الجمعة، 22 نوفمبر 2024

02:54 م

غطاؤهم البرد والمطر.. حكايات الغزاويين في خيام النزوح (خاص)

مأساة النازحين مع الأمطار  في قطاع غزة

مأساة النازحين مع الأمطار في قطاع غزة

آلاء مباشر

A A

تتفاقم أزمات ومعاناة النازحين في قطاع غزة، فلم يقتصر الأمر على القصف الإسرائيلي أو منع وصول الإمدادات إليهم وبرد الشتاء القارس، فقد حلت عليهم معاناة جديدة بعد غرق خيامهم ومراكز الإيواء جراء هطول الأمطار بغزارة مع استمرار المنخفض الجوي الذي تتعرض له الأراضي الفلسطينية.

خطر جديد

كاميرات الصحفيين الفلسطينيين، نقلت عبر مواقع السوشيال ميديا، المأساة التي يعانيها أهالي غزة في الوقت الذي زادت الظروف القاسية، بسبب نقص الأغطية والملابس الثقيلة، فهم ينامون في خيام مبللة تحاوطهم مياه الأمطار من جميع الجهات، ويرتعد أجسامهم من صوت القصف وبرودة الطقس.

"تليجراف مصر"، تواصل مع أقارب بعض النازحين، ليرووا لنا جانبًا من المأساة التي تشهدها الأراضي المحتلة تحت وطأة الغارات الإسرائيلية وهجوم الأمطار والسيول.

طفلان فلسطينيان في خيمة نزوح.. هل يقطع نومهما قصف؟!

نزوح إلى عذاب الخيام

“إذا ما ماتوا من القصف راح يموتوا من البرد”، هكذا قالت “ر.أ.خ”، البالغة من العمر 20 عامًا، ومقيمة في القدس المحتلة، إذ إن شقيقتها تعيش وأسرتها في غزة، وانقطع التواصل معاها منذ فترة طويلة، لكنها رأتها في مقطع فيديو جرى تداوله عبر موقع “إنستجرام”، ليكشف حجم المعاناة التي تعيشها الأخت في خيمة لا تقي من البرد أو مياه المطر.

وتابعت “حاسة إني ما راح أشوف أختي تاني وما راح نتجمع.. إحنا عايشين في القدس المحتلة ما تعرضنا للحرب مثلهم، لكن قلبنا بينفطر عليهم كل لحظة”.

عائلة في انتظار الموت

“الله يلعنهم على كل رعشة طفل”، قالتها عجوز فلسطينية من القدس تجاوزت الثمانين من عمرها، فقدت أولادها الثلاثة (رجلان وامرأة) كانوا مقيمين في غزة يوم 10 أكتوبر 2023، جراء قصفٍ إسرائيلي للقطاع في أعقاب عملية “طوفان الأقصى” يوم السابع من نفس الشهر.

“شفت ولادي لما ماتوا وما قدرت ألمسهم”.. واصلت العجوز سرد معاناة أبنائها في أجواء الحرب، وقالت إنهم حزموا أمتعتهم ونزحوا من شمال القطاع إلى جنوبه، لكن ابنيها لقيا مصرعهما في الطرقات أثناء النزوح.

أما ابنتها الوحيدة الموجودة حاليًا مع أسرتها داخل الخيام، فقالت عنها “قلبي بيتقطع عليها وأدعو الله أن يحرسها وما أخسرها أبدًا، لأني سأموت بعدها وما بأقدر أعيش”.

واختتمت حديثها، قائلة إن ابنتها تواصلت مع أحد الصحفيين الفلسطينيين أثناء النزوح، وطلبت منه أن يوصِّل رسالة إليها “أودعك يا أحلى ماما.. أنا وزوجي وأولادي راح نستشهد”.

معاناة النازحين في ظل المطر والسيول

إحصائيات النازحين الفلسطينيين

جدير بالذكر أنه منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، في أكتوبر 2023، بلغ عدد النازحين الفلسطينيين من شمال القطاع إلى جنوبه نحو مليوني نسمة، يعيشون في ظروف إنسانية صعبة، جراء الحصار ونقص الاحتاجات الأساسية، وسط تخوف من انتشار الأمراض جرّاء ذلك، وذلك وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.

ولا تزال آلاف الجثامين مطمورة تحت ركام المباني المهدّمة في شمال القطاع، إثر الاعتداءات الإسرائيلية والقضاء على البنية التحتية في غزة، من ثم زادت المخاوف من انتشار الأوبئة والكوارث الصحية، التي تهدد من بقوا أحياءً في الشمال، أو من هم وفي وسطه وجنوبه بفعل انتشار الأوبئة، خاصة في ظل وجود عجز في الفرق الطبية لدفن الجثامين أو احتوائها في ثلاجات المستشفيات.

search