33 عاما على غرق "سالم إكسبريس".. أحلام تبددت وحطام تحول لمزار
حطام العبارة سالم إكسبريس
مصطفى منازع
لا يزال غرق العبارة سالم إكسبريس، ضمن أكثر حوادث مأساوية شهدتها مصر في التاريخ الحديث، فرغم مرور 33 عاما على وقوع الكارثة، فإن الذاكرة المصرية لم ولن تنسى هذا اليوم الذي شهد وفاة مئات المصريين غرقًا في قاع البحر الأحمر، أثناء عودتهم إلى الوطن بعد سنوات غربة في السعودية.
رحلة الأمل تتحول إلى كابوس
العبارة سالم إكسبريس، مملوكة لشركة "هيبيكا للنقل البحري"، بُنيت عام 1966 بطول 115 مترًا وسعة تصل إلى حوالي 1.160 راكبًا. اشتهرت "سالم إكسبريس" بخدمة المعتمرين والحجاج والعمال المصريين بالخارج الذين يسافرون بين السعودية ومصر.
في رحلتها الأخيرة، كانت العبارة تقل مئات الركاب، معظمهم عائدون إلى مصر بعد أداء العمرة أو قضاء فترة عمل طويلة في الخليج.
وفي مساء يوم 14 ديسمبر 1991، انطلقت العبارة من ميناء جدة في طريقها إلى ميناء سفاجا، كان البحر هادئًا في البداية، والطقس بدا ملائمًا للإبحار، لكن الرياح أتت بما لا تشتهى العبارة، فأصبح الطقس سيئا مع اشتداد الرياح وارتفاع الأمواج العاتية.
الاصطدام والشعور بالخطر
قرابة الساعة الواحدة والنصف صباح يوم 15 ديسمبر، كانت العبارة تقترب من الوصول إلى ميناء سفاجا، حيث كان الركاب يتأهبون للعودة إلى وطنهم وأحبائهم، لكن القبطان "حسن مرعي" قرر اتخاذ مسار أقصر للوصول بسرعة إلى الميناء.
هذه الخطوة أوقعته في كارثة غير متوقعة، فجأة، اصطدمت العبارة بحيد مرجاني قريب من ميناء سفاجا، مما أحدث ثقبًا كبيرًا في بدن السفينة.
بدأت المياه تتدفق بسرعة داخل العبارة، وأصبح الوضع خارج السيطرة في غضون دقائق، حاول القبطان والطاقم السيطرة على السفينة، لكن الثقب الكبير والانحناء المفاجئ للسفينة جعلها تبدأ بالغرق بسرعة.
في هذه الأثناء، كان الركاب في حالة من الذعر والارتباك، حيث حاول الكثيرون الوصول إلى قوارب النجاة، لكن السفينة غرقت بشكل شبه كامل خلال دقائق معدودة.
كارثة إنسانية
غرقت "سالم إكسبريس" بالكامل على عمق حوالي 30 مترًا، على بُعد بضعة كيلومترات فقط من ميناء سفاجا.
ولم تبدأ عملية إنقاذ السفينة التي ترفع علم بنما إلا في الساعة الثامنة من صباح اليوم، أي بعد 9 ساعات، وحينها كانت المأساة سجلت نفسها في سجل الكوارث الإنسانية.
وفقد أكثر من 470 شخصًا حياتهم، بينما نجا حوالي 180 شخصًا فقط، العديد من الضحايا كانوا داخل غرفهم عندما غمرت المياه السفينة بسرعة، ولم يتمكنوا من الخروج.
وتحدث الناجون لاحقًا عن لحظات مرعبة، حيث وجدوا أنفسهم عالقين في الظلام والمياه الباردة، بعضهم قفز في البحر وتمكن من السباحة حتى وصول فرق الإنقاذ، بينما تعرض آخرون لإصابات أو الإرهاق ولم يتمكنوا من النجاة.
ما بعد الكارثة: التحقيق وردود الفعل
عقب الحادث، بدأت السلطات المصرية، تحقيقات مكثفة لمعرفة أسباب الكارثة، وتوصلت التقارير إلى أن القرار الخاطئ للقبطان بالاقتراب من الشعاب المرجانية بدلاً من الالتزام بالمسار المخصص كان السبب الرئيس للحادث.
أُثيرت أيضًا تساؤلات حول إجراءات السلامة على متن العبارة، ومدى جاهزية قوارب النجاة، مما أثار انتقادات حادة تجاه شركات النقل البحري.
ذكرى لا تُنسى
اليوم، وبعد مرور 33 عامًا على الكارثة، تظل ذكرى "سالم إكسبريس" حاضرة في الأذهان، وتحولت السفينة الغارقة إلى موقع شهير للغواصين في البحر الأحمر حيث ترقد على عمق حوالي 30 مترًا، لكنها تحمل في طياتها ذكريات أليمة لعائلات الضحايا والناجين.
-
05:11 AMالفجْر
-
06:44 AMالشروق
-
11:51 AMالظُّهْر
-
02:39 PMالعَصر
-
04:57 PMالمَغرب
-
06:20 PMالعِشاء
أحدث الفيديوهات
أخبار ذات صلة
الحماية من استمارة 6.. مزايا لـ "الفئة المظلومة" في قانون العمل الجديد
15 ديسمبر 2024 10:32 م
تجاوزت 11 مليار دولار.. ارتفاع فاتورة استيراد السلع التموينية في مصر
15 ديسمبر 2024 10:57 ص
هل تمنح مصر اللاجئين دعما بمشروع قانون الضمان الاجتماعي؟
14 ديسمبر 2024 09:07 م
أفريقيا تحتضن كنوز الأرض.. أسرار الماس في القارة السمراء
15 ديسمبر 2024 09:16 ص
أكثر الكلمات انتشاراً