الجمعة، 27 ديسمبر 2024

07:55 م

"وسيلة الخلاص".. فك شفرات تميمة يعيد كتابة التاريخ المسيحي بأوروبا

صورة متداولة للسيد المسيح

صورة متداولة للسيد المسيح

A A

تمكن علماء الآثار في ألمانيا من فك شفرات تميمة أثرية قد تغير فهمنا لكيفية انتشار المسيحية في ظل الإمبراطورية الرومانية بأوروبا.

ويبلغ طول القطعة الأثرية حوالي 3.6 سم، عثر عليها عام 2018 في قبر روماني من القرن الثالث خارج فرانكفورت.


تميمة فضية تعيد تاريخ المسيحية

واكتُشفت التميمة تحت ذقن هيكل عظمي لرجل مدفون في مقبرة بمدينة نيدا الرومانية، إلى جانب قطع أثرية أخرى مثل مبخرة البخور وإبريق من الطين، بحسب تقرير نشره موقع CNN.

ويعتقد أن هذه التميمة كانت تلبس على شكل قلادة لتوفير الحماية الروحية.

ونجح الباحثون في فك شفرة التميمة وذلك باستخدام تقنيات متطورة مكّنتهم من قراءة النص المحفور على رقاقة معدنية رقيقة داخلها.

وكانت الرقاقة هشة لدرجة أنه تعذر فتحها دون تدميرها، إلا أن الفحوصات المجهرية والآشعة السينية أظهرت وجود كلمات محفورة عليها.

التميمة الفضية


أجهزة التصوير المقطعي

وفي مايو الماضي، استخدم باحثون في مركز “لايبنتس” للآثار في ماينز أجهزة التصوير المقطعي المحوسب لتحليل الرقاقة وإنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد لها.

وكشف علماء الآثار أن التميمة يعود تاريخها إلى ما بين عامي 230 و270 ميلاديًا.

وتحتوي التميمة على 18 سطرًا من النص اللاتيني تشير إلى يسوع والقديس تيتوس، مما يشير إلى أن صاحبها كان مسيحيًا في وقت كانت فيه المسيحية لا تزال طائفة جديدة وغير منتشرة.
 

اكتشاف التميمة الفضية

انتشار المسيحية

وقال ماركوس شولتز، عالم الآثار وأستاذ في جامعة جوته في فرانكفورت، الذي قام بفك شفرة النص: "استغرق الأمر وقتًا طويلًا لفهم النص وفك شفرته، وقد استعنت بخبراء من تاريخ اللاهوت".

وأضاف شولتز أن كتابة النص باللغة اللاتينية كان أمرًا غير متوقع، حيث كانت مثل هذه النقوش تكتب عادة باليونانية أو العبرية.
 

كلمات دونت على التميمة الفضية

المسيح والقديس تيتوس

وتشير بعض العبارات إلى المسيح والقديس تيتوس، إلى جانب عبارات أخرى مثل "قدوس، قدوس، قدوس" و"رب العالمين" و"الله يعطي العافية".

كما يحتوي النص على عبارات غير واضحة يصعب فهم مغزاها، مثل "يقاوم (بأفضل ما في قدرته)" و"هذه وسيلة الخلاص تحمي الإنسان الذي يستسلم للإرادة من المسيح".

ويحاول علماء الآثار فهم مغزى هذا النص وسياقه الديني والثقافي، خاصة في ظل غموض بعض العبارات وصعوبة ترجمتها بدقة.

وأكد الخبراء أن التميمة الفضية تعتبر أقدم دليل على المسيحية في المنطقة، حيث يعود تاريخها إلى القرن الثالث الميلادي.

ويشير النص المحفور على التميمة إلى عبارات مسيحية واقتباسات من الكتاب المقدس، مما يؤكد انتشار المسيحية في تلك الفترة بألمانيا الرومانية.

search