
زيارة الرئيس ماكرون.. رسائل كثيرة!
كانت الحرب العالمية الثانية تدق العالم أجمع شرقا وغربا ومن الشمال والجنوب برا وبحرا وجوا.
التحالف هنا وهناك في أرجاء العالم والمحور يلتف كثعبان عند أطراف الدنيا، والرئيس الفرنسى "شارل ديجول". يصرخ عبر إذاعة فرنسا الحرة: نحن خسرنا المعركة ولكننا لم نخسر الحرب.
لكن هناك زيارة مهمة جدا يجب أن تتم.
لم تكن زيارة عادية، فالجنرال هو أمل فرنسا ومحررها وهو الذي كون الجيش الفرنسي وأعاد شتاته بعد هزيمة مزقته خلال الحرب الطاحنة التي قادها هتلر.
وقتها كان الجنرال خارج البلاد ويجب عليه مقابلة قائد القوات البريطانيه فى مكان آمن لايصل إليه أحد، ذلك المكان كان مدينة الاسماعيليه بمصر
ثم زار الرعايا الفرنسيين وبعض المدارس الفرنسية واطمئن على الراهبات وأحوال القناة ثم عاد بعد أن أتم زيارته
وقد فاجئنا بعدها الكاتب العظيم محمد حسنين هيكل أن ذلك لم يكن المرة الأولى للجنرال بل سبقتها وتلتها مرات مكث خلالها شهورا بمصر.
ـ بينما كان العالم أجمع يشتعل ما بين مطامع واحتلال واختلال وإرهاب وفتنة فى كل بقاع الشرق الأوسط
والذى أقل ما يوصف أنه برميل الذخيرة القابل للانفجار فى أى وقت.
كانت سوريا تنقسم لدويلات وأقاليم أربع دول على الأقل يتشاطرون البلد الحبيب والقريب، كانت لبنان تلملم أشلاء المرفأ وجراحات حزب الله وآلام السنة وشتات الدروز، تستجمع قوى عملاتها التي ماتت تجمع أقواتها،
والعراق تتعافى من فتنتها واليمن السعيد والحزين فى نفس اللحظة يبحث عن قطرة ماء نقية بين صواريخ الحوثيين المتبادلة مع غارات من القريب والغريب
كانت الحدود الجنوبية تتهاوى تحت وطأة الفقر والانقسام بين الجنجويد والإسلاميين وفلسطيننا تباد وتهجر
وليبيا بين فريقين.
كانت مصر دولة واحدة صامدة ثابتة آمنة، محمية بفضل ربها وما بقى من دينها وإيمانها ورجالها الأشداء الأقوياء على الأعداء رحماء بينهم.
كانت طائرات الراڤال الفرنسية تحلق فى سماء مصر تسير بجوار طائرة الرئيس ماكرون ليهبط بسلام إلى مصر، وهنا كانت الرسالة الأوضح والأجرأ لكسر أنف الولايات المتحدة نفسها فى إشارة قوية أنه يمكننا الاستغناء عن استعلائكم وغطرستكم، لم يكتف الرئيس المصرى بذلك فحسب.
بل قرر اصطحاب الرئيس ماكرون إلى سيدنا الحسين وخان الخليلى بوسط القاهرة ومنطقة الأزهر، وهذه الرسالة الأعظم للداخل والخارج فى آن واحد، فحواها "إحنا لسا هنفضل واقفين على رجلينا".
ونقدر نمشى بأى رئيس فى أى مكان فى مصر واللى عاوز يجرب يقرب
حين رأيت الرئيسان المصرى والفرنسي
ظننت أنها صور ليست حقيقية لأننى أعرف تماما كيف المنطقة هناك وما بها من بشر ، إلا أن أمننا ومخابراتنا قادرة على فعل أى شيء بأذن ربها وفى أى وقت.
كم كان عظيما ذلك المشهد، كم كانت مصرنا كبيرة، أكبر من كل التحديات التى تواجهنا والتى جعلت الرئيس ماكرون نفسه يأتى إلينا للبحث عن مخرج وحل يرضى الجميع..
دامت بلادى بخير..

الأكثر قراءة
-
12:00 AMالفجْر
-
12:00 AMالشروق
-
12:00 AMالظُّهْر
-
12:00 AMالعَصر
-
12:00 AMالمَغرب
-
12:00 AMالعِشاء


مقالات ذات صلة
شومان.. شكرا نتنياهو!!
05 أبريل 2025 08:52 ص
"قطر جيت" ومهنية قناة الجزيرة!
03 أبريل 2025 08:05 م
بالونات في المسجد والعياذ بالله!
02 أبريل 2025 08:49 ص
يوم عادي جدا في حياة والدتي
25 مارس 2025 11:58 ص
أكثر الكلمات انتشاراً