الأربعاء، 25 ديسمبر 2024

04:56 ص

هلوسة ميتا AI.. أخطاء كارثية تضرب المصداقية

ميتا AI في مرمى الإنتقادات

ميتا AI في مرمى الإنتقادات

A A

انتشرت صور عبر فيسبوك، توثق ارتكاب تقنية ميتا الجديدة للذكاء الاصطناعي، أخطاء فادحة بعد سؤالها عن بعض النصوص والمعلومات الدينية، ما أثار جدلًا حول اعتمادها كمرجعية دينية للنصوص القرآنية والأحاديث النبوية.

وكشفت الصور المتداولة، أن الأداة قدمت نصوصا غير دقيقة فيما يتعلق بآيات سورة الفلق حيث استعرضت آيات سورة الإخلاص بدلًا منها.

ما هي أداة ميتا AI؟

أداة ميتا AI، هي تقنية مطورة من قبل شركة ميتا فيرس التابعة لمارك زوكربيرج مؤسس فيسبوك، تعمل على محاكاة التفاعل البشري من خلال الإجابة على أسئلة المستخدمين عبر برامج الدردشة.

أثارت هذه الأداة ضجة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما تداول عدد من الرواد، الأخطاء الفادحة التي ترتكبها التقنية عند الإجابة على أسئلة المستخدمين، سواء أسئلة دينية أو فنية أو غيرها.

محاذير استخدام ميتا AI

ووفقًا لموقع eWeek المختص في التحليلات والمراجعات الإلكترونية، فإن ميتا AI، هي الأقل دقة بين المنافسين، كما أنه “عرضه للهلوسة”، وتقدم مستوى متدن مقارنة بعالم الدردشة بالذكاء الاصطناعي، ومن المرجح أن يتحسن الأداء مع تعلمها من بيانات المستخدم.

وأضاف: "هناك مواقف لا يكون فيها روبوتات دردشة الذكاء الاصطناعي هي الأفضل، ومن هذه المواقف ما يخص، المعلومات الطبية، والاستشارات القانونية".

كما أشار الموقع إلى أن برامج الدردشة هذه مفتوحة المصدر تسمح لأي شخص إدخال البيانات، ما يزيد من خطورة الأمر، وزيادة احتمالية حدوث الأخطاء.

هل يلجأ البعض لـ ميتا AI في الأمور الدينية؟

شرحت شيماء عصام، 23 عامًا، وتعمل في مجال التسويق استخداماتها للذكاء الاصطناعي ضمن مجال عملها، قائلة: "استخدمه أحيانًا في كتابة ومراجعة الإيميلات الرسمية، فضلًا عن مساعدته في القيام بالمعدلات الحسابية والخصومات".

وأضافت شيماء لـ"تليجراف مصر": "أما عن النصوص الدينية، فلا أعتمد عليه البته، فأنا لا أعلم مصادره وهل هي موثوقة أم لا، كذلك هناك مصادر إسلامية إلكترونية موثقة، يمكن الاعتماد عليها في مثل هذه الأمور".

بينما يرى عبدالرحمن، 22 عامًا، طالب في كلية الإعلام، أنه لا يجوز استخدام الذكاء الاصطناعي في الأمور والمعلومات الدينية، فالذكاء الاصطناعي يخطئ ويصيب، بدليل عند سؤاله عن شيء ما ومعاودة سؤاله عن نفس الشيء مرة أخرى فبنسبة كبيرة سيتم رصد إجابة مختلفة تماما عن الإجابة الأولى، والأمور الدينية يجب أن تبتعد عن الجدل والتأرجح في الآراء.

وأضاف: "لذلك أنا أرى أنه من الصواب اللجوء إلى الكتب الدينية الموثقة والتي تمت مراجعتها منذ زمن والتحقق سالفا من مصداقيتها وصحة ما تحويه من معلومات".

وقالت جهاد، التي تعمل في مجال الصحافة، إنها لا ترجح استخدام الذكاء الاصطناعي في مثل هذه الأمور، خاصة في النسخ المجانية، لأنها محدودة الإمكانيات ما يجعلها أقل دقة وأكثر خطأ.

الذكاء الاصطناعي والإسلام

ومن جانبه، قال أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون، الدكتور عطية لاشين: "على المسلم أن يكون واعيًا حذرًا يعلم ما  يرد عليه من مستجدات قد تضره، ومن بين هذه المستجدات الذكاء الاصطناعي المتوافر عبر مواقع التواصل، حيث يمد المسلم بمعلومات خاطئة سواء في الأحاديث أو النصوص القرآنية".

وأضاف لاشين في تصريحات لـ“تليجراف مصر”: "عند الاعتماد عليه في الفتاوى فهو يعطي فتاوى ضالة مضللة، وعلى المسلم أن يحذر هذا الأمر ولا يأخذ الفتوى إلا من طريق عالم راسخ في الدين".

وحذر أستاذ الفقه، علماء الدين من تبني هذه التقنية دون مراجعة المعايير الإسلامية، قائلًا: “على العالم أيضًا ألا يجيب سائليه من خلال الذكاء الاصطناعي فيجب عليه الاعتماد على كتب التراث والمصادر الدينية الموثقة ولا يستسهل الأمر من خلال استعانته بالذكاء الاصطناعي، فهذا تدمير لثوابت الدين”.

كما نبه لاشين على دقة الأخطاء التي قد لا يكتشفها سوى العلماء المتخصصين وحفظة القرآن الكريم، مشددا على كل مسلم مراجعة مصادر الذكاء الاصطناعي قبل الاعتماد عليها في حالة الضرورة.

search