الجمعة، 22 نوفمبر 2024

08:58 ص

أرشيف حادث عبارة السلام 98.. سيرة "أيوب العصر" يرويها شقيقه

هشام عبد الحليم عيد

هشام عبد الحليم عيد

A A

فقد زوجته وأبناءه الأربعة لكنه صبر واحتسب وطارد ممدوح إسماعيل حتى وافته المنية منذ عامين.. إنه محمد عبد الحليم، المعروف إعلاميًا بـ “أيوب العصر”، الذي تجرع مرارة فقدان أسرته كاملة في حادث غرق العبارة “السلام بوكاتشيو 98” على مدار 15 عامًا.

“تليجراف مصر” التقى هشام عبد الحليم عيد، شقيق الراحل محمد، والذي حكى لنا سيرة “أيوب العصر” الذي رفض قبول العوض في أسرته، وناضل حتى أخضع رجل الأعمال ممدوح إسماعيل للمحاكمة.

يقول هشام إن الدكتور محمد عبد الحليم، من مواليد عام 1952، تخرج من كلية الطب عام 1977، وبدأ أول عمل له في الصعيد بعد تخرجه بحوالي 5 سنوات ثم حصل على عقد عمل في السعودية عام 1982.

ويصف أخيه بـ"الإنسان المحب للخير والكريم" سواء على أسرته أو الفقراء، ويضيف: “كان شديد الاعتناء بأسرته ولا ينسي الفقراء بصفة عامة”.

في عام 1988 قابل محمد، للمرة الأول، زوجته في السعودية، التي توفيت في حادث العبارة “السلام 98”، يوضح هشام، مضيفًا أنهما تزوجا وأنجبا أبناءهما الأربعة، خلال الفترة من 1988 حتى عام 2006 قبل الحادث.

ويؤكد الرجل الستيني أن الدكتور محمد رفض أكثر من مليون جنيه تعويضات عُرضت من الشركة المالكة للعبارة السلام 98، ثم لجأ إلى المحاكم، وانضم إليه خمسة آخرين، “كان يذهب كل شهر إلى المحكمة في سفاجا رغم حالة التعب والإنهاك التي طالته بعد الحادث”.

ويوضح أن محاكمة المتهمين في حادث غرق العبارة “السلام 98” بدأت في يناير من عام 2007 وامتدت إلى عام 2014، إذ حصل ممدوح إسماعيل، مالك العبارة، ونجله، الهاربان إلى لندن، على حكم بالبراءة من محكمة جنح سفاجا ثم قضت محكمة الاستنئاف بسجن ممدوح إسماعيل، 7 سنوات مع الشغل، مضيفًا أنه جرى إسقاط الحكم لاحقًا بداعي انقضاء الدعوى.

 ويستنكر هشام واقعة هرب قبطان السفينة “السلام 98”، إذ يرى أنه المتسبب الرئيسي في الحادث، مشيرا إلى قبطان السفينة سانت كاترين الذي اكتفى بمشاهدة العبارة السلام في عرض البحر ولم يقدم للركاب يد العون،  ويقول إنه “لا يقل إجرامًا عن ممدوح إسماعيل؛ لأنه لم يمد وسائل الإنقاذ للركاب، بداعي أن لديه 60 ميلًا فقط للوصول إلى السعودية ولا يستطيع إنقاذ أي فرد”.

وعن الكواليس المحيطة بوفاة محمد عبد الحليم، يبين شقيقه أن حالته الصحية بدأت في التدهور منذ عام 2018، ويضيف: “كنت ألازمه طوال هذه الفترة حتي وفاته. كان يسافر إلى الغردقة والبحر الأحمر كثيرًا، بسبب ظروف عمله، حتى أنهكه التعب ثم مات”.

ويتابع: “ذات مرة طلبت منه أن يقف على شاطئ البحر، ويكتب 5 أوراد من الذكر ويلقي بها في البحر ثم يقرأ الفاتحة”. مشيرًا إلى أن الأوراد الخمسة موهوبة لزوجته وأولاده الأربعة.

ويوضح أن الراحل زهد الدينا بعد الحادث وكرس حياته؛ للإتيان بحق زوجته وأبنائه وكل ضحايا العبارة السلام 98 الذين تجاوز عددهم أكثر من ألف شخص، حتى توفاه الله في 19 ديسمبر 2021.

search