الجمعة، 27 ديسمبر 2024

03:48 ص

القصف أسرع من لحظة فرح.. أيمن الجدي شهيد قبل دقائق من ولادة نجله

الصحفي الفلسطيني أيمن الجدي

الصحفي الفلسطيني أيمن الجدي

A A

في لحظات المخاض لزوجته، لم يرو الصحفي الفلسطيني أيمن الجدي عروقه التي تعطشت شوقًا لرؤية مولوده، فبعد انتظار أشهر على ولادة زوجته كي يحمل رضيعه بين يديه، ارتقى مع 4 آخرين جراء استهداف صهيوني بمخيم النصيرات.

الصحفي أيمن الجدي

الصحفي أيمن الجدي الفلسطيني، كان يمكث مع 4 آخرين في سيارة البث الخارجي بمخيم النصيرات، ورغم اللحظات العصيبة التي أقدم على تغطيتها بالقطاع، إلا أنه الوحيد الذي كانت فرحته تتخلل روحه، مُتلهفًا لأن زوجته على موعد مع الولادة.

رفع أيمن الجدي عدسته التي اعتادت توثيق المجازر التي تُرتكب بحق غزة، ولكن تلك المرة ليُوّثق لحظات الانتظار السعيدة التي يقضيها مع أصدقائه، وقال خلال مقطع فيديو: "اليوم مميز إحنا مُضيّفين عند الشباب وزوجتي هتولد الليلة".

قصف سيارة أيمن الجدي

لم يعلم أيمن أن القصف أسرع من لحظة الفرح، والمقطع الذي صوّره بيديه، سيكون المرة الأخيرة التي قد يُشاهده أحبائه من خلاله، وتوثيقه لسعادته بانتظار مولوده هو أخر ما تُسجله عدسته بعد آلاف المشاهد المؤلمة.

فجر اليوم الخميس، قصف الاحتلال الإسرائيلي الغاشم سيارة أيمن الجدي الفلسطيني، الواقفة أمام مستشفى العودة، واستشهد قبل أن يبتل ريقه برؤية مولوده أو حتى لمسه، رفقة أربعة صحفيين آخرين هم فادي حسونة، إبراهيم الشيخ علي، محمد اللدعة وفيصل أبو القمصان.

ظهرت مشاهد اشتعال النيران في سيارة أيمن الجدي، وانتشلت طواقم الدفاع المدني الشهداء، بينما خرج من أيمن نسل آخر في نفس اليوم الذي غادر فيه الحياة ليكمل من ورائه رسالته الحقيقية. 

search