
عن المنظومة والتحكيم في أوروبا والدول المتقدمة
لماذا سُميت الدوريات الكبرى بهذا الاسم؟ من الذي وصفها وهل هناك مبالغة ما في هذا الوصف، وإذا كان الأمر كذلك لماذا يعد دوري أبطال أوروبا من أكثر البطولات متابعة على مستوى العالم، هل لأن الفرق المشاركة هي قيادات القارة العجوز وملوكها؟ أم أن تلك مبالغة أيضًا؟
يمكن مشاهدة الجولة الأخيرة من التشامبيونزليج لنعثر على الإجابة، ولنعرف أن الأمر لا يقتصر فقط على لاعبين كِبار لأن في كل دوري هناك لاعبين كبار وبعضهم مصنف على مستوى العالم، ولا يقتصر أيضًا على النقل التلفزيوني بصورته الممتازة والجماهير التي تملأ المدرجات والهتافات التي ترج الصدور قبل الاستاد ولا حتى بأولتراس كل نادي وما يفعله خلف الشباك.
تلك كلها أسباب بالتأكيد، لكن الأكيد أيضًا أن المنظومة المتكاملة هي بطل دوري أبطال اوروبا الحقيقي، المنظومة التي بسببها تقام المباريات بالدقيقة والثانية وكل نادِ يعرف من سيقابله ومن سيحكم، وهذا يعود إلى مسؤولي المسابقة الذين لا يتجاهلون خطاب أو يخدعون رئيس نادِ أو يتلاعبون لتوجيه البطولة إلى أحد هنا وهناك، وبالطبع في قلب تلك المنظومة يقع التحكيم الذي على إيقاعه تضبط كل منافسة.
أبرز الأدلة على ذلك هو ما حدث في مباراة أتليتكو مدريد وريال مدريد والتي انتهت لصالح الأخير بعد أن وصلت إلى ضربات الترجيح، فحين تقدم ألفاريز لاعب أتليتكو لتسديد ضربته لمس الكرة مرتين وبالتالي لم تحتسب وفقًا للقوانين، شخصيًا لم أعرف لماذا لم تحتسب حتى كتابة تلك السطور، ولم أك وحدي فالمدير الفني لأتليتكو دييغو سيميوني خرج بعد المباراة ليسأل هل هناك أحد رأى ألفاريز يلمس الكرة مرتين في دلالة على أنه غير موافق على قرار الحكم.
حتى هنا تبدو الأمور عادية وتحدث في كل دوريات العالم، لكن ما يتميز به دوري أبطال أوروبا أن سيميوني قال كلمته وغادر لا أكثر، دون أي حديث آخر أو مهاجمة أحد، وموقفه هذا ليس نابع من رضائه لكن بيقينه أن التحكيم في تلك المباريات ليس بالأمر الهين، فلا ملاحظات على الحكام الذين يتمتعون بتاريخ مشرف ولا شك في أن هناك من يريد أن تذهب البطولة للملكي، يعني في أحسن الأحوال هو خطأ غير مقصود.
هذا تحكيمهم الذي صادف في نفس الفترة أزمة في "تحكيمنا"، فكل ما ذكرته سابقًا يمكن قول أن العكس هو ما يحدث عندنا، فغياب المنظومة بات يُرى بالعين المجردة، وفشلها وصل إلى عدم قدرتهم على تنظيم مباراة القمة التي هي في الحقيقة رأس مال مصر في قوتها الناعمة الرياضية.
وبعيدًا عن المسؤول الحقيقي ومن المذنب ومن البريء وهذا أمر قد يطول الوصول إليه، فإن الأكيد أن هناك غياب تنسيق بين الجهات المسئولة عن تنظيم البطولة، وهو غياب أدى إلى إلغاء أهم مباراة فيها من الناحية التسويقية والإعلانية والجماهيرية وبالتالي فإن كل من لم يؤدي عمله أو تجاهل خطاب ما أو لم يكن واضحًا بما يكفي يجب محاسبته.
أما الجزء الأكبر في ضبط تلك المنظومة هو التحكيم، والتحكيم في مصر غريب ومريب ومثير للتساؤلات، فمثلا ليس هناك نادِ بعينه يهاجم الحكام بل إن معظم أندية الدوري هاجمت الحكام، وبالتالي فالعيب في الحكام لا في معظم الأندية بالتأكيد، ثم إن الحلول التي نتبعها ثبت بالوقت أنها عقيمة، "هاتوا خبير أجنبي مشوا خبير أجنبي"، إلغوا سنة سادسة ابتدائي رجعوها تاني، ثم "بلاش تتكلموا خالص وكده تبقى اتحلت؟"
بل حتى التقنيات التي جلبناها مثل الفار وأثبتت فاعليتها في جميع دوريات العالم باتت لا تفي بالغرض هنا، وهذا يثبت أن ثمة تدخل بشري يريد إفساد تلك البطولة إن كان عن غير قصد فعلى الأقل بالإهمال وعدم الإكتراث.
ورغم أن هناك تعديلات حدثت على دوري نايل مثل الجدول الجديد والذي تساوت فيه الفرق من حيث عدد المباريات وصار هناك شبه انتظام في المواعيد، ورغم أن هناك تحسن في البث التلفزيوني ومدى جودة الصورة، لكن ظل التحكيم كما هو، قادر على إفساد أي متعة ولا يريد أحد أن يحل المشكلة الحقيقية.
وأخيرًا أقولها للمسؤولين جميعا، الأخطاء واردة والاعتراضات حاضرة حتى في أعظم مسابقات العالم، لكن حين تتأكد الأندية أنها أخطاء غير مقصودة، وأن هناك تاريخ مشرف للحكم، يقتصر الأمر على الاعتراض ثم المضي قدمًا في اللعب، هذا هو الحل ولا حل غيره فليس هناك نادِ يريد ان يلعب بحكام ثبت كوارثهم أكثر من مرة أو أيادي تعبث هنا وهناك بحق الجماهير التي تريد أن ترى أنديتهم تلعب.

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة
عن مستقبل منتخب مصر
24 مارس 2025 03:28 م
قمة حسم الدوري
09 مارس 2025 02:37 م
موسم الفرص الضائعة
25 فبراير 2025 12:59 م
لماذ أحببنا علي معلول؟
29 يناير 2025 01:44 م
أكثر الكلمات انتشاراً