الأربعاء، 01 يناير 2025

06:30 م

معاناة أطفال غزة.. جمعة البطران نجا من القصف فنهش جسده الصقيع

الطفل جمعة البطران

الطفل جمعة البطران

A A

رغم ارتداؤه ملابس قطنية ثقيلة، إلا أنها لم تحم الرضيع جمعة البطران من البرد القارس، فأقمشة خيام نازحي غزة بالية، لا تستر ولا تدفئ أصحابها المرتعشة أسفلها، إذ وصل عدد الشهداء بسبب برودة الطقس لـ5 أطفال وطبيب.

وفاة صغير من شدة البرد

كان الرضيع جمعة البطران، في إحدى خيام النازحين غرب مدينة دير بلح، يعيش أصعب لحظات حياته، فبعد أن نزحت أسرته هربًا من القصف الإسرائيلي الغاشم، لجأت لخيمة تحتمي بها وسط البرد القارس الذي نهش جسد البطران.

ضرب منخفض جوي شديد البرودة القطاع خلال الأيام القليلة الماضية، وسط غياب كل عناصر الإنسانية، سواء تدفئة أو مأكولات أو حتى مشروبات ساخنة تحمي من الصقيع الشديد، الذي تعرض له الطفل وغيره من النازحين، في ظل تعمد الاحتلال الصهيوني القضاء على المدنيين بجميع الطرق الممكنة.

الطفل جمعة البطران

جمعة البطران

وعلى سرير مستشفى داخل دير البلح، تمدد جسد الرضيع جمعة البطران النحيل، وقد فاضت روحه إلى بارئها من شدة البرد، وظهر وهو مُجمّد وعليه علامات الطقس البارد، فكان مُزرق الجلد وشاحب بشكل واضح، بينما يرتدي ملابس ثقيلة وقفازات يد.

ظهر والد جمعة الفلسطيني، يحيى البطران، وهو حاملًا رضيعه ميتًا بين يديه، الذي لم يكمل شهره الأول بعد، وتظهر عليه علامات القهر، قائلًا: “مفيش غاز، مفيش لمبة، اهم ماتوا الحمد لله رب العالمين”، ثم نظر لوجه رضيعه للمرة الأخيرة وقال: “والله يابا عملتلك اللي بقدر عليه.. روحت إمبارح جبت جهاز عشان أدفيك بيه يابا.. مفيش كهربا أشحن الجهاز يابا”.

لم يكن الطفل جمعة البطران، هو الأول الذي يرتقي من شدة البرد، فالأسبوع الماضي، انتشر مشهد للرضيعة سيلا الفصيح من داخل المشرحة، وقد تجمّد جسدها تمامًا من البرد القارس، بينما كانت في أحضان أسرتها النازحة بمنطقة المواصي غربي خان يونس جنوب قطاع غزة.

أزمة إنسانية

وكان الإعلام الحكومي في قطاع غزة، حذّر من أن الاحتلال الإسرائيلي يتسبب في أزمة إنسانية تُهدد بوفاة آلاف النازحين، بعد اهتراء ما يزيد عن 110 ألف خيمة، بالتزامن مع البرودة الشديدة.

وجاء في بيان المكتب الإعلامي، إن هناك ما يقرب من مليون نازح يعيشون منذ ما يزيد عن عام كامل في خيام بالية مصنوعة من قماش غير صالح لمواجهة العوامل الجوية.

search