الخميس، 05 ديسمبر 2024

04:02 ص

كوريا الجنوبية غارقة في أزمة غير مسبوقة بعد إعلان حالة الطوارئ

فوضى في كوريا الجنوبية بعد قرار الأحكام العرفية

فوضى في كوريا الجنوبية بعد قرار الأحكام العرفية

بعد إعلان الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، الثلاثاء، حالة الطوارئ وفرض الأحكام العرفية، حدثت توترات على الساحة السياسية، وزلزال دستوري غير مسبوق، حيث تعد هذه المرة الأولى منذ عام 1980 التي يتم فيها اللجوء إلى هذا الإجراء. 

وجاء اتخاذ القرار وسط اتهامات من الرئيس يون للمعارضة بـ"أنشطة معادية للدولة" والسعي لإثارة الفوضى، حسبما ذكرت رويترز.

البرلمان يعترض

شهد البرلمان الكوري الجنوبي جلسة طارئة شارك فيها 190 من أصل 300 نائب، حيث صوت الأعضاء بالأغلبية على قرار يلغي الأحكام العرفية، في تصعيد مباشر ضد قرار الرئيس. 

وبرغم ذلك، استمر الإغلاق المؤقت لمبنى البرلمان عقب سيطرة الجيش عليه وهبوط مروحيات عسكرية على سطحه.

خلفيات القرار

برر الرئيس يون قراره بالتصدي لـ"قوات موالية لكوريا الشمالية" و"حماية النظام الدستوري".

وركز في خطابه المتلفز على اتهام الحزب الديمقراطي المعارض بقيادة لي جاي ميونج، بتقويض عمل الحكومة وعرقلة برامجها، عبر تمرير ميزانية وصفها بأنها تعطل وظائف الدولة الأساسية.

كما أشار إلى محاولات المعارضة لعزل مسؤولين كبار، بينهم مراقب الحسابات العام والمدعي العام.

وأثار القرار جدلاً واسعاً، حيث فرض قيوداً مشددة على الحريات العامة، شملت حظر التجمعات والإضرابات.

ووضع وسائل الإعلام تحت الرقابة العسكرية، كما ألزم العاملين في القطاعات الحيوية بالعودة إلى العمل تحت طائلة العقوبات.

انقسام داخلي وتصعيد متبادل

في الوقت الذي دعت فيه المعارضة إلى اجتماع طارئ لبحث سبل مواجهة قرار الرئيس، وصف زعيمها لي جاي ميونج الخطوة بأنها "غير دستورية". 

وعلى الجانب الآخر، اعتبر رئيس الحزب الحاكم هان دونج هون أن إعلان الأحكام العرفية "خطأ"، وتعهد بالعمل مع الشعب لإلغائه.

التوترات بين الجانبين ليست جديدة، إذ سبق أن شهد البرلمان صدامات متكررة بسبب ملفات عديدة، منها فضائح طالت شخصيات قريبة من الرئيس، بجانب رفضه دعوات لإجراء تحقيقات مستقلة، كما تصاعد الخلاف مؤخراً حول مشروع الميزانية الجديدة.

ردود فعل دولية

وعلى الجانب الخارجي، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها إزاء التطورات في كوريا الجنوبية، مؤكدة أنها تراقب الوضع "عن كثب". 

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي إن واشنطن تتواصل مع حكومة سيول وتتابع المستجدات، مشدداً على أهمية الاستقرار في حليف استراتيجي تستضيف أراضيه آلاف الجنود الأمريكيين.

من جهتها، دعت السفارة الصينية مواطنيها في كوريا الجنوبية إلى توخي الحذر والحد من تحركاتهم غير الضرورية، مشيرة إلى ضرورة الالتزام بالهدوء خلال هذه الفترة.

مستقبل غامض

وفقاً للدستور الكوري الجنوبي، يمتلك البرلمان صلاحية إلغاء الأحكام العرفية، مما يجعل المعارضة في موقع محوري لتحديد المسار القادم.

ومع تفاقم الانقسام بين الحكومة والمعارضة، تبدو المؤسسات الدستورية على شفا معركة سياسية تهدد الاستقرار الداخلي.

وتظل الأيام المقبلة حاسمة، حيث تتجه الأنظار إلى تطورات الوضع في كوريا الجنوبية، في ظل التوترات السياسية المتصاعدة وردود الفعل الدولية التي تترقب مصير هذه الأزمة غير المسبوقة.

search