انتفاضة لسحب الثقة من نتنياهو.. ماذا يحدث في الكنيست؟

دائمًا يقع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مأزق التهديد بسحب الثقة منه من خلال التقدم بمقترحات رسمية للكنيست “البرلمان الإسرائيلي”، وذلك إما اعتراضًا على سياسيته في إدارة الحرب، أو طريقته في إدارة البلاد، وتساعد التقلبات الخارجية عليه خلال تلك الفترة تشجيع المعارضة على الإطاحة به.

سحب الثقة من نتنياهو

وأعنت صحيفة يدعوت آحرونت، رفض الهيئة العامة للكنيست اليوم، طلبي سحب  الثقة المُقدمين من حزبي "يش عتيد" و"الجبهة العربية للتغيير"، لعدم حصولهما على الأغلبية المطلوبة بموجب القانون.

وكانت كتلة “الجبهة العربية للتغيير” في الكنيست الإسرائيلي، قد قدمت اليوم اقتراحًا لحجب الثقة عن الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، اعتراضًا على طريقة إداراته للحرب على قطاع غزة.

وقالت الكتلة، إن الاقتراح يطالب بحجب الثقة عن الحكومة، وإنهاء الحرب، وإبرام صفقة تبادل أسرى وإطلاق مسار سياسي نحو عملية سلام".

وقال مقترح الكتلة، إن “حكومة الحرب” تجلب دمارًا يؤدي إلى سفك دماء آلاف القتلى من الإسرائيليين والفلسطينيين، فيما ترفض الحكومة وضع أي أفق سياسي لاتفاقية السلام، لأنها تخوض معركة بقاء سياسي، مرهون بمواصلة الحرب في غزة".

إعادة الرهائن

ونوه المقترح المقدم، إلى أن حكومة نتنياهو تمنع التوصل إلى أي اتفاق من شأنه إعادة الرهائن والمحتجزين ضمن عملية تبادل الأسرى، مشيرًا إلى أن استمرار الحرب يساهم في بقائها، ويبقى الثمن هو حياة الرهائن وحياة الشعبين.

وشدد الاقتراح، على أنه "لا بديل عن إنهاء الحرب لإطلاق مسار سياسي جدي يفضي إلى إبرام عملية سلام عادل".

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن حزب "هناك مستقبل" طرح اليوم اقتراحًا بحجب الثقة عن حكومة نتنياهو، ونقلت عن بيان للحزب أن الاقتراح يأتي على وقع قرار الحكومة طرح ما وصفها بالميزانية "المخزية" للتصويت.

فشل الكنيست

وقبل ذلك، تقدم حزب العمل، عبر زعيمته، ميراف ميخائيلي، بطلب حجب ثقة عن نتنياهو، إلا أن الكنيست قد فشل في عقد الجلسة، خاصةً بعد مقاطعتها من قبل أعضاء الائتلاف الحاكم في إسرائيل، حيث لم يوافق على مقترح حجب الثقة سوى 18 عضوًا، فيما كان الأمر يتطلب موافقة 61 “من أصل 120”، كي يتم تمرير المقترح.

حزب يش عتيد

وطرح حزب المعارضة الإسرائيلية "يش عتيد" اليوم الإثنين، تصويتًا بحجب الثقة عن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، في الجلسة العامة للكنيست.

ويأتي هذا بعد أسبوع من فشل حزب العمل في تمرير تصويت مماثل بحجب الثقة عن حكومة نتنياهو.

وقال حزب "يش عتيد" في بيان: إننا ندعو فصائل الكنيست وأعضاء الحكومة والائتلاف الذين يعتقدون مثلنا أن ترتيب الأولويات المقترح معيب ويضر بأغلبية العمال والمنتجين في إسرائيل، وأولئك الذين يعتقدون أن إسرائيل تحتاج إلى التغيير - لدعم الاقتراح".

انقسام بصفوف المعارضة

وكشف الإعلام الإسرائيلي، عن انقسام داخل صفوف المعارضة الإسرائيلية، بشأن دعم اقتراح زعيم المعارضة يائير لابيد، بحجب الثقة عن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو.

وأعلن زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيجدور ليبرمان، أنه لم يمثل في الكنيست اليوم الإثنين بشأن اقتراح حجب الثقة الذي قدمه زعيم المعارضة يائير لابيد نيابة عن حزبه "يش عتيد": وقال "الآن ليس وقت الانتخابات".

وأضاف ليبرمان: "كيف بالضبط سنجري الانتخابات الآن وهناك 200 ألف لاجئ في بلادهم وجنود احتياط في غزة وعلى الحدود الشمالية؟ ما الذي ستحمله صناديق الاقتراع في خان يونس؟ من بالضبط سيذهب إلى هناك لفرز الأصوات؟ وكيف سيصوت الناس في كريات شمونة وسديروت؟".

شروط سحب الثقة

تتطلب عملية سحب الثقة تصويت الأغلبية، التي تمثل 61 عضوًا على الأقل من أعضاء الكنيست على الاقتراح، من أصل 120 صوتًا، كي يتم تمرير المقترح.

يعتقد العديد من الخبراء والمحللين، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو لن يكون في موضع سحب الثقة، خاصةً أن الائتلاف الحكومي بقيادته يحظى بأغلبية 64 مقعدًا داخل الكنيست، ما يجعل من الصعوبة تمرير المقترح.

ماذا يقول القانون؟

ويُطبق سحب الثقة عن الحكومة، وفق البند 28 لقانون أساس الحكومة الذي يسمح للكنيست أن تعرب عن نزع ثقتها بالحكومة.

وينص قانون الأساس على أن الإعراب عن حجب الثقة بالحكومة يتم من خلال قرار للكنيست، بمعظم أعضائها، ومنح الثقة لحكومة أخرى، تعلن عن الخطوط العريضة لسياستها، وتركيبتها وتوزيع الوظائف بين وزرائها، ويتم تشكيل الحكومة الجديدة بعد إعلان الكنيست ثقتها لها.

ينص البند 44 للنظام الداخلي للكنيست، على تقديم اقتراح حجب الثقة عن الحكومة بواسطة كتلة أو عدة كتل، ويمكن أن يتم ذلك من خلال طرح اقتراح على جدول الأعمال أو كاقتراح في نهاية المداولات في بند مطروح على جدول الأعمال. 

ومن أجل تقديم الاقتراح، على الكتلة أن تسلم سكرتير الكنيست خطيًا الخطوط العريضة لسياسة الحكومة المقترحة، وبتوقيع عضو الكنيست الذي سيُطرح لرئاسة الحكومة المقترحة، وإرفاق موافقة الوزراء المقترحين لشغل مناصب في الحكومة.

من سحب الثقة للعزل

الجمعة الماضية، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن مسؤولين أمنيين ومدنيين إسرائيليين سابقين، دعوا في رسالة مفتوحة إلى عزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فيما اندلعت مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل أبيب يرفعون شعارات تطالب برحيل الحكومة الحالية، والمطالبة بإعادة الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، وإجراء انتخابات مبكرة، فيما يقول نتنياهو إن مظاهرات عائلات المحتجزين غير مفيدة، بل إنها تزيد من مطالب حركة حماس وتؤخر استعادتهم.