الثلاثاء، 19 نوفمبر 2024

08:25 م

المبعوث الأمريكي في لبنان.. هل تتوقف الحرب؟

المبعوث الأمريكي آموس هوكستين

المبعوث الأمريكي آموس هوكستين

وكالات   -  

A A

اكتسبت جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني زخما خلال الساعات القليلة الماضية، وتبددت حالة من عدم اليقين خيمت على زيارة مقررة للمبعوث الأمريكي آموس هوكستين إلى بيروت والذي وصل بالفعل اليوم الثلاثاء.

وأبدى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، مساء الإثنين استغرابه لما أشيع عن إلغاء تلك الزيارة، مشيرة إلى أنه أكد في اتصال هاتفي معها أن الزيارة في موعدها وأن هوكستين سيتسلم الرد اللبناني على المبادرة الأمريكية لوقف إطلاق النار.

قصف إسرائيلي على لبنان

وتترافق زيارة هوكستين الأحدث للمنطقة مع تكثيف جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه للعديد من المناطق اللبنانية وقضائه على المزيد من قيادات حزب الله، لزيادة الضغط عليه بغية القبول بصيغة مسودة الاتفاق التي سلمتها السفيرة الأمريكية لدى بيروت ليزا جونسون إلى بري أواخر الأسبوع الماضي، والذي نقلها بدوره إلى حزب الله.

ونقلت شبكة (سي إن إن) الإخبارية الأمريكية عن مسؤول لبناني، لم تسمه، أن حزب الله قدم رده للسلطات اللبنانية مساء الأحد، واصفا ذلك الرد بـ"الإيجابي" إلى حد كبير، وإن تضمن بعض التحفظات.

اتفاق وقف النار يتضاءل

ولم تتطرق المصادر التي تحدثت عن تفاؤل بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار إلى مصير العقبة الكبرى المتمثلة في طلب إسرائيل حرية العمل والتدخل عسكريا ضد حزب الله في لبنان حال تم خرق الاتفاق.

حرية التدخل العسكري في جنوب لبنان شرط

على الجانب الآخر، شكك مصدر إسرائيلي مطلع على المحادثات في احتمال التوصل إلى اتفاق وشيك، مشيرا إلى أنه على الرغم من التقدم الذي تم إحرازه، قد يعرض رفض حزب الله قبول طلب إسرائيل بحرية التدخل العسكري العملية التفاوضية برمتها للخطر، بحسب “سي إن إن”.

وذهب المصدر ذاته إلى أنه بدون هذا البند، "من غير المؤكد ما إذا كان (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو سيتمكن من الحصول على موافقة مجلس الوزراء على الاتفاق".

وربما يبدو هذا الاستنتاج منطقيا، إذا وضع جنبا إلى جنب مع تصريحات بتسلئيل سموتريتش، وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي اليميني المتطرف، أمس الإثنين التي وصف فيها "حرية العمل الكاملة" لجيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان بأنها "شرط غير قابل للتفاوض".

وأضاف سموتريتش أنه "في نهاية الحرب، ستكون لدينا حرية عملياتية في غزة، وبالتالي ستكون لدينا أيضا حرية عملياتية في لبنان. لن نوافق على أي ترتيب لا يساوي قيمة الورق الذي كتب عليه".

لبنان يرفض توسيع لجنة مراقبة القرار  1701

وربما تكمن نقطة خلافية أخرى، بحسب مصادر مطلعة، في رفض لبنان توسيع اللجنة المنوط بها مراقبة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، بانضمام دول أخرى إليها، وتمسكه بتشكيلها الحالي الذي يضم الولايات المتحدة وفرنسا واليونيفيل ولبنان.

كما يكتنف الغموض موقف لبنان السابق المطالب بمراجعة بعض بنود الاتفاق المؤلف من 13 نقطة حتى يتماشى بشكل أفضل مع بنود القرار رقم 1701.

ويعزو مراقبون المرونة، غير معلنة التفاصيل من قبل حزب الله، إلى الزيارة التي قام بها علي لاريجاني مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي إلى بيروت قبل يومين والتي وصفت بالتصحيحية بعد تصريحات لمسؤولين إيرانيين فسرت على أنها لا تمنح حزب الله الضوء الأخضر للتجاوب مع مساعي وقف الحرب.

فللمرة الأولى، يعلن لاريجاني بوضوح أن طهران تدعم أي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية وحزب الله لتطبيق القرار رقم 1701، وتؤيد انتخاب أي رئيس يتوافق عليه اللبنانيون.

ولم يأت لاريجاني على ذكر ربط جبهة الجنوب بغزة كما لم يتطرق إلى الحديث عن "وحدة الساحات".

كما شدد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من جهته على أن إيران مطالبة بدعم موقف بلاده بشأن تنفيذ القرار 1701 ودعم الوحدة الوطنية وتجنب اتخاذ مواقف من شأنها "خلق حساسيات بين أي من الفصائل اللبنانية أو محاباة فريق على حساب آخر"، مؤكدا أن الحكومة اللبنانية تعطي الأولوية لوقف "العدوان" الإسرائيلي على لبنان.

وبينما يرى مراقبون أن إسرائيل حققت معظم الأهداف المعلنة لحربها سواء في غزة أو في لبنان وأنها ربما تسعى إلى كتابة كلمة النهاية لحرب متعددة الجبهات كبدتها خسائر بشرية ومادية وأنهكتها اقتصاديا والخروج بهيئة المنتصر، يشكك آخرون في نواياها ويرون أنها تماطل وتلغم أي مفاوضات لإنهاء الحرب بهدف إطالتها.

ويدلل الفريق الأخير على رؤيته بتمسك إسرائيل ببند حرية التدخل عسكريا حال انتهاك الاتفاق، مشيرا إلى أن إسرائيل لم تنتظر اتفاقات أو قرارات تخول لها انتهاك سيادة لبنان وتوجيه ضربات في جميع مناطقه قبل نحو شهر ونصف الشهر.

ووسط تأويلات وتوقعات مختلفة، ينتظر أن تكشف زيارة هوكستين الكثير بشأن مصير المبادرة الأمريكية وما إذا كان سيتوجه كما هو مقرر بعدها لإسرائيل لبلورة موقف موحد حيالها.

search