الثلاثاء، 17 سبتمبر 2024

05:56 ص

عار عليكم .. تجربة مرعبة في مستشفى!!

تجربة مرعبة تخلع القلب، لا يزال صاحبها يعاني آلاماً نفسية رهيبة، بدأت بموعد في أحد المستشفيات لإجراء جراحة.

توجه المريض في الموعد المحدد، وهو يعاني من آلام رهيبة تسبق الجراحة، ومخاوف من مضاعفاتها، وعلى الرغم من حرصه على حجز خدمة مميزة، مفضلاً شراء راحته برسوم إضافية، فإنه لم يلق سوى معاملة اعتيادية، إذ تركوه في الاستقبال فترة طويلة، ضاعفت معاناته، ليدرك أنه اشترى الوهم بمزيد من الأموال!

ما سبق مجرد مقدمة بسيطة، لما هو أسوأ وأكثر قسوة، إذ خضع لفحص أبلغته المستشفى أنه اعتيادي بناء على تعليمات وزارة الصحة.

وبعد ربع ساعة فقط، حضر أحدهم، وأخبره ببرودة دم وقلب، أنه يتعذر إجراء الجراحة في الوقت الراهن، لأن التحليل المبدئي كشف أنه مصاب بمرض نقص المناعة "الإيدز"!!!!!

يمكن أن يتخيل المرء أنه قد يصاب بعدوى ما مرتبطة بالواقع الذي نعيشه، مثل نزلة برد أو كورونا، أو - لا قدر- أحد الفيروسات الوبائية المرتبطة بالكبد، لكن “إيدز”.. يا للكارثة؟!

صدمة عنيفة هزت كيان المريض، أوشك فعلياً على الموت رعباً، ودارت في ذهنه هواجس قاتلة، هل التقط الفيروس اللعين، أثناء إجراء طبي، فهو ملتزم دينياً وأخلاقياً من صغره، ولم يقرب الحرام يوماً!!

وسط حالة من الذهول المشوب بحزن مميت، استفسرت أسرته من المستشفى عن مدى دقة تلك التحاليل، فقال مدير المستشفى إن هذا فحص أوليّ أثبت إيجابية العينة، وهناك إجراء إضافي تحليل "بي سي آر" سيحسم النتيجة!!

وسط هذه الفوضى المدمرة، حاولت الأسرة والمستشفى التواصل مع الطبيب المعالج صاحب الحالة، لكن دون جدوى، إلى أن ظهر أخيراً مقرراً أن هذا إجراء وقائي، دون أن يشرح أحدهم مدى دقة التحليل الذي أجري، وهل من الطبيعي إبلاغ المريض بهذه النتيجة الصادمة دون التأكد من دقتها بنسبة 100%.

غادرت الأسرة المستشفى مسرعة إلى أفضل معمل متخصص في التحاليل الطبية، وأجرت فحصاً متخصصاً، لتقضي 24 ساعة في رعب وقلق وضغط نفسي لا يوصف، إلى أن وردت النتيجة من المعمل بسلبية التحليل!!

وبعد أن تأكد الخطأ، تلقى المريض اتصالاً من مدير المستشفى يعتذر عن الخطأ ويؤكد أنه سوف يحاسب المقصرين والمسؤولين عن ذلك، وطلب منه العودة إلى المستشفى لإجراء الجراحة.. وكأن ما حدث أمر اعتيادي يجب أن يتقبله بروح رياضية!!

ما تأكدت منه أن هذه المستشفى لم تتخذ الإجراءات الطبية السليمة، وما حدث منها إهمال جسيم، وخطأ مهني فادح، ففي حالة الاشتباه في نتيجة الفحص السريع "رابيد تيست" السخيفة غير المبررة، يفترض أن تلجأ تلقائياً إلى إجراء فحص حقيقي من قبل مختصين لديهم وعي وكفاءة، لكن ما حدث يعكس حالة من البلادة والاستهتار بأرواح الناس ومشاعرهم!

ندرك جيداً أننا نعيش في مجتمع لا يتقبل بسهولة، مثل هذه الأمور، وربما في ظروف أخرى، كانت ردود الأفعال ستختلف، ولكنهم بكل وقاحة وتنطع لم يبالوا بذلك، أو يراجعوا أنفسهم قبل أن ينالوا من المريض وأسرته!!

أين وزارة الصحة من مثل هذه المستشفيات التي تتاجر بسلامة الناس، وأمنهم النفسي والعضوي والاجتماعي، وهل يعقل أن تفرض عليهم إجراء فحوصات هزلية غير موثوق في صحتها مثل هذه، خصوصاً حين تتعلق بأوبئة وفيروسات قاتلة!!

إن ما أجراه المريض في هذه الحالة، أشبه باختبار حمل بدائي، فكيف يعوّل عليه، ويتم إبلاغه من الأساس، طالما هناك إجراء إضافي يستلزم البرتوكول اتخاذه للتأكد من الحالة، وأرى أن من الضروري أن تراجع وزارة الصحة نفسها، لأن المستشفى نعت ما حدث إلى أن هذا يتم وفق تعليمات الوزارة، فكيف يجري ذلك بأجهزة بدائية، وإذا كان الأمر يتعلق بمجرد تحصيل الأموال، فلماذا لا يطلب الطبيب من المريض قبل اتخاذ أي خطوة، أن يجري تحليلاً معتمداً في مركز متخصص، إذا كان هذا على سبيل التحوط وحماية القائمين على الجراحة!!

لا يزال المريض يعاني نفسياً بسبب هذه التجربة المؤلمة، وفي مكان آخر كان سيتم تعويضه والتأكد من تجاوزه هذه المحنة، لكنهم اكتفوا باعتذار سخيف وطلبوا منه العودة.. عار عليكم!!

search