالبًا بتطبيق تلك العقوبات للتصدي لهذه المشكلة المجتمعية الكارثية.

search