الإثنين، 25 نوفمبر 2024

12:03 م

اختفى ثم عاود الظهور.. "أبو عبيدة" يثير الجدل في معرض الكتاب

كتاب "أبو عبيدة قائد سلاح الحرب الاعلامية"

كتاب "أبو عبيدة قائد سلاح الحرب الاعلامية"

فادية البمبي

A A

ظهر أبو عبيدة، المتحدث الإعلامي باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية حماس، في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وذلك من خلال كتاب بعنوان “أبو عبيدة.. قائد سلاح الحرب الإعلامية”، في الأيام الأولى للمعرض، قبل أن يتم سحب جميع نسخه الصادرة عن دار ببلومانيا للنشر والتوزيع، ثم عاد مجددًا للظهور على الأرفف في الأيام الأخيرة من عمر المعرض… ترى ما سبب اختفاء هذا الكتاب وظهوره مرة أخرى؟

غلاف كتاب “أبو عبيدة”

الحرب الإعلامية

مؤلف الكتاب، الروائي سيد داود المطعني، قال في تصريح لـ"تليجراف مصر"، “الكتاب يتناول تطور الحرب الإعلامية الدائرة بين المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني من خلال خطاب أبو عبيدة بالتحديد، وكيفية تطورها على مر السنين، ففي البدء كانت تُشن من طرف واحد، وهو طرف الاحتلال صاحب الإمكانيات والمنصات الإعلامية الضخمة والمتعددة”.

وتباع “ينتقل الكتاب بعد ذلك إلى بداية ظهور الناطق العسكري للمقاومة، وتطوُّر لغة الخطاب الإعلامي العسكري لأبي عبيدة بالتحديد على مدار الـ17 سنة الماضية، منذ ظهوره في عام 2006 وحتى حرب غزة الأخيرة 2023، ويناقش الكتاب بين صفحاته أساليب أبي عبيدة في كل معركة على حدة، في عناوين رئيسية لكل معركة بدءًا من الوهم المتبدّد 2006 وانتهاء بطوفان الأقصى 2023، مرورًا بحجارة السجيل 2012، والعصف المأكول 2014، وسيف القدس 2021”.

ليست وليدة الـ100 يوم

وحول بداية التفكير في هذا الكتاب، أوضح المطعني أنها ليست وليدة الـ100 يوم، كما اتهمني البعض على مواقع التواصل الاجتماعي، بل كانت الفكرة تراودني منذ زمن، خصوصًا أنني أتابع بشغف كل ما يجري في فلسطين منذ طفولتي، فأنا من جيل الشهيد محمد الدرة، وعلى علم بكل كبيرة وصغيرة، ولفت انتباهي تطور لغة الخطاب الإعلامي في معركة العصف المأكول 2014 ووددت لو أضع كتابًا حولها، لكن لم تكن لديّ المعلومات الكافية وقتها، ولم يكن بوسعي أيضًا وضع كتاب في أي مجال كان، فلم أحصل على فرصة لنشر كتاب لأول مرة إلا في يناير 2020، طرقت فيه باب الرواية الطويلة، وعادت الفكرة تراودني مجددًا بعد معركة سيف القدس 2021، غير أنني حينها كنت عاكفًا على إعداد روايتي التاريخية “المساقون إلى البرزخ”، وحينما اندلعت حرب غزة الأخيرة بعد عملية طوفان الأقصى، انتظرت بشغف شديد بيان أبي عبيدة الذي خرج بعدها في بيان من عشرين دقيقة يحكي تفاصيل الطوفان، ولم يخيِّب خروجه ظني فيه.

طوفان الأقصى

وأضاف المؤلف “من هنا قررت البدء في وضع الكتاب، وقد كان معظمه جاهزًا في رأسي، وكانت فترة المئة يوم كافية للكتابة، وإضافة ما استجد من تطور في أسلوب المقاومة الإعلامي، وفي لغة خطاب أبي عبيدة، الذي اكتسب جماهيرية تزيد مئة ضعف عن جماهيريته ما قبل معركة طوفان الأقصى، وهذا الأمر جعل من عرفوا أبي عبيدة حديثًا، يظنون أن الكاتب والكتاب فوجئا مثلهم في أكتوبر 2023 بأبي عبيدة، رغم أن الفئة الأقل من المهتمين بأخبار المقاومة يعرفون الملثم منذ أن ظهر للمرة الأولى في عام 2006".

سحب وإعادة

كان الكتاب الذي يحمل صورة الناطق الرسمي باسم "كتائب القسام"، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ملثمًا بكوفيته الحمراء، التي أصبحت رمزاً للمقاومة، قد لاقى اهتمامًا كبيرًا من رواد معرض القاهرة الدولي للكتاب، كما تعرّض في الوقت نفسه إلى هجوم كبير من الإعلام الإسرائيلي، الأمر الذي أدى إلى سحبه من قبل إدارة المعرض لإعادة النظر فيه، وبعد التأكد من خلوه من أي مخالفات قرّرت الهيئة العامة للكتاب إعادة عرضه.

كتائب القسام
وحول رد فعل مدير دار نشر ببلومانيا، جمال سليمان، عن منع الكتاب قال، “لم يكن لي أي ردة فعل على سحب الكتاب، لا سيما أن مسؤولي المعرض أخبروني أنهم سيقومون بفحصه ومراجعته للتأكد من خلوه من أي مخالفات، وذلك نتيجة للجدل الذي أثير حوله، ولمسؤولي المعرض كل الحق في ذلك، فلم يكن هناك أي ردة فعل، لتأكدنا من نزاهة المحتوى وسلامته. ولم تمر سوى أيام قليلة، حتى أعاد المسؤولون الكتاب إلى مكانه في أرفف جناح دار النشر بالمعرض، وأُتيح مجددًا للجمهور”.

search