الجمعة، 22 نوفمبر 2024

07:21 ص

الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024.. لماذا يسيطر حزبان فقط؟

صورة توضيحية

صورة توضيحية

A A

عندما يتوجه الناخبون الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع في نوفمبر المقبل لاختيار رئيسهم، يتوقع بشكل كبير أن تكون الخيارات محصورة بين مرشحين من الحزبين الرئيسيين، الجمهوري والديمقراطي. 

فمنذ عام 1852، لم يتمكن أي مرشح من خارج هذين الحزبين من احتلال المرتبة الأولى أو الثانية في الانتخابات الرئاسية، باستثناء حالة واحدة في عام 1912 عندما ترشح الرئيس السابق ثيودور روزفلت كمرشح "طرف ثالث". 

هذا الواقع يثير تساؤلات عديدة حول سبب سيطرة حزبين فقط على الساحة السياسية الأمريكية.

تاريخ الحزبين الرئيسيين

قبل أن يستحوذ الحزب الجمهوري والديمقراطي على المشهد السياسي، كانت هناك أحزاب أخرى مثل حزب الأحرار والحزب الجمهوري الوطني. 

ومع مرور الوقت، تدهورت هذه الأحزاب نتيجة ضعف قياداتها، مما أدى إلى صعوبة تحقيق تأثير حقيقي في السياسة الأمريكية. على الرغم من محاولاتها، نادرًا ما تنافس هذه الأحزاب في الانتخابات الرئاسية، مما أفقد العديد من الأمريكيين الثقة في نظامهم الانتخابي. 

ومنذ الحرب العالمية الثانية، لم يتمكن أكثر من اثنين من أعضاء الكونجرس، البالغ عددهم 535، من الانتماء لأحزاب أخرى.

النظام الانتخابي وتأثيره

النظام السياسي الأمريكي مصمم بطريقة تدعم الحزبين الرئيسيين، حيث تُعتمد "قاعدة الفائز يحصل على كل شيء". 

وبموجب هذا النظام، يكفي للمرشحين في الكونجرس الحصول على أغلبية الأصوات للفوز. 

وفي معظم الولايات، يحصل الفائز في الانتخابات الرئاسية على جميع أصوات الهيئة الانتخابية الخاصة بالولاية، مما يعزز من قوة الحزبين. 

وقد أشار عالم الاجتماع الفرنسي موريس دوفيرجيه إلى أن هذا النظام يؤدي إلى تفضيل الحزبين الرئيسيين، حيث يجد الناخبون صعوبة في دعم مرشحين مستقلين، وعند وجود مرشحين من حزب ثالث، تتشتت الأصوات، مما يزيد من فرص فوز الحزب الآخر، وفقًا لصحيفة واشنطن بوست.

العوائق المالية والتنظيمية

تواجه الأحزاب الأخرى أيضًا صعوبات في التنافس بسبب القيود المالية والتنظيمية. 

يتطلب على المرشحين من هذه الأحزاب تلبية متطلبات صارمة للتأهل للاقتراع، مما يحتاج إلى موارد مالية كبيرة. 

هذه العوائق تحد من قدرة المرشحين المستقلين على التنافس بشكل فعّال. على الرغم من وجود مرشحين مستقلين، يبقى النجاح في الحصول على أصوات انتخابية نادرًا. 

على سبيل المثال، حصل المرشح روس بيرو في عام 1992 على 19% من الأصوات، لكن نجاحات الأحزاب الأخرى غالبًا ما ترتبط بعوامل عرقية، حيث تبرز توترات معينة في بعض الحالات.

search